إمضاء اتّفاقية تعبئة قرض مجمع بالعملة لدى 16 مؤسسة بنكية محلية    القيروان: إنقاذ طفل إثر سقوطه في بئر عمقها حوالي 18 مترا    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    صفاقس تستعدّ للدورة 44 لمهرجانها الصيفي    جندوبة: وزير الفلاحة يُدشن مشروع تعلية سد بوهرتمة    تونس تسجل رسميا تحفظها على ما ورد في الوثائق الصادرة عن قمة البحرين بخصوص القضية الفلسطينية    رسما: وزارة الشباب والرياضة تتدخل .. وتمنح جماهير الترجي الرياضي تذاكر إضافية    مقابلة الترجّي والأهلي: وزارة الداخلية تُصدر بلاغا    هل سيقاطعون التونسيون أضحية العيد هذه السنة ؟    الجبابلي: 21500 مهاجر غير نظامي حاولوا بلوغ سواحل إيطاليا خلال هذه الفترة..    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    إذا لم تكن سعيداً فلا تأتِ إلى العمل : شركة تمنح موظفيها ''إجازة تعاسة ''    106 أيام توريد..مخزون تونس من العملة الصعبة    فيفا يدرس السماح بإقامة مباريات البطولات المحلية في الخارج    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    اليوم : انطلاق الاختبارات التطبيقية للدورة الرئيسية لتلاميذ الباكالوريا    عجز الميزان التجاري للطاقة يرتفع    كأس تونس: تعيينات حكام مباريات الدور ثمن النهائي    عاجل- صفاقس : الكشف عن ضلوع شركات وأشخاص في بيع محركات بحرية لمنظمي'' الحرقة''    المعهد الوطني للإحصاء: انخفاض نسبة البطالة إلى حدود 16,2 بالمائة    ناجي الجويني يكشف عن التركيبة الجديدة للإدارة الوطنية للتحكيم    سوسة: الإطاحة بوفاق إجرامي تعمّد التهجّم على مقهى بغاية السلب باستعمال أسلحة بيضاء    عاجل : جماهيرالترجي تعطل حركة المرور    الترجي الرياضي التونسي في تحضيرات لمواجهة الأهلي    التمويلات الأجنبية المتدفقة على عدد من الجمعيات التونسية ناهزت 316ر2 مليار دينار ما بين 2011 و 2023    وزارة التربية تعلن قبولها ل100 اعتراض مقدّم من الأستاذة النواب    محمد عمرة شُهر ''الذبابة'' يصدم فرنسا    رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس الحكومة سير العمل الحكومي    وزارة الداخلية تُقدّم قضية ضدّ كل من نشر مغالطات بخصوص ما حصل بدار المحامي    ضبط معدات لاسلكية لاستغلالها في امتحان الباكالوريا..وهذه التفاصيل..    مفزع/حوادث: 15 حالة وفاة خلال يوم فقط..    قيس سعيد يُؤكّد القبض على محام بتهمة المشاركة في وفاق إرهابي وتبييض أموال    رئيس الجمهورية ووزيرة المالية يتباحثان ملف التمويلات الأجنبية للجمعيات    الاقتصاد التونسي يسجل نموا ب2ر0 بالمائة خلال الثلاثي الأول من 2024    سيدي بوزيد: انطلاق الدورة 19 من مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي    عاجل: متحوّر كورونا جديد يهدّد العالم وهؤلاء المستهدفون    ظهورالمتحور الجديد لكورونا ''فيلرت '' ما القصة ؟    محمد بوحوش يكتب...أدب الاعتراف؟    كتاب «التخييل والتأويل» لشفيع بالزين..الكتابة على الكتابة اعتذار عن قبح العالم أيضا    حزب الله يستهدف فرقة الجولان بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا    الأيام الرومانية بالجم . .ورشات وفنون تشكيلة وندوات فكرية    الخُطوط التُونسية في ليبيا تتكبد خسائر وتوقف رحلاتها.    ينشط في عديد المجالات منها السياحة .. وفد عن المجمع الكويتي «المعوشرجي» يزور تونس    أخبار المال والأعمال    زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    إصدارات.. الإلحاد في الفكر العربي الإسلامي: نبش في تاريخية التكفير    بطولة اسبانيا : أتليتيكو يهزم خيتافي ويحسم التأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    محكمة العدل الدولية تنظر "وقف العمليات العسكرية في رفح"    استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في الضفة الغربية    طقس الخميس: أمطار ضعيفة والحرارة تصل الى 41 درجة    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صدور الترجمة الإنكليزيّة لكتاب هادي دانيال "سوريّا التي غَيَّرَتْ وَجْهَ العالَم" في تونس
نشر في الصريح يوم 28 - 01 - 2021

صَدَرَ حديثاً عن دار الشَّنْفرى للنشر والتوزيع كتاب"SYRIA THAT CHANGED THE WORLDS FACE" وهو الترجمة الانكليزيّة لكتاب "سوريا التي غَيَّرَتْ وَجْهَ العالَم" للكاتب السوري "هادي دانيال" بغلافٍ للفنّان السوري "وائل شَعْبُو". وقد قام بالترجمة مِن اللغة العربيّة إلى اللغة الإنكليزيّة المُتَرجِم التونسي القدير الدّكتور مروان الكيلاني.
