قدّم اليوم الطيب البكوش الأمين العام لنداء تونس الإطار العام للبرنامج الانتخابي للحركة. وقال البكوش خلال ندوة صحفية حضرتها قيادات الحزب وأشرف عليها الباجي قائد السبسي ان اعداد البرنامج الانتخابي لنداء تونس يأتي بين انتخابات 2011 و2014 وإثر تسجيل انحراف عن الالتزامات السياسية والقانونية والأخلاقية، مشيرا إلى عدم احترام المجلس التأسيسي لفترة عمله والتي كانت محددة بسنة الأمر الذي دفع بالسبسي بإصدار بيان في 26 جانفي 2012 ركّز فيه على مخاوفه من هذا الانحراف. وأكّد البكوش تسجيل تغوّل لحزب واحد هيمن على الترويكا إضافة إلى أنّ الممارسة السياسة كانت كأنها "غنيمة" مما فرض ظهور حزب جديد على الساحة الا وهو نداء تونس بهدف تعديل الكفة ولتحقيق 3 أهداف أساسية تكمن في إعادة التوازن في المشهد السياسي والعمل على جعل السلطة الانتقالية تحترم الالتزامات وكذلك تنظيم انتخابات يشارك فيها نداء تونس. كما عدّد البكوش إنجازات حركته من "فتح لباب الحوار الوطني بعد نهاية المدة القانونية للمجلس التأسيسي إلى العمل من اجل الحدّ من العنف السياسي خاصة مع تسجيل عدد من الاغتيالات السياسية إلى وضع حدّ لنوازع الاقصاء السياسي بفشل تمرير قانون الاقصاء بالمجلس التأسيسي إضافة إلى التقليص من تغوّل الترويكا " سليم شاكر : خلق الثروة والتنمية ومن جهته، اشار سليم شاكر إلى ان ترتيب تونس في التنافسية العامة للاقتصاد تراجع مقارنة بسنة 2010 حيث احتلت تونس المرتبة 87 من بين 140 بتراجع ب55 رتبة مرجعا ذلك إلى عدم خبرة المسؤولين الذين تقلدوا مراسم الحكم. كما أشار إلى تأثير الإرهاب على مناخ الأعمال في تونس وفق تقرير دافوس الأخير والذي رتّب تونس ضمن ال10 دول الأكثر إرهابا، وقال : "طالما هناك إرهاب لن يستثمر أحد في تونس" واعتبر ان تونس لم تصل لمثل "هذه الكارثة الاقتصادية والانهيار" وانه ليست هناك ظروف ملائمة لخلق مواطن شغل ولا نمو ولا استثمار، مضيفا : "الانتخابات يجب ان تقدّم صورة جديدة لتونس والا فان الأوضاع لن تتحسن" وبخصوص المشروع الاقتصادي لنداء تونس، فقال ان برنامج الحركة يهدف لخلق نمو مبني على نمط جديد يقوم على الابتكار والتكنولوجيا عبر توفير 24 نشاط بمحتوى تكنولوجي وبعث 16 قطب تكنولوجي و20 مشروع صناعي ووضع 20 ألف كلم من الألياف الضوئية و800 كلم من الطرقات السيارة وتكوين 10 ألاف مهندس وتوفير قروض سنوية بدون فائض للجهات تقدّر بألف مليون دينار مع تخصيص 125 ألف مليون دينار للاستثمارات إضافة إلى تثبيت القطاعات الكلاسيكية للاستثمار. وحدد شاكر شروط نجاح البرنامج الانتخابي لنداء تونس والذي يتمثل في توفير البنية الأساسية والموارد البشرية والمالية والبحث عن مستثمرين أجانب وجلبهم إضافة إلى توفير مناخ الأعمال ووضع مشروع مجتمعي واضح على مدى 50 سنة القادمة. شكري بن عمارة : حياة كريمة للجميع أمّا رجل الاقتصاد شكري بن عمارة، فشدّد خلال مداخلته على ضرورة وضع مضمون للعدالة الاجتماعية في البرنامج الانتخابي للحركة تهمّ 5 مجالات، أولا الشباب والتشغيل وتتمثل في ضرورة دفع التشغيل بالمؤسسات الاقتصادية مع توفير شراكة بصفة إرادية من خلال تحديد سياسات نشيطة للشغل تكون من خلال عقدين الأول عقد موحد للتكوين والتأهيل والإدماج وعقد ثاني "عقد الشغل من