سارع المرشحان للدور الثاني للانتخابات الرئاسية للظهور في وسائل الإعلام وإعطاء تصريحات تبادلا فيها التهم. وقال الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس ومرشحها للرئاسية انّ الذين صوتوا للمنصف المرزوقي هم من الإسلاميين والسلفيين الجهاديين، بينما قال المرزوقي انّ فوز السبسي في الرئاسية سيدخل البلاد في مرحلة رهيبة من عدم الاستقرار معتبرا ان السبسي ليس رجل ديمقراطية، وفق ما صرّح به لقناة "فرانس 24" ولتحليل هذيْن الخطابيْن اتصلت "الصباح نيوز" بصلاح الدين الجورشي المحلل السياسي والإعلامي فأفادنا أنه من الطبيعي أن يحاول كل مترشح تحدّي منافسه ومحاولة التأكيد على أنه الأفضل، مضيفا : "لكن حسب رأيي فإنّ كلا المترشحيْن قد بدآ في تجاوز الخطوط الحمراء من خلال تصريحات يخشى أن تكون لها انعكاسات على الوحدة الوطنية للتونسيين" كما عبّر عن خشيته من أن تؤدي الحملة المتبقية للدورة الثانية إلى الانزلاق نحو مزيد من التصعيد اللفظي الذي قد يؤدي إلى فتح المجال أمام احتمال تورّط أنصار طرف او اخر في عنف متبادل. وبخصوص تصريح السبسي، قال صلاح الدين الجورشي : "أنا لا أوافق على مثل هذه التصريحات لأن جزءا كبيرا ممن صوّتوا لصالح المنصف المرزوقي تجاوز دائرة الإسلاميين كما أن السلفيين الجهاديين غير معترفين أصلا باللعبة الديمقراطية والانتخابات ولذلك فإنّ التعميم خطأ وهو ما قد يثير جزءا من الجمهور التونسي ضدّ مرشح حزب نداء تونس". وفي نفس السياق، اعتبر الجورشي ان على السبسي ان يحدد موقفه من حركة النهضة بشكل أوضح تجنبا لمزيد من الالتباس، موضحا : " أوافق السبسي قوله بأن جزء كبير من جمهور النهضة قد صوّت للمرزوقي لكن ذلك يجب أن يوضع في سياقه ويجب أن يكون موقف السبسي من قيادة الحركة مدرجا ضمن العلاقات المستقبلية المنتظرة بين الحزبيْن". أمّا في ما يتعلق بتصريح المرزوقي، فقال الجورشي انه " ليس فقط مبالغا فيه ولكنه قد يكون ضمن ردود الفعل على النتيجة الحالية للانتخابات الرئاسية وقد يندرج في إطار تخويف التونسيين من المرحلة القادمة في حال فاز السبسي ". وأضاف : "لهذا أرى بأن الأقرب إلى الموضوعية هو ان كانت هناك مخاوف فعلى المرزوقي أن يبرزها بشكل دقيق وواضح فهل يقصد عامل السنّ أو يقصد عامل التغوّل الذي كثر عنه الحديث في الفترة الأخيرة.. وفي كل هذه الاحتمالات أعتقد بأن الجزم فيه كثير من التضخيم والمبالغة" ودعا الجورشي المترشحين للرئاسية في دورتها الثانية إلى الدفاع عن رؤيتهما وبرامجهما السياسية والابتعاد عن القدح سواء في الطرف المنافس أو المس من كرامة التونسيين الناخبين الذين لولاهم لما كانت تجرى الانتخابات ولكان هناك مرشحين للرئاسية.