تراجعت الحركة بمعبر رأس جدير الحدودي بعد ظهر أمس الثلاثاء بشكل لافت لتكاد تكون منعدمة بسبب توتر الأوضاع وحصول قصف بمناطق "بوكماش" و"العجيلات" بالتراب الليبي، وذلك بعد أن بدأت تسترجع نسقها الطبيعي صباحا، بحسب ما أفاد به العقيد بالجيش الوطني مراد المحجوبي آمر الترتيبة الدفاعية بالجنوب الشرقي. وقال العقيد، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، إن "مثل هذه التوترات التي يشهدها التراب الليبي تجعل حماة هذا الوطن على درجة عالية من اليقظة والحيطة والاستعداد لكل الاحتمالات، غير أنها لا تبعث على القلق أو الانشغال بحكم الجاهزية الكبرى لقواتنا». وكان معبر رأس جدير قد عرف منذ نهاية هذا الأسبوع تراجعا في حركة الوافدين من الليبيين في ما توقفت حركة توجه التونسيين نحو ليبيا تنفيذا لإجراء تونسي وقائي، الى جانب رجوع عديد الليبيين نحو تونس بعد وصولهم إلى المعبر في طريق عودتهم إلى بلادهم بسبب توتر الأوضاع فيها. وفي هذا السياق، أشرف فيصل قويعة كاتب الدولة للشؤون الخارجيةأمس بمقرّ الوزارة، على اجتماع خليّة الأزمة الخاصّة بمتابعة الأوضاع في ليبيا، وذلك بحضور ممثلين عن وزارات الداخلية والدفاع الوطني والعدل وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية والنقل وشركة الخطوط التونسية. وتباحثت خلية الأزمة وضعية الصحفيين التونسيين، سفيان الشورابي ونذير القطاري، والموظف بسفارة تونس بطرابلس، وليد الكسيكسي، المختطفين بليبيا. وقد أكد المشاركون على مواصلة الجهود المبذولة لمتابعة ملف المختطفين التونسيين والاتصالات التي تجريها وزارة الشؤون الخارجية مع عدد من الشخصيات الليبية النافذة من أجل الإسراع في عملية الإفراج عنهم في أقرب الآجال الممكنة. ومن جهة اخرى تناولت خلية الأزمة بالدرس تطور الأوضاع الأمنية والسياسية التي شهدت مزيدا من التدهور في الفترة الأخيرة مما دفع بالسلطات التونسية إلى اتخاذ قرار المنع المؤقت لتحول التونسيين إلى ليبيا على مستوى معبر رأس جدير الحدودي آواخر الأسبوع الماضي. و إزاء تواصل تردي الأوضاع الأمنية في الشقيقة ليبيا، تُجدد خلية الأزمة دعوتها إلى كافة أفراد الجالية التونسية المقيمة في ليبيا إلى توخي أقصى درجات الحذر والحيطة في تنقلاتهم داخل القطر الليبي. كما تدعو المواطنين التونسيين إلى إرجاء سفرهم إلى ليبيا فيما عدى حالات الضرورة القصوى.