يشكل الوضع الأمني غير المستقر في ليبيا هاجساً للعديد من الدول لاسيما فرنسا. وقد شدد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان الجمعة على أنه يتعين على القوى الكبرى معالجة عدم الاستقرار في ليبيا، لكنه لم يصل صراحة إلى حد تأييد التدخل العسكري الذي دعت إليه قوى إقليمية في منطقة الساحل الإفريقي. وأكد لو دريان بعد الاجتماع مع رئيس النيجر محمد يوسف في نيامي الذي طالب بتدخل عسكري، على ضرورة حل الأزمة الليبية ووضح حد للفوضى، وقال: "ليبيا في حالة فوضى وهي مرتع للإرهابيين الذين يهددون استقرار النيجر، وبشكل أبعد فرنسا". وأضاف "نعتقد أن الوقت حان لضمان أن يعالج المجتمع الدولي المشكلة الليبية. أعتقد أن هذا أيضاً ما يراه الرئيس يوسف." وكان لو دريان قد زار يوم الخميس قاعدة عسكرية فرنسية في ماداما، وهي بلدة نائية على تقاطع طرق تجارة بالصحراء في شمال النيجر قرب الحدود مع ليبيا. وقال لو دريان إن موقع نشر نحو 200 رجل في ماداما شيء أساسي، لأنه سيسمح للقوات بالتدخل في النيجر بسرعة وبكفاءة، مسلطاً الضوء على كيفية تحول تدخل فرنسا ضد الإسلاميين في مالي في 2013 إلى مهمة إقليمية أوسع لتعقب الإسلاميين عبر الساحل. لكن فرنسا استبعدت حتى الآن القيام بعمل عسكري مباشر في ليبيا، وقال لو دريان إن لا شيء يغير هذا الموقف خلال زيارة لتفقد بعض من القوات الموجودة في المنطقة الأسبوع الماضي والتي يبلغ حجمها 3200 جندي. من جهته، قال رئيس النيجر إن الساحل "يدفع ثمن الفوضى السياسية التي حدثت بعد العملية العسكرية التي قام بها حلف شمال الأطلسي، والتي ساعدت في إسقاط القذافي، وإن هناك حاجة لقيام الغرب بعمل مباشر لإصلاح هذا الوضع." وأضاف "لا أعرف كيف ستحقق ميليشيات إرهابية مسلحة مصالحة في ليبيا." في المقابل، دعا رئيسا مالي والسنغال الغرب إلى القيام بعمل في ليبيا لإنهاء الفوضى التي يقولان إنها نجمت عن التدخل في عام 2011، والذي ساعد في إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي. يذكر أنه في الوقت الذي تتصارع فيه حكومتان متناحرتان على الشرعية في طرابلس، أصبح الجنوب الصحراوي في ليبيا معقلاً لجماعات مسلحة يرتبط بعضها بالقاعدة وداعش. (رويترز)