وسط احتياطات أمنية مكثفة حالت دون وقوع مضايقات أو ما شابه ذلك احتضن قصر الموناليزا بمدينة قصر هلال مساء أمس اجتماعا شعبيا لحركة نداء تونس نظمته التنسيقية المحلية واشرف عليه الطيب البكوش الأمين العام للحركة. الاجتماع الذي انطلق في حدود الساعة الثالثة وتواصل حتى الساعة الخامسة مساء حضره عدد من أعضاء المكتب التنفيذي على غرار خميس كسيلة ورضا بلحاج وعادل الشاوش وبوجمعة الرميلي وعبد المنعم كرير ونور الدين بن تيشة و بشرى بلحاج حميدة ومحمود رمضان والهادي البنزرتي وغيرهم بالإضافة إلى عدد من ممثلي الأحزاب الوطنية على غرار المسار والاشتراكي والجمهوري والوطن وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل.
وكانت ضربة البداية فيه لفرقة الفنان الفاضل الجزيري التي قدمت عرضا موسيقيا تضمن مجموعة من الأغاني التراثية والثورية ألهبت الحضور وزادت في حرارة المصافحة وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة وتعقيبا على العرض الموسيقي الذي سبق الاجتماع قال الأمين العام لحركة نداء تونس إن ذلك يدخل في إطار الترابط بين السياسة والثقافة باعتبار أن لا سياسة سليمة دون ثقافة متينة وانه رد غير مباشر على من بدأوا بمهاجمة الفنانين والمثقفين وذكر الطيب البكوش بعد ذلك بالدور الريادي الذي لعبته مدينة قصر هلال في المرحلة التحريرية مستشهدا بالمؤتمر التاريخي المنعقد في 2 مارس 1934 وبالنضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي قاده ثلة من الرجال البررة على غرار محمد بوزويتة واحمد عياد والحاج علي صوة وقال البكوش إن التاريخ يعيد نفسه وان هذه المدينة التي احتضنت حزب بورقيبة هي نفسها التي شهدت بعث أول مكتب محلي لحركة نداء تونس خارج العاصمة.
معركة الدستور
وأثناء كلمته عرج الأمين العام لحركة نداء تونس بالقول إن الائتلاف الحاكم يتوهم انه سيبني تونس وكأن تونس ليس لها جذور أو تاريخ أو ماض يعتز به التونسيون مشيرا إلى أن من يعتبر بلاده بلا ماض فلن يكون له مستقبل واعتبر أن ما يحصل اليوم هو مخالف تماما لقيم الإسلام التي يؤمن بها الشعب التونسي وأضاف أن نداء تونس يؤمن بالتاريخ ويعتبر نفسه امتدادا للحركة الوطنية ويعتز بالماضي ويحرص على تفادي النقائص ويفتح أبوابه لكل أبناء الوطن دون استثناء وعن تقييمه لعمل الحكومة قال الطيب البكوش انه دون المأمول ولا يستجيب لطموحات التونسيين ودعا إلى تكوين حكومة مصغرة من الكفاءات المستقلة تسهر على الإعداد للتواريخ المقبلة المهمة وتضع تونس على شاطئ الأمان بعيدا عن المحاصصة الحزبية وكأن البلاد غنيمة يقع اقتسامها كما دعا الوزراء الموجودين حاليا في الحكومة إلى البقاء في المجلس التأسيسي والاعتناء بكتابة الدستور والالتزام أخلاقيا وسياسيا بالمواعيد المقترحة وعلق على مشروع الدستور بأنه لا يستجيب لطموحات التونسيين وهو الذي لا يحتوي ولو إشارة واحدة لحقوق الإنسان وهمش المرأة وتضمن عبارات قابلة للتأويل واعتبر أن الحركة اليوم أمام معركة الدستور الذي يجب أن يكون في مستوى ما تمت صياغته من قبل مناضلي تونس اثر الاستقلال.
تعويل على الشباب والمرأة
الطيب البكوش ذكر بما قاله الباجي قائد السبسي في خصوص الحكومة التي اعتبرها فاشلة وقال إن هذا الحكم مبني على أسس وثوابت إذ أن كل ما وعدت به الشعب قبل الانتخابات أو بعدها لم يتحقق واعتبر التواريخ المقدمة للموعد التاريخي المنتظر مضيعة للوقت طالما انه لم يتم تكوين هيئة مستقلة تشرف على العملية الانتخابية ونادى الشباب والمرأة بضرورة المشاركة في الانتخابات المقبلة وعدم التأثر بالصراعات السياسية التي تهدف إلى زعزعة ثقة هذه الأطراف الفاعلة في الأحزاب كما نادى بضرورة التجند إلى هذه الانتخابات بإعداد كبيرة ومن خلال التكوين حتى لا يحصل تزوير النتائج بأعداد مكاتب الاقتراع وللإشارة فان الحاضرين وطوال الاجتماع كانوا يهتفون باسم السيد الباجي القائد السبسي الذي كان الغائب الحاضر والذي قال عنه الطيب البكوش انه سيحضر إلى مدينة قصر هلال يوم 2 مارس المقبل لاحياء ذكرى انعقاد مؤتمر البعث.