تعيش تونس اليوم على نسق متسارع من الاحداث فمن أخبار الإعتصامات والإضرابات والمطالب الّتي لا تنتهي، ترانا ننظر إلى الأفق علّ ذلك اليوم يحمل لنا خبرا سعيدا يُثلج الصدور ويُطمئن القلوب، ويبعث الأمل في نفوس طال إنتظارها ونضب صبرها وإشتدّت حيرتها، ولها الحق في ذلك، خاصة وهي ترى من يشتغلون وهم يطالبون بما هو أكثر، فيُضربون ويقطعون الطرق ويريدون الحلول الفورية وكأنّ المسؤول يشتغل بعصا سحرية، وليس باولويات إستراتجية، يفرضها واقع البلاد في تونس ما بعد الثورة خاصة في مجال التشغيل، هذا الشغل الشاغل للمواطن والضامن الاساسي للعيش الكريم، وتحمّل المسؤوليات من حقوق وواجبات، بعيدا عن منطق السياسة وتجاذباتها، وحسابات أصحابها فقد علمنا أنّه تمّ البدء ومنذ أيام قليلة في جملة من الانتدابات بصلب مؤسّساتنا الصحية العمومية بصفاقس للعديد من الاطارات الشبه الطبية، فقمنا بالاتصال بالسيّد خميّس حسين المدير الجهوي للصحة العمومية بصفاقس الّذي أكّد لنا الخبر وأمدّنا «الصريح» بجملة من الأرقام المبشرة بكلّ خير خاصة عندما نعلم بأنّ بعض من تمت دعوتهم للعمل مضى على تخرّجهم أكثر من عشر سنوات، ويعدّ هذا من مكاسب الثورة بالفعل التي علينا أن نفخر بها وندعّمها ونسلّط عليها الضوء، فوحده من ذاق مرارة البطالة وقسوتها، وحده يعلم معنى أن تنفتح أمامه ابواب التشغيل بعد أن إنقطع الرجاء وطال الإنتظار، ولكنّ الله في الوجود، وثورة تونس المباركة بالرّغم من كلّ ما حدث ويحدث لا يمكن أن تكون إلاّ شجرة مثمرة مغروسة في ارضنا الطيبة برجاء أقرب لليقين بأنّ القادم افضل للجميع بإذنه تعالى. الإنتدابات الحالية شملت أكثر من 80 إطارا في مرحلة أولى أكّد لنا المدير الجهوي في تصريح ل«الصريح» أنّ الإنتدابات التي إنطلقت فيها الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس مؤخرا تعتبر مرحلة أولى شملت ما يقارب الخمسين إنتدابا بين ممرضين ومساعدين ممرضين، وقرابة 30 إنتدابا في باقي الإختصاصات للإطارات الشبه الطبية بالإضافة إلى إنتداب عشرين عاملا خمسة منهم بصفة رسمية و15 عن طريق آليات التشغيل، مؤكّدا بأنّ الإنتدابات بالنسبة للإطارات الشبه الطبية قامت في إطار شفاف وواضح تعتمد في آليّاتها على الأقدمية في سنوات التخرّج ولمن طالت سنوات بطالتهم، بما يضمن حقوق الجميع على قدم المساواة، كما بيّن بأنّه بالنسبة للممرضين فقد تمّ الإنتهاء من تعيين كل المتخرجين من دورة 2008 ودورة 2009 المنتمين إلى النظام القديم، وقد تمّ الدخول في قوائم 2010 وهي أوّل إدارة جهوية للصحة تقوم بذلك حسب ما أدلى به إلينا المدير الجهوي للصحة، مؤكّدا في ذات الوقت بأنّ الإنتدابات المقرّرة في المرحلة الثانية والتي سيتم الإنطلاق في العمل عليها في الاسابيع القليلة القادمة ستعرف أعدادا أكبر في عدد المنتدبين واعدا إيانا بمدنا بالإحصائيات كاملة بعد الإنتهاء منها قانون أساسي للمتحصلين على الاجازة في التمريض من الأخبار السارة التي يمكن أن نسوقها للمتحصّلين على الإجازة في التمريض أنّه تمّ أخيرا ضبط النظام الاساسي بالنسبة لحاملي هذه الشهائد وقد وقع توجيهه وإمضاؤه، ولا ينتظر سوى صدوره بالرائد الرسمي للإنطلاق في إنتدابات المجازين بصفة قانونية وشرعية، تجدر الاشارة هنا إلى أنّ غياب هذا القانون الاساسي كان يحول دون إنتدابات أصحابه وكان يمثّل الشغل الشاغل لهم، إلاّ أنه وكما أكدت سابقا فقد تمّ حلّ الإشكال، ونطالب المسؤولين بتسريع إجراءات إستصداره في الرائد الرسمي ليتمتع المجازون بحقهم في الانتداب خاصة عندما نعلم بأنّ المؤسسات الصحية بصفاقس تشهد نقصا فادحا في الإطارات الشبه الطبية الّتي تستوجب تدعيمها وتطعيمها في أقرب الآجال.