لم يكن العام 2014 من أحسن السنوات التي عرفتها الأرض كما تقول مجلة "الايكونوميست" البريطانية.. فأهم ما ميز عام 2014 هو الحرب والمرض الا أن عديد البلدان تنافست كما تقول المجلة على الحصول على لقب "بلد العام" الذي اختارته موضوعا في عددها الأخير سنة 2014. لقد شهد العام 2014 عدة أحداث هامة على غرار ظهور "داعش" وسيطرتها على مناطق في سورياوالعراق.. الأزمة الأوكرانية.. انتهاك جماعة بوكو حرام لسيادة نيجيريا وانفجار الأوضاع في جنوب السودان. الا أن بلدانا أخرى تمكنت من الصمود وهي كلها تتنافس على لقب "بلد العام" في مجلة "الايكونوميست". البشمارغا في كردستان العراق تصدوا لجهادي "داعش".. سكتلاندا صوتت ضد إنهاء 3 قرون من الاتحاد مع المملكة المتحدة هذا يمكن أن يجعل سكتلاندا مرشحا جيدا للحصول على اللقب..عملت السينغال على التصدي لمرض الايبولا كما فعلت نيجيريا .. أفغانستان مازالت إحدى أكثر المناطق كآبة في العالم ولكنها تبدو اليوم أقل كآبة.. لبنان يستحق الذكر لقدرته على استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.. واذا نجح مسار السلام بين الحكومة الكولومبية ومتمردي "الفارك" ستكون مرشحة المجلة للفوز باللقب العام القادم. وفي المجال الاقتصادي تشير المجلة إلى تجارب ملفتة خلال عام 2014 مثل ايرلاندا وايسلاندا التين تمكنتا من الخروج من التحديات الاقتصادية وبرهنتا أن الديمقراطيات يمكن أن تتخذ قرارات مؤلمة عندما يتطلب الأمر ذلك..فوز ناريندرا مودي في الهند يمكن أن يمثل اللحظة التي تصل فيها أكبر دولة ديمقراطية إلى أفضل ما يمكن أن تحققه ويمكن أن نتابع ذلك في2015 كما تقول المجلة. المرشحان النهائيان ولكن المرشحين الذين نجحا في الوصول إلى نهائيات الحصول على اللقب لسنة 2014 تمكنا من ذلك لبرهنتهما على النضج السياسي على مستوى القادة والشعب. وهما اندونيسيا أكبر بلد مسلم حيث تمكن الرئيس الإصلاحي الجديد جوكو ويدودو من نقل بلده من مفترق الطرق إلى الازدهار. "إلا أن الفائز الذي اخترناه" -كما تقول المجلة- هو بلد أصغر حجما ولكننا "نؤمن أن الرمزية تهم أكثر من الحجم.." المثالية التي أنتجها "الربيع العربي" غرقت في أغلب الحالات في الدم والتطرف مع وجود استثناء بارز : تونس التي تمكنت في 2014 من المصادقة على دستور ونجحت في تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية.. "اقتصادها يصارع وسياستها هشة ولكن البراغماتية التونسية والحداثة غذت الأمل في منطقة بائسة وعالم مضطرب.." وختمت مجلة "الايكونوميست" مقالها قائلة Mabrouk, Tunisia "مبروك تونس".