بعد فكّ ارتباطه بنادي الفتح السّعودي سيعود المدرّب فتحي جبال بين الحين والآخر إلى تونس للتّعاقد مع النّادي الرياضي الصفاقسي والشّروع في الإشراف على الحظوظ الفنّية للفريق في قادم المنافسات. في الواقع يعتبر انتداب المدرّب فتحي جبال خطوة إيجابية وهامّة نحو تحقيق الأهداف المرسومة والمنشودة للسّي آس آس اعتبارا لكفاءة هذا الفنّي التي لا مجال للشكّ فيها ونظرا كذلك للخبرة التي اكتسبها في ميدان التّدريب على امتداد سنوات طويلة إلى جانب درايته بواقع كرة القدم التّونسية – وهو الذي كانت له تجربة قصيرة ناجحة على رأس الإطار الفنّي لنادي عاصمة الجنوب في نهاية الموسم الماضي. تعاقد هيئة منصف خماخم مع المدرّب فتحي جبال بإمكانه أن يمكّن الفريق من إنجاح مسيرته والتّتويج بالألقاب في صورة توفّر الظّروف الملائمة للإطار الفنّي واللّاعبين للتّركيز الكامل على العمل في أريحية وفي أجواء سليمة في إطار الهدوء التّامّ... لكن لا بدّ من تضافر جهود مختلف الأطراف المنتمية للنّادي وتجاوز المشاكل التي ألقت بظلالها على أجواء الفريق منذ نهاية الموسم الماضي حتّى يضطلع كلّ طرف بدوره على أفضل وجه ويساهم من موقعه في دفع عجلة السّي آس آس إلى الأمام. لذلك لا بدّ من تنقية الأجواء الدّاخلية ووضع حدّ للخلافات والصّراعات إضافة إلى ربط جسور التّواصل والحوار بين مختلف الجهات الغيورة على هذا الصّرح الشّامخ الذي يعتبر أكبر مكسب لجهة صفاقس. المدرّب فتحي جبال يعلم جيّدا أنّ تعاقده مع النّادي الرياضي الصفاقسي يعتبر في حدّ ذاته رهان كبير ومغامرة غير مضمونة النّتائج والعواقب خاصّة وأنّ جميع المدرّبين الذين سبقوه في المواسم الماضية وهذا الموسم فشلوا في قيادة الفريق إلى استعادة إشعاعه المفقود لعدّة أسباب – منها الذّاتية ومنها الموضوعية... لكنّ جبال قبل التّحدّي إيمانا منه بقدراته وحرصا منه كذلك على خدمة نادي الجهة التي ينتمي إليها إضافة إلى أنّه يطمح هو الآخر للبروز محلّيا بعد تجربته الطّويلة والنّاجحة خارج الحدود. لا شكّ أنّ المدرّب فتحي جبال حريص على أن يقود السّي آس آس إلى منصّات التّتويج وسوف لن يدّخر جهدا من أجل ذلك... لكنّ الشّيء المؤكّد هو أنّه ليس بإمكان أيّ مدرّب أن يصنع ربيع أيّ فريق بمفرده. لذلك وجب على جميع الأطراف السّعي لتنقية الأجواء الدّاخلية للنّادي والالتفاف حوله حتّى لا يعرف جبال نفس المصير الذي عرفه من سبقه من المدرّبين وحتّى يكون بإمكانه تحقيق النّجاح ويعيش الغيورون على قلعة الأجداد بالتّالي أفراح التّتويج من جديد انطلاقا من الموسم الحالي.