تونس الصريح: تعالت خلال الآونة الأخيرة المطالب «بثورة» على المنظومة التربوية التي أثبتت فشلها أمام تردي مستوى التلاميذ خاصة مستويات الأساسي. تلميذ الأساسي اليوم يعجز عن تأليف نص عربي سليم الفكرة والقواعد...تعابير التلاميذ وانتاجاتهم الكتابية أصبحت اليوم مصدر مزاح ومثار نكت تضحك وتبكي في آن واحد ازاء المستويات الضحلة لأغلب تلامذة الأساسي والثانوي في بعض الحالات ولاذنب لهم سوى أنهم كانوا محطات تجارب لنماذج تربوية جلبت من وراء البحار دون أية استشارات. ويجمع المربون على أن فشل المنظومة التربوية يعود بالأساس الى إقصاء أهل القطاع ورجالات الحقل التربوي من اعداد وتأسيس المنظومة وما تتضمنه من قواعد بيداغوجية ومفاهيم تعليمية. أما كذبة ان التلميذ محور العملية التربوية فقد بان بالكاشف أنها ماعادت تنفع المنظومة في شيء فكيف نطلب من التلميذ اليوم ان يكتشف ويستنبط ويلاحظ ويبدي رأيه في مسألة ما بل ونطلب منه الإبداع وهو في الغالب نراه عاجزا عن القراءة السليمة والكتابة الصحيحة ولسنا هنا بحاجة الى التذكير بأن قسم السنة السابعة أساسي ضم ويضم تلامذة يخطئون في كتابة أسمائهم؟ النظام البائد أباد اقتصاد تونس وخرب اركان دولتها وأفسد المنظومة التربوية باستيراد مناهج وسياسات تربوية لاتمت لواقع البلاد بصلة. وعلى هذا الأساس يطالب المربون بأن تسارع وزارة التربية بإرساء حلول عاجلة لإنقاذ المنظومة واسترجاع الثقة بين الإطار والمؤسسة التربوية والتلميذ. أبناؤنا هرموا من محافظ متخمة بالكتب والكراسات تحملها أجسام بريئة يخيل لها أنها تحصد تعليما سليما لكنها وللأسف تدخل المعاهد خاوية الأذهان ولا تظن أنه من مهام الأستاذ تلقين أصول الكتابة والقراءة لتلامذة فصله الثانوي... أعاد الله ايام زمان عندما كانت محفظة التلميذ لاتضم اكثر من ثلاثة كتب لكن صاحب الرتبة الأخيرة في قسم تلك الأيام بامكانه أن يحصد مرتبة الشرف في قسم هذه الأيام.