وهذا الكتاب يتكوّن مِن 16فصل إضافة إلى مقدّمةِ الطبعة الانكليزيّة ومقدّمة الطبعة العَرَبيّة وقعت في 266صفحة قياس 12/20سم . وهو مُتَوَفِّر بِثَمَن 25د.ت للنسخة الواحدة في العاصمة التونسيّة بمكتبة "الكتاب"-شارع الحبيب بورقيبة ، مكتبة "المعرفة" – ساحة برشلونة، مكتبة "بوسلامة"- باب بحر، مكتبة "العين الصافية" – خلف وزارة المرأة. وفي أريانة بمكتبة "العين الصافية" – المنزه السادس. وفي سوسة بمكتبة "قاسم" قرب محطّة القطار، و"المكتبة الحديثة" مصطفى الكناني قُبالة معهد الطاهر صفر بسوسة، ومكتبة "ابن سينا" – حمّام سوسة، ومكتبة "الخدمات السريعة" بن عمر –المنشيّة-حمّام سوسة.
ونقتطف مِن مقدّمة الترجمة إلى الإنكليزيّة :
"عندما كان هذا الكتاب في طبعته العربية الأولى (صدرت عنه طبعة ثانية عن ذات الدار بدون علم المؤلف!) كانت الدار التي أصدرته تحت إشراف فريق أرسلته دار نشر فرنسية في إطار تعاون فرنسي – تونسي غير حكومي "لتحسين صناعة الكتاب التونسي" ، فاحتجّ هذا الفريق على العنوان بتَعالٍ يتساءل : مَن هي سوريا حتى تُغَيِّر وَجْهَ العالَم؟. وأراد تغيير العنوان لكنّ إرادتي وإرادة النّاشِر كانتا الحاسِمَتَيْن بإهمال الاحتجاج الفرنسي.
وفي حوارٍ أجرَتْه معي صحيفة "تشرين" السورية كان السؤال الأوّل الذي طَرَحَهُ عَليَّ مندوبُ الصحيفة "...لماذا اخْترْتَ هذا العنوان؟". وكان الجواب الذي تَلقَّاه منّي:
"لأنّ مَن يُتابِعُ مُجرَيات ما يُمْكِنُ أنْ نُسَمّيه الآن "الحرب الكونيّة على سوريا " باتَ مِن غير الصّعْب عليه أن يستنتجَ أنَّ المُقارَبَة الإقليميّة والدّوليّة للمسألة السوريّة غَيَّرَت السياسةَ الدّوليّة مِن سياسةِ القطْب الواحِد إلى سياسةِ تَعَدُّدِ الأقطاب ، وذلكَ بَدْءاً مِن اتّخاذِ روسيا والصّين للفيتو المُزْدَوِج أكثر مِنْ مَرَّة الأمْر الذي كَسَرَ إرادة الإدارة الأمريكيّة في فَرْضِ مَشْرُوعِها الذي بَدَأتْهُ في الحَرْبِ على أفغانستان والعراق، وهذا التغيُّر في السياسة الدّوليّة ما كانَ يُمْكِنُ أن يكون لَوْلا صُمُود الجيش العربي السوري في مُواجَهَة هذه الحَرْب الكونيّة الإرهابيّة وَتَماسُك الدّولة السوريّة المُسْتَهْدَفَة أصْلاً مِن هذه الحرب".
