قبل أيام من مطلع السنة الأخيرة لحكم الباجي قائد السبسي، انتفض الشارع التونسي وارتفعت الاحتجاجات الشعبية في عديد المدن معبرة عن استيائها العميق مما آلت إليه الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكارثية واستفحال الجرائم والعمليات الإرهابية والانتحارات ورفعت عاليا شعارات اسقاط النظام من عديد الأطراف المحرضة بعضها على العنف، وفي أجواء وصفتها الصحافة العالمية منذ مدة بالجحيم وكثرت فيها المذمات والسخرية التي تأتينا من هنا وهناك وتصفنا بالبلد القابع تحت الصفر... تعتبر الحركة الوسطية الديمقراطية أن الخيبة العظمى تجلت في الفشل الذريع للانتخابات البلدية ومقاطعتها العارمة من طرف الناخبين. مما سيأثر سلبا على الحوكمة والتدبير الحر المزمع نشره لدى المجالس المنتخبة، التي بدت متعثرة وحائرة منذ تنصيبها. حيث يجري المستقلون بما لا يشتهي الائتلاف البائس...وتتعقد الأمور بالحرب بين حافظ ويوسف وارتجال عديد الأطراف المتذبذبة وسقوط وثائق قرطاج. أما الطوارئ الذي يمتد ويطول والمسار الديمقراطي الذي لا يكتمل والأفق الذي ينسد منذ انتهاء التوافق المغشوش فهي كلها دلالات صارخة على الفشل واعتبار حكومة الشاهد تابعة للنهضة ابتداء من تاريخ 07/10/2018 وصدور بيان أنس حطاب واستقالة رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وتوتر العلاقات بين رأسي السلطة التنفيذية. هذا الوضع لم يعد يحتمل ولا بد من محاولة تخطيه للحفاظ على استقرار وأمن الدولة. لذلك تبادر الحركة الوسطية الديمقراطية بتقديم مقترح إلى سيادة رئيس الجمهورية يقضي بتوليها رئاسة الحكومة خلال الفترة القادمة، وبوضع سياسة جديدة استعجالية تعتمد على إرساء برنامج "اقتصاد المساهمة العامة" المنبثق من نظرياتها الإيديولوجية الواسعة حول الرأسمالية الشعبية والملخصة في مفهوم "النمو المسند بالرسملة" وفي "برنامج مليون جواز نحو التشغيل" وهو الطرح الفريد والمتميز للقضاء على البطالة. وتعتبر الحركة الوسطية الديمقراطية أن هذا الاقتراح يأتي ردا على انعدام الحلول وعجز الحكومة الحالية وسابقاتها عن تقديم أي تصور في هذا الشأن الضروري والحياتي. من جهة أخرى تقترح الحركة الوسطية الديمقراطية إيجاد حل لأزمة الحزب الحاكم المنحل، ونعني بذلك نداء تونس، الذي نعرض على مسيريه إمكانية دمجه بالحركة الوسطية الديمقراطية، وتسوية الوضعية الغير قانونية لمنخرطيه، وإعادة التوافق بينه وبين المنشقين عنه والملتحقين بكتلة الائتلاف الوطني. تونس لم تعد تستحمل أي سنة إضافية من الصبر والمعاناة، وهكذا تجود الحركة الوسطية الديمقراطية بما لديها من تدبر للمساهمة في حلحلة هذا الوضع العصيب كما تعبر عن استعدادها لمقابلة سيادة رئيس الجمهورية ومؤازرة جهوده على هذا الأساس متى رغب في ذلك. والله ولي التوفيق. أما على الصعيد العربي فإننا نلاحظ بكل أسف ما يحوم حول بعض الأنظمة الخليجية والعربية التي تتزعزع وتفقد سيطريها على مجرى الأحداث: كمحاولة اغتيال محمد بن سلمان واغتيال الخشقجي، والحصار على قطر، واستقرار الأردن الذي أصبح في خطر، وتواصل الحرب في اليمن، وسوريا التي تئن تحت وطأة القوى الأجنبية، ولبنان العليل بلعنة الحريري وحزب الله، وليبيا الشهيدة، والسودان المنتفضة.. هذا وأصبحنا نرجو انحلال الاتحاد الأوروبي لما أصابنا من سوء جراء ارتفاع سعر اليورو...ولعل في ذلك خير لإفريقيا المنكوبة. إن شاء الله عامكم مبروك، وإليكم منا أطيب التمنيات للجميع.. أريانة، في 26 ديسمبر2018 عن الهيئة التأسيسية الرئيس