بضعة أسابيع فقط تفصل عن موعد الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا الذي سيترشح له هذه السنة 130 ألف تلميذ وتلميذة، والمعلوم أنه من أجل ضمان إجراء الامتحان الوطني، في ظروف طبيعية، أعدّت وزارة التربية خطة استباقية، تقوم أساسا على توفير الحماية الأمنية اللازمة بمراكز الاختبار ومراكز الإصلاح، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية.. ولأنها سنة الثورة، حيث مازالت الأوضاع بالبلاد على المستويين السياسي والأمني بالخصوص، تشهد الغموض، فإنه في ما يتعلق بالامتحانات الوطنية عامة، وامتحان الباكالوريا خاصة الذي سيجتازه تلاميذنا خلال صائفة 2011 (في شهري جوان وجويلية باعتبار الدورة الرئيسية ودورة المراقبة)، يبدو مقابل حرص وزارة الإشراف وكذلك الطرف النقابي، على حسن سير الامتحانات وتأمين الظروف الطبيعية والآمنة لاجتيازها، أن لدى التلاميذ وكذلك الأولياء، البعض من المخاوف.. أولياء بين الخوف على سلامة أبنائهم وحرصهم على نجاحهم تواصل الاعتصامات، وتعرّض بعض المؤسسات التربوية في الآونة الأخيرة الى أحداث عنف واضطرابات، اضافة الى ما لحقت بعدد من المعاهد، من الأضرار والخسائر على مستوى المعدات والتجهيزات وكذلك البنية التحتية، دفع بتلاميذ الباكالوريا وأوليائهم خصوصا مع اقتراب الاستعدادات، والمراجعة، تأهبا للمناظرة، الى التساؤل عمن يقف وراء محاولات بثّ الفوضى والحيلولة دون إنجاح الموسم الدراسي، وسير الامتحانات الوطنية؟ وذهبت المخاوف بأحد الأولياء، وهي الأمّ «جليلة. ص» التي لها ابن سيجتاز هذه السنة امتحان الباكالوريا (رياضيات) لأوّل مرة، الى حدّ الاعتراف «أنا حريصة كل الحرص على أن يجتاز ابني وسام امتحان الباكالوريا هذا العام لأفرح بنجاحه باعتباره من المتفوقين دوما في دراسته.. ولكن أن يكون صغيري عرضة لأي نوع من التهديدات التي قد تمسّ سلامته بدنيا أو معنويا، فهذا أمر غير مقبول بالأساس».. واعتبر بعض آخر من الأولياء، ومنهم رضا حسني (موظف)، أنه بالرغم من أن فترة إجراء امتحان الباكالوريا، تتزامن مع حملة الانتخابات المتعلقة بالمجلس التأسيسي، إلا أنه على الجميع، من وزارة ونقابة وأولياء وتلاميذ، العمل على أن تمرّ كل الظروف المتعلقة بإجراء مناظرة الحصول على شهادة الباكالوريا، بسلام، ومهما كانت التكاليف. وبخصوص التلاميذ، فإنه على الرغم من بعض التخوفات من إمكانية التشويش على سير امتحانات آخر السنة، يتملّكهم شعور التحدي بعدم تضييع فرصة مرحلة حاسمة وهامة في مشوارهم الدراسي، وهي المتعلقة بمناظرة الباكالوريا. فليس من السهل بالمرّة، التفريط أولا في سنة دراسية، وفي مرحلة مفصلية، تحدد نقلة ووجهة مستقبلية، وتمثل تتويجا، وحصاد سنوات من الدراسة. كاتب عام نقابة التعليم الثانوي:قريبا جلسة مع الوزارة حول إجراءات حماية مراكز الامتحان خلال جلسة الأمس التي اجتمع فيها وزير التربية الطيّب البكوش بأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الثانوي، للتفاوض بخصوص الملفات التي يستوجب الحسم فيها، وهي المتعلقة أساسا بملف المدرّسين المطرودين، وبمقاييس تعيين المديرين والنظّار، لم يغب طرح موضوع الاستعدادات للامتحانات الوطنية، والباكالوريا على وجه التحديد.. وأفادنا سامي الطاهري كاتب عام نقابة الثانوي في هذا الخصوص، أن في الجلسة التحضيرية تم التوصل الى الاتفاق على أن يكون نوّاب رئيس مركز الامتحان، من الأساتذة القدامى، ذوي الخبرة والكفاءة، فيُكلّف اثنان من هؤلاء بكل معهد، في مهمة نيابة رئيس المركز، من أجل معاضدته ومساعدته. ويأتي هذا الإجراء، في انتظار إجراءات أخرى بجلسة تنعقد قريبا مع الوزارة وتهمّ المسائل المتعلقة بحماية مراكز الاختبار وكذلك مراكز الإصلاح، الحماية الأمنية اللازمة، حرصا على تأمين الظروف الكاملة لحسن سير امتحان الباكالوريا، في هذه السنة الاستثنائية (باعتبار ما عاشته وتعيشه بلادنا من الأحداث بعد الثورة). وبيّن الطاهري أيضا أنه سيقع النظر بالتوازي مع ذلك، في مسألة ضمان سلامة الامتحان من ممارسات الغشّ التي يعمد إليها بعض التلاميذ في السنوات الرابعة، مع الاشارة الى أنه قد تمّ العفو على حالات الغشّ في السنة الماضية ولكن لا للسماح بها مستقبلا.. ودعا كاتب عام نقابة الثانوي كل تلاميذ الباكالوريا، الى الانكباب على التحضير للامتحان حتى لا يضيّعوا فرصة النجاح، وتتويج سنوات من الدراسة، كما أوضح أن الأولياء يلعبون دورا هاما في فترة الامتحانات، وفي هذه السنة بالذات، إذ عليهم أن يشاركوا بصفة فعّالة، ومن خلال طرق تنظيمية خارج محيط المؤسسة التربوية في التوعية والتحسيس، الى أنه من مصلحة الأبناء بذل كلّ الجهد لبلوغ النجاح، وتحقيق النتائج الطيّبة، والتفوّق في الباكالوريا، مهما كانت الأثمان. ولا بدّ من تضافر جهود مختلف الأطراف، لضمان إنجاح الامتحانات الوطنية، ونهاية الموسم الدراسي، في أحسن الظروف، بعيدا عن كل تشويش أو تهديد أو فوضى..