لقد أكّدْتُ في هذا الكتاب وكتبي التي أصدَرْتُها قبْلَه وَبَعْدَه (منذ كتابنا "ثورات الفوضى الخلّاقة: سِلال فارِغة" –تونس2011) ، على أنَّ دوائر الغرْب الصهيوني أدركَت أنَّ الدُّوَل التي اسْتَهْدَفَتْها في مُؤامرة "الربيع العربي" ناضجة مَوضوعيّاً لقيام ثورات وطنيّة ديمقراطيّة أو ثورات ديمقراطيّة في أفُقٍ وَطَني كانت ستأتي بأنظِمَةِ حُكْمٍ على النقيض مِن سياسات الغرب الاستراتيجيّة المرسومة لمنطقتنا والعالَم ، الأمْر الذي يُهَدّدُ مصالحه ويضع الكيان الصهيوني الذي زرعه كخليّة سرطانيّة نشطة في جسد هذه المنطقة أمام مُنْعَطَف وُجُودي ، ولذلكَ قامَ بِما يُسَمّى "ثورات الربيع العربي" ليُوهِمَ شُعُوبنا بأنّها أمامَ الثورات التي تنتظرُها مُقَدِّماً لها مِنَ "القرابين " حُكّاماً سَبَقَ وَأنْ أتت بهم المخابرات الأمريكيّة بانقلاباتٍ عسكريّة قامت بها السفاراتُ الأمريكية في القصور الرئاسيّة ، تُغَطّيها مشاهد مِن مسرح الشارع ل«ثوراتٍ مُلَوّنة" . ولذلك ذُهِلَ بَعْضُ الحقوقيّين والناشطين التونسيين الذين كُنْتُ في مُواجَهَتِهم خلال برنامج بثّ مُباشَر مِن الإذاعة التونسية الرسميّة في أواخر مارس2011، عندما هتَفَتْ حُقوقيّةٌ بينهم وهي تنظر إليّ أنّ النّبأ التالي الذي على وشك أن تحتفي به هو إطاحة الرئيس بشار الأسد، فأجبتُها مُبتسماً أنّها ستنتظر عبثا سماع هذا النّبأ. فسألت بنبرة هازئة : "عْلاه؟، على راسو ريشا؟" فأجَبْتُها : "الأمْرُ أبسَط مِن ذلك. الذينَ يُطاحُ بِهِم الآن هُم الحكّام الذين جاءت بِهِم أمريكا ولذا تمكّنت مِن إطاحتِهِم عندما اقتَضَتْ مصلحتُها ذلك، لكنّ الرئيس بشّار الأسد لم تأتِ بهِ أمريكا حتى تتمكّن مِن إطاحته .."، فالتفتت إلى المُذيع قائلةً باستهجان : "كيف يُسمَح أن يُقال هذا الكلام في زمن الثورة؟". فأجابها المُذيعُ الذي يتحمّل مسؤوليّة إشراكي في البرنامج :"ألم تقولي منذ قليل إنها ثورة مِن أجل الديمقراطيّة وحريّة التعبير؟".
كما أكّدْتُ في هذا الكتاب وكتبي السياسيّة الأخرى على أنَّ استهداف الدولة السوريّة ليس بسبب نقائصها على مستوى الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، فلو كانَ الأمْرُ كذلكَ حقّا لكانَ أولى بتوجيه "ثورات الفوضى الخلّاقة" إلى الأنظمة الدكتاتورية الأوليغارشية التي لا دساتير لها ولا برلمانات ولا انتخابات ولا إعلام حر، وخاصّة الدول التي تُمَوّل علَنا هذه الثورات بأمر الولايات المتحدة الأمريكيّة التي اعتَرَفَ رئيسها "دونالد ترامب" ووزير خارجيّة سَلَفِهِ "هيلاري كلينتون" أنّ واشنطن هي التي كانت وراء "الربيع العربي" و"ثوراته" وحلقته الأكثر وحشيّة "تنظيم داعش" ناهيك عن تنظيم "القاعدة" وتجلّياته التي لا تقلّ وحشيّة في سوريا خاصّة. لكنّ استهداف الدّولة السوريّة كان عقابا على فضائلها المتمثّلة باستقلاليّة سياستها الخارجيّة إقليميّاً ودوليّاً وتحقيق الاكتفاء الذاتي اقتصاديّاً وتحررها مِن أي دين خارجي ورفضها الإذعان للضغوط الغربية الصهيونية في ملفّ "الصراع العربي - الإسرائيلي ".