أجل المستقبل" تتكفل من خلاله الدولة بتوفير الجراية والتغطية الاجتماعية والتكوين لفائدة المؤسسة المشغلة مع ضمان هياكل شبابية في كافة معتمديات الجمهورية. أما ثاني المجالات فتهمّ التعليم عبر إصلاح شامل للمدرسة والنهوض بالجامعات والتكوين المهني. أما ثالثا فيهم الأمر المرأة وذلك بوضع آليات لمقاومة التمييز ضدّها مع رفع الحواجز أمام مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وذلك بتوفير رياض الأطفال والحضانة وإعادة الاستدامة للمدارس وتمتيع المرأة الحامل باجازة ولادة تكون على مدى 4 أشهر بمعدل شهر قبل الولادة والبقية إثر الانجاب. وبالنسبة للنقطة الرابعة فتتمحور حول الصحة حيث يجب توفير تغطية صحية شاملة لكلّ التونسيين وهو ما يتطلب 5 سنوات ولذلك يجب الاسراع بضمان العلاج المجاني للفئات المهمّشة مع الإصلاح العاجل للهياكل الصحية العمومية. وتهمّ النقطة الأخيرة الحماية الاجتماعية وذلك عن طريق الحفاظ على التقاعد التوزيعي وبعث منظومة التأمين ضدّ فقدان الشغل وتحديد برنامج وطني للادماج الاجتماعي ومقاومة الفقر وتوفير قروض دون فائض لمن يشتري مسكنا لأول مرة خاصة مع غلاء أسعار كراء المنازل وعدم قدرة الشباب على شراء المنازل وختم بن عمارة مداخلته بالتأكيد على أنّ بناء البيت التونسي يتطلب 4 ركائز تتمثل في وضع اقتصاد قوي وبناء مجتمع متين ووضع ثقافة رائدة وازدهار الجهات. محمود بن رمضان : التقييم والتوازنات وقال محمود بن رمضان خلال مداخلته على هامش انعقاد الندوة الصحفية لنداء تونس ان البرنامج الانتخابي للحركة يهدف لاخراج جهات من عزلتها عبر تعصير التجهيزات الأساسية للمواصلات وتطوير شبكات الكهرباء والغاز الطبيعي وبعث أقطاب صناعية وبعث مشاريع صناعية كبيرة ومهيكلة في كل ولاية من ولايات الجمهورية والارتقاء بالتجهيزات الجماعية بكل المعتمديات وتهذيب حوالي 600 حي شعبي من مجموع 1200 وبعث مركز حياة عصري بكل ولاية مع إيلاء الاهتمام بالجالية التونسية بالخارج من خلال توفير شبكة مؤسسات تربوية وثقافية واجتماعية بالمدن الكبرى بالمهجر وبعث مؤسسة مالية مختصة لهم ووضع شباك موحّد بالمدن الكبرى للمهجر. وأضاف ان نداء تونس يلتزم في برنامجه الانتخابي بتوفير 90 ألف موطن شغل بفضل معدّل نمو يقدّر ب6 بالمائة مع توفير استثمار جملي بقيمة 125 ألف مليون دينار. كما أكّد أن الباجي قائد السبسي تلقى ووعودا لدى حضوره مؤتمر دوفيل لمجموعة الثمانية بمنحه 25 مليار دولار وان هذه الوعود مازالت قائمة في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في تونس بعد الانتخابات، وهو ما أكده أيضا سليم شاكر في تصريح لل"الصباح نيوز" على هامش الندوة الصحفية وقال شاكر : "ان الوعود مازالت قائمة وان كان الوضع في تونس بعد الانتخابات مقنعا فستنفذ الوعود". بشرى بلحاج حميدة : ثقافة تدعم التنمية ومن جهتها، قالت بشرى بلحاج حميدة انه تم إيلاء الثقافة المكانة اللازمة في البرنامج الانتخابي لنداء تونس بوضع مشروع حضاري يكون امتدادا لحركة الإصلاح دون الاحتباس في التقديس الماضي حتى يمكن استشراف المستقبل. كما أشارت إلى انه من بين برنامج نداء تونس في الشأن الثقافي دمقرطة الثقافة ولا مركزيتها وتنويع مصادر التمويل وكذلك تأهيل المواقع الأثرية والمتاحف.
