اجتمع المكتب التنفيذي الموسع للشبكة التونسية للعدالة الانتقالية يوم 14 جوان الجاري لتدارس ما آلت إليها الأحداث الأخيرة في البلاد. وقد تمّ تلخيص نتائج هذه الأحداث، حسب ما جاء في بلاغ صادر عن الشبكة كما يلي : - تجدد وانتشار رقعة الانفلاتات الأمنية المتزامنة في عدة ولايات من الجمهورية مما يوحي بوجود ترتيبات لها من طرف عناصر الثورة المضادة من النظام السابق ومن رموز الفساد.
- توظيف المسألة الدينية في التجاذبات السياسية واعتمادها كطعم لفرقعة الوحدة الوطنية وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد . - الاعتداء على مؤسسات الدولة وممتلكات الشعب وتبديدها مما زاد في تعميق مشاعر المواطنين بانعدام الأمن والطمأنينة وتقلص ثقتهم بالمسقبل . - تأخر إرساء مبدأ عدم الإفلات من العقاب في إطار العدالة الانتقالية شجع العديد من المسؤولين عن الانتهاكات في النظام السابق على التمادي في أفعالهم الإجرامية . - ضعف أداء الحكومة في ضبط أوضاع البلاد الأمنية وهرسلتها من طرف خصومها السياسيين كان له أثر سيئ على اعتزاز التونسيين بثورتهم المجيدة وحماسهم لإنجاح الانتقال الديمقراطي . - ازدياد مظاهر التطرف والغلو السياسي من اليمين واليسار وانحسار فضاءات الحوار الديمقراطي وتحول الشارع إلى ساحة لحسم الصراعات واستعراض القوة وممارسة العنف. ومن هذه المنطلقات فإن الشبكة التونسية للعدالة الانتقالية تدعو إلى : - إطلاق حوار وطني شامل لايستثني أحدا يعزز الوحدة الوطنية ويرسم مشتركات جماعية تفضي إلى تحديد خارطة طريق توافقية لإنجاح مسار الانتقال الديمقراطي واستعادة ثقة المواطنين في ثورتهم المجيدة وفي النخب السياسية الفاعلة حكومة ومعارضة. - تجريم التعدي على المقدسات والثوابت الدينية وتوظيفها في الصراعات السياسية وفي هذا الإطار تدعو الشبكة أعضاء المجلس الوطني التأسيسي إلى سن قانون في الغرض حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية . - تفعيل القوانين المنظمة للحياة العامة دون اللجوء إلى القوانين الاستثنائية مثل قانون الإرهاب السيئ الذكر، واعتبار علوية القانون فوق الجميع . - التسريع بإرساء مسار العدالة الانتقالية وكشف الحقائق ومحاسبة الجناة ودعم مسار الإصلاحات المؤسساتية الضرورية في قطاعات الأمن والإعلام والقضاء لبناء منظومات جديدة ديمقراطية وشفافة . - ملازمة اليقظة من طرف جمعيات وشبكات المجتمع المدني وعموم المواطنين للمحافظة على مكتسبات الثورة وتحقيق أهدافها و"منع فلول النظام السابق من العبث بمنجزاتنا وآمالنا وتطلعاتنا".