والآن ، بَعْدَ مرور سبع سنوات على صدور الطبعة العربيّة الأولى مِن هذا الكتاب، تَبَيَّنَ لِكُلِّ ذي عَقْل ويمتلك الحدّ الأدنى مِن الموضوعيّة أنَّ سوريا بصمود جيشها وقيادتها وحُلفائها وأصدقائها لم تُغَيِّر العالَم فحسب، بَل كَشَفَتْ بالوقائع اليوميّة والحَوْليّة حَجْم الزّيف والتضليل والكذب الذي اتّكأ إليه الغَرْبُ الأوربّي والأمريكي في شَنّ الحَرْب على سوريّا دَولةً وَشَعْباً ليس مِن أجْل تحويلِها إلى دَولةٍ ديمقراطيّة ، دولة قانون وَمُؤسّسات، إنّما لأجْل تدمير الدولة الوطنيّة وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب وَزجّها في فوضى دامية وإعادة مجتمعها إلى مرحلةِ ما قَبْلَ الدّولة، والدّليل على ذلك حال السوريين في الأماكن التي لا تزال خارج سيطرة الدولة، حيث تعبث الميليشيات الطائفيّة التكفيريّة والقبليّة العشائرية والعرْقيّة الانفصالية في ظلّ الأسلحة الثقيلة والرايات الأمريكية والتركية ذات الأطماع الاستعمارية الواضحة في ريف حلب و إدلب وشرْق الفرات.
كما باتَ واضحاً أنّ دوائر واشنطن التي أنشأت ما يُسَمّى المنظّمات والجمعيّات غيْر الحكوميّة التي تديرها السفارات الأمريكية استخدمتْها وتستخدمها بِقُوَّة كحصان طروادة تقليدي لشيطنة وإرباك وَمِن ثَمَّ إسقاط الأنظمة التي لم تسر في ركابها أو التي فقدت صلوحيّتها حسب الأجندة الأمريكيّة ، هي ذات الدوائر التي أنشأت وتنشئ في مخابر أجهزتها الاستخباراتيّة التنظيمات التكفيرية الإرهابيّة التي تزجّ بِها في الدُّوَل التي تستهدِفُها لتتخذ من نشاطها الإرهابي ذريعةً للتدخُّل في الشؤون الداخليّة والخارجيّة لهذه الدُّوَل.
وهذا بات، إلى جانب حماية وجود وأمْن "إسرائيل"، مِن ثوابت السياسة الخارجيّة للحكومات الأمريكيّة الجمهوريّة والدّيمقراطيّة على حدّ السواء ، وهُو واقِعٌ يُؤكّده المفكّر الأمريكي "نعوم تشومسكي" في كتابه "القوّة الخَطِرَة" عندما يَصِفُ بلاده بأنّها "دولة داعمة للإرهاب ".
فهذه الدولة التي كان التنمُّر والتمرّد على الشرعيّة الدوليّة والإرهاب المسلّح وسائلها التقليديّة الدّائمة للسيطرة على ثروات ومصائر الشعوب، تتوسّل أيضا ميكافليّة مفتوحة للوصول إلى أهدافها الإمبرياليّة ، لا يضيرها أنْ تُدَمِّر المدن الآمنة على رؤوس سكّانها بقاذفاتها الذكيّة في مدينة "الرقّة" بذريعة أنّها تُطارد تنظيم "داعش" بَعْد أن أنقذت قادته ونقلتهم وعائلاتهم إلى أماكن آمنة بطائرات "الهليوكبتر" .
