ان فعل تهجد قد ذكر مرة واحدة في القران وذلك في قوله تعالى من سورة الاسراء بواضح ورفيع البيان(ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعث ربك مقاما محمودا)79 فما معنى التهجد؟وهل هو فريضة على الرسول صلى الله عليه وسلم وحده اوهو فريضة ايضا على عامة المسلمين؟ وكيف يتم هذا التهجد لنرضي ولنتقرب من رب العالمين؟ وفي الاجابة عن هذه الاسئلة الدينية لا بد من التوجه ولا بد من فتح كتابا من الكتب العلمية لنجد ان المعنى (اي قم بعد نومك والتهجد لا يكون الا بعد القيام من النوم والمراد من الآية قيام الليل للصلاة وكانت صلاة الليل فريضة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأمة في الابتداء لقوله تعالى (يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا...) ثم نزل التخفيف فصار الوجوب منسوخا في حق الأمة بالصلوات الخمس وبقي قيام الليل على الاستحباب بدليل قوله تعالى (فاقرؤوا ما تيسر منه)وبقي الوجوب ثابتا في حق النبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى (نافلة لك) اي زيادة لك يريد فريضة زائدة على سائر الفرائض التي فرضها الله عليك وروي عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث هن علي فريضة وهن سنة لكم الوتر والسواك وقيام الليل) وقيل ان الوجوب صار منسوخا في حقه كما في حق الامة فصار قيام الليل نافلة لان الله سبحانه وتعالى قال نافلة لك ولم يقل عليك فان قلت ما معنى التخصيص اذا كان زيادة في حق المسلمين كما في حقه صلى الله عليه وسلم ؟ قلت فائدة التخصيص ان النوافل كفارات لذنوب العباد والنبي صلى الله ليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر فكانت له نافلة وزيادة في رفع الدرجات...وعن ابي سلمة بن عبد الرحمان انه سال عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على اكثر من احدى عشر ركعة يصلي اربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت يا رسول الله اتنام قبل الوتر؟ فقال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي)(متفق عليه)وعنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين ان يفرغ من صلاة العشاء الى الفجر احدى عشر ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة ويسجد سجدتين قدر ما يسجد ويقرا احدكم خمسين اية قبل ان يرفع راسه فاذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى ياتيه المؤذن للاقامة)(اخرجه الامام البخاري رضي الله عنه) (انظر تفسير الخازن لباب التاويل في معاني التزيل الصفحتان 174/175 المجلد الثالث) اما من اراد المزيد من مثل هذه الأحاديث عن صفة قيام النبي وتهجده فليعد الى هذا التفسير اوالى غيره من التفاسير المطولة ذات المجلدات فسيجد فيها ما يشفي غليله ويروي عطشه من الفوائد ومن المعلومات ولا شك انه بعد قراءتها سيصلي على هذا النبي المختار الصادق الامين الذي اجتهد في العبادة وبلغ فيها درجة القمة في الأولين والآخرين ولاشك ايضا انه سيحمد الله وسيشكره على رحمته وتيسيره على المسلمين في مسالة التهجد ومسالة القيام وكل مسائل العبادة بصفة عامة في دين الاسلام وسيستحضر قوله تعالى المسطر في كتابه المكنون منذ قرون(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) فالله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا وانا لك يا رب شاكرون ولنعمائك ذاكرون وبهدى نبيك مهتدون وعليه بامرك مصلون وفي شفاعته طامعون وبحبه محتمون الى اخر نفس فينا والى يوم يبعثون.