بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا 21,41 % في منتصف النهار وذلك حسب أرقام رسمية لوزارة الداخلية الفرنسية. وبدأ الفرنسيون الاحد التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يرجح ان تؤمن للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند الاغلبية اللازمة لتطبيق برنامجه. وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة (6,00 تغ) وستغلق عند الساعة 20,00 (18,00 تغ) في المدن الكبرى. ويفترض ان يختار الناخبون 541 نائبا بعد انتخاب 36 آخرين في الدورة الاولى التي جرت في 10 جوان الجاري واتسمت بنسبة امتناع مرتفعة (42,7 %)
وبعد حوالى شهر ونصف على فوزه على نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية واعادته اليسار الى الاليزيه بعد غياب 17 عاما، من المتوقع ان يحصل هولاند على غالبية قوية. وترجح بعض الاستطلاعات حتى حصوله على الغالبية المطلقة التي ستعطيه الحرية التامة في تمرير برنامجه بدون ان يضطر الى عقد تفاهمات مع الخضر او اليسار الراديكالي. وهذا هو التحدي الاكبر في هذا الاستحقاق. وتعطي غالبية استطلاعات الراي الحزب الاشتراكي وحزبين حليفين صغيرين اكثر من 289 مقعدا من اصل المقاعد ال577 التي تتكون منها الجمعية الوطنية. وفي اسوأ الاحوال، سيعتمد هولاند على دعاة حماية البيئة المرتبطين معه باتفاق حكومي، وحتى على جبهة اليسار. وفي الدورة الاولى حصل الاشتراكيون ومختلف اطراف اليسار على 34,4 % من الاصوات، فيما حصل انصار البيئة على 5,4 % واليسار الراديكالي على 6,9 %. ودعا رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت الى التعبئة لاعطاء "غالبية واسعة ومتجانسة ومتضامنة" لهولاند ليتمكن من "تنفيذ تعهداته". ومع الاشتراكيين الذين يهيمنون على مجلس الشيوخ ومعظم المناطق والمدن الكبرى، ستسمح غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية لرئيس الدولة بان يطبق بدون صعوبة الوعود التي اطلقها خلال حملته الانتخابية بدءا بالاصلاح المالي وانتهاء بانعاش القطاع الصناعي. وسيضطر كذلك لاتخاذ اجراءات تثير استياء الفرنسيين وقد تفرض نفسها بسرعة مع تفاقم ازمة الدين، من اجل احترام تعهدات فرنسا بخفض عجزها العام الى اقل من ثلاثة بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في 2013. من جهته، دعا زعيم حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية المحافظ جان فرنسوا كوبيه الناخبين "الا تصب كل خياراتهم في منحى واحد لان ذلك سيكلف البلاد ثمنا باهظا". ويحذر الاتحاد من اجل حركة شعبية منذ اشهر من خطر افلاس الدولة كما في اليونان حيث تجري اليوم ايضا انتخابات ستحدد مصير هذا البلد في مجموعة اليورو. وقد صمد اليمين البرلماني الذي يشهد حرب خلافة بعد هزيمة نيكولا ساركوزي، في الدورة الاولى وفاز ب34,1% من الاصوات. ويتوقع ان يحقق نتيجة مشرفة الاحد بحسب معاهد استطلاعات الرأي. وبعد حملة رئاسية يمينية جدا، لم تنجح استراتيجية الاتحاد من اجل حركة شعبية في قطع الطريق على مرشحي اليمين المتطرف الذين يتمتعون بفرصة في العودة الى الجمعية الوطنية. وبعد حصولها في الانتخابات الرئاسية على 17,9 % من الاصوات وفي الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية على 13,6 % من الاصوات، يمكن ان تشغل الجبهة الوطنية ثلاثة اوربعة مقاعد في الجمعية الوطنية التي غابت عنها منذ 1994. وتتمتع زعيمة الحزب مارين لوبن بفرص كبيرة للفوز بمقعد في اينان-بومون (شمال) وكذلك قريبتها ماريون ماريشال لوبن ومحام مرتبط باليمين المتطرف هو جيلبير كولار. وبمعزل عن المنافسة بين اليمين واليسار، ستثير دائرة واحدة الاهتمام هي تلك التي قد تهزم فيها سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة في 2007 والصديقة السابقة لهولاند، امام مرشح منشق عن الحزب الاشتراكي. وكان المصير السياسي لام ابناء الرئيس الاربعة، اتخذ منحى عاطفيا بين دورتي الانتخابات التشريعية بعدما عبرت الصديقة الحالية لرئيس الدولة فاليري تريارفيلر على موقع تويتر عن دعمها لخصم روايال. وفور انتخابها، ستدعى الجمعية الوطنية للانعقاد في دورة اسثنائية مطلع جويلية لاطلاق اولى الاصلاحات. وتجري الانتخابات بحسب نظام الغالبية. (فرانس 24)