بَعْدَ سقوط نظاميّ تونس ومصر بسيناريوهات الأمريكي "جين شارب" التي تقوم على إقدام المنظمات غير الحكومية التي تديرها السفارات الأمريكية على شَيْطَنةِ الأجهزة الأمنية وتفكيكها في الشارع و"تحييد" المؤسسة العسكريّة في الظاهر بينما تقوم بانقلابات مدروسة مُسْبَقاً في الباطِن ، تَمَّت إزاحة خطط "شارب" الإجرائيّة في ليبيا لافتقاد المؤسسة العسكريّة المُذْعِنة لمشيئة السفارة الأمريكيّة ، لأنّ التشكيلات العسكريّة الجماهيريّة الليبيّة كانت جميعها في قبضة العقيد معمّر القذّافي وأبنائه ، فتَمَّ التحايُل غَرْبيّاً على مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار الحظْر الجوّي في سماء ليبيا ، واسْتُخْدِمَ هذا القرار لتنفيذ تدَخُّل وَحشي مِن قِبَل الحلف الأطلسي أفضى إلى تدمير مؤسسات الدّولة الليبيّة كافّة وصُولاً إلى قَتْل العقيد القذّافي بطريقة أبشع مِن قتْلِ نظيره العراقي بَعْدَ احتِلال بِلادِه .ولا تزال ليبيا وشعبها إلى هذه اللحظة يُعانيان مِن هذا العدوان الغرْبيّ الغادر وتداعياته.
وعندما بدأ الأمريكان والفرنسيّون بوضْع سيناريوهات "جان شارب" مَوضِع التنفيذ بَدْءاً مِن درعا ودمشق(مظاهرات في الشوارع واستفزاز صارخ للأجهزة الأمنيّة مَمزوجةً منذ درعا بعمليّات قنص تطال الأمنيين والمدنيين في الشوارع)، اصطدموا بجداري صَدّ صلْدَين وعاليين ( الجيش العربي السوري وقائده العام الرئيس بشّار الأسد)، الأمر الذي أفشَل مُحاولة الانقلاب العسكري السرّي الذي نجح في تونس ومصر، وكانت يقظة روسيا والصين في مجلس الأمن تمنع تكرار السيناريو الليبي. عندئذٍ تَمّ اللجوء إلى الاحتياطي الإرهابي التكفيري الذي تدفّق بالآلاف مِن دُوَلِ الجِّوار كافّة وخاصّةً مِن تركيا التي نشَطَتْ شَهيّتها العثمانيّة لِضَمّ حلب وإدلب إلى لواء اسكندرون السليب على أنقاضِ الدّولة السّوريّة.
لا شكّ أنّهم كانوا يُحضّرون منذ سنوات لهذه اللحظة السوداء ، وإلّا كيف يُمكننا تفسير هذه الكمّيات الهائلة مِن الأسلحة التي ظَهَرَت في الجوامع والأرياف السوريّة منذ الأسابيع الأولى (جامع العمرين في درعا) ، وكذلك أرخبيل الحاضنات "الشعبيّة" للجماعات المسلّحة التي تمرّدت على الدّولة لتستنجد بها لاحِقاً بَعْدَ أنْ أذاقتها تلك الجماعات المرارات كافّة . ولم يَعُدْ خافياً اعترافه بأنّ دولا صرفت مليارات الدّولارات لتدمير الدولة السوريّة بإيعاز مِن واشنطن، قبل أن تحمل دول عربية « لواء" الحرْب على سوريا. لقد ارتكب "ثوّار" الغرب الإسلاميّين التكفيريّين وَمَن انخرَطَ في صفوفِهِم مِن المرتزقة أبشع المجازر التي حاكت مجازر هولاكو وتيمور لنك والعثمانيين وتفوّقت عليها بشاعةً بينما الإعلام الغرْبي وتابعه الخليجي والتركي والأردني وبعض اللبناني والمغاربي يُسَوِّقُهُم كطلّاب ديمقراطيّة وحقوق إنسان!.
وواجه الجيش العربي السوري مُحاطا بأغلبيّة الشعب السوري هذا العدوان الإرهابيّ الشّرِس ، وَخسر الشعب السوري أكثر مِن نصف جيشه الوطني الذي يُقاتل جنودُه وضباطه ببسالة فيجرحون ويستشهدون على جبهات تمتد مِن شمال سوريا إلى جنوبها وَمِن شرقِها إلى غَرْبها ولم تَبْقَ جنسيّة على وَجْه الأرْض إلّا وصَدَّرَتْ مجرميها لكي يشربوا مِن دَمِ السوريين وينهشوا لحمَهم ، إمّا باسم الحريّة والديمقراطيّة وإمّا باسم الإسلام ، ولكن دائما بإشراف وإدارة الدوائر الغربيّة الصهيونيّة.
ولم يكتف هؤلاء الإرهابيون جماعات تكفيريّة ومرتزقة ودولا داعمة للإرهاب، لم يكتفوا بقتل وخطف الأمنيين والعسكريين والمدنيين بل طاول إجرامهم الحاقد الحجر فهدموا المدن والقرى ودمروا المصانع والمدارس والأوابد الأثريّة والجوامع والكنائس ، كما طاولَ النبات والشجرَ فحرقوا الغابات والمحاصيل الزراعيّة ، وعندما رَفَدَهم تنظيم "داعش" فاق سابقيه وَمُواكِبيه إجراماً ووَضَع يَدَه على الثروة النّفطيّة التي استثمرها بمساعدةٍ لصيقة مِن زعيم الإخوان المسلمين الرئيس التركي "طيّب رجَب أردوغان".
بَعْدَ ثلاث سنوات مِن صُمُود و تَصَدّي الشعب السوري وجيشه ، لم يَعُد الدعم السياسي الروسي والصيني كافيا ، لِوَضْعِ حَدٍّ لتسوماني الإرهاب الدّولي الذي مَسَّ كُلَّ شبْرٍ تقريباً مِن التُّراب الوطني السوري. فكانَ لابًدّ مِن اختِبار القانون الدّولي والشرعيّة الدّوليّة اللذين ما فتئَ الغربُ يَتنَمَّر عليهما كما فَعَلَ في العراق وليبيا وغيرهما. ولم يبقَ في العالم مِن قلاع الدفاع الحصينة والقويّة للدفاع على القانون والشرعيّة الدوليين مَنْ يُعَوَّلُ عليه غير روسيا بقيادةِ الرئيس فلاديمير بوتين. وكانَ الرئيسُ بشّار الأسد ثاقِبَ الرّأي وواضح الرُّؤية عندما طَلَبَ مِنْه التدخُّل الفوري بِكُلّ ثِقَل موسكو العسكري أيضا لتعديل كَفَّةِ الصّراع بين المصالح الوطنيّة لشعوب العالم وبين مصالح الإمبرياليّة ودوائرها الصهيونيّة ،و الذي جَعَلَ من الجغرافيا السياسيّة لسوريا وديمغرافيّتها وتاريخها الحضاري ساحة له.
وكان الرئيس بوتين الذي يُدْرك جيّداً المصالح الوطنيّة لشعبه ولشعوب العالم وبلدانها في مستوى اللحظة التاريخيّة التي وَفَّرَتْها له دَعوَة الرئيس بشار الأسد كي يلعبَ هذا الدّور المِفْصَليّ في تاريخ البشريّة المُعاصِرَة، عندما استجابَ بِسُرْعَةٍ لهذهِ الدّعوَة، مُبَيّناً لِشَعْبِهِ أنّه يُرسِل الجيشَ الروسي إلى سوريا كي لا يَضطر إلى مُقاتَلَةِ الإرهاب الدّوليّ في شوارع مُوسكو، وبذات الرؤية الاستراتيجيّة أرسَلَ السيّدين خامئني وحسن نصر الله مقاتليهما إلى الأراضي السوريّة كي لا يضطرّ الإيرانيّون واللبنانيّون إلى مُقاتَلَةِ الإرهابيين هؤلاء في شوارع طهران وبيروت.
**
لا شكّ في أنّ وِقفَة موسكو الصّلبة إلى جانب دمشق في مجلس الأمن وفي سوريا جوّاً وبحراً وبرّاً أحياناً، ضدّ جماعات الإرهاب التكفيري ورُعاته الإقليميّين والدوليّين ، جعَلَتْ سياسة القطب الواحد التي تُدير العالمَ مِن الماضي القريب، حيث حقّقت السياسة الرّوسيّة تَعَدُّديّةً قطبيّةً أفضَت واقِعيّاً إلى تَوازُنٍ في المشهد السياسي الدولي على الرغم مِن المكابرة الأمريكيّة والمساعي الصهيونيّة الخليجيّة إلى خَلْطِ الأوراق في المنطقة بتوجيه الأنظار إلى خَطَر إيران المزعوم على حاضرها ومستقبلها . وإنْ كانَ مَعلوماً أنّ لإيران مَشروعها الخاصّ وهذا حَقٌّ مَشروع لها، وإنْ كُنّا غيْر مَعنيّين به ونعارض جانبه الديني معارضتنا لكلّ مشروع يقوم على فكرة دينيّة، ولكنّه ليس سبباً كي نُناصِبها العَداء في هذه المرحلة الحسّاسة، خاصّة وأنّها حليفتنا في مكافحة الإرهاب وتُعْلِن عداءها للمشروع الصهيوني الذي لِصالِحِهِ دَقَّ النِّظامُ السعودي وحلفاؤه طبول الحرب على طهران وفي ذات الوقت أرسل ولايزال يُرسِل المزيد مِن الحمام الزّاجل إلى تل أبيب التي يقوم مشروعها الصهيوني على فكرة دينيّة واحتلال أرض وإقامة كيان على حساب الحقوق الوجوديّة والوطنيّة والإنسانيّة للشعب الفلسطيني.
وهكذا بَعْدَ أن سقطَ الرّهان الغربي الصهيوني على مُرتزقة المنظمات غير الحكوميّة وتشكيلات المُرتزقة "اليساريّة " و"اللبيراليّة" و "القوميّة" التي سُمِّيَتْ "المُعاَرضة الخارجيّة " والتي كان الإخوان المسلمون يقودونها فعليّاً، يسقط الرّهان على الإسلام السياسي بِشِقّيه "القاعدة" و"داعش" المُتَفَرّع عن التنظيم الدّولي للإخوان المسلمين الذين كانوا مع حزب التحرير وأجهزة المخابرات الغربيّة والتركيّة والخليجيّة يُجنّدون المقاتلين ومجاهدات النكاح ويموّلونهم ويدرّبونهم في ليبيا وغيرها ويرسلونهم إلى سوريا لِرَفْدِ خنادق الإرهاب المسمّاة "المعارضة المسلّحة".
وَتَمَكَّنَ الجيش العربي السوري وحلفاؤه مِن إعادة أكثر من 70بالمائة مِن الأراضي السوريّة إلى سيطرة الدّولة الوطنيّة.
وعندما لم يَعُدْ للغَرْبُ الأمريكي والأوربي ولتابِعِهِ الخليجي مَوطئ قَدَم على الأراضي السّوريّة وباتت أنقرة الظّهير الدّولي الوحيد لفلول الجماعات الإرهابيّة التكفيريّة ، أقدم اليسار الكردي السوري مُمَثّلاً بما يُسَمّى ال"pyd" بِلَعِب دور حصان طروادة لِدُخول القوّات الأمريكيّة مُجدّداً إلى الأراضي السوريّة بذريعة حماية شَرْق الفرات التي يُسيطر عليه هذا الحزب الكردي ، مِن الخطر الذي يمثّله عليه تنظيم "داعش" .
(...) إنّ الدوائر الغربيّة الصهيونيّة لم تيأس بَعْد مِن محاولة إعادة حرب "الفوضى الخلّاقة" في سوريا إلى المربّع الأوّل خاصّة وأنّ استعادة أردوغان إلى الخدمة الأمريكيّة المباشرة في سوريا واحتفاظ واشنطن بنفوذها في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي يجعل من الأمريكان في الشمال السوري كَمَن يحمل البنزين والنار بِيَدٍ واحدة مُتَعَمِّداً إقامة "سيرْك" كارثيّ جديد بألاعيب بهلوانيّة ، خاصّة وأنّ طبيعة أردوغان الإخوانيّة وأوهامه العثمانيّة تجعله لا يَتَوَرَّع عن نقض كلّ وعوده لموسكو "وتفاهماته" معها ، ففي مجتمع الغاب الجديد ثمّتَ ما يُسَمّى "مجال الأمن القومي" حتّى الأرعن "أردوغان" يتبجّح به!، وتركيا "هذه الدّولة الإقليميّة المؤقّتة" تَعتَصِرُ ذلك قَطرةً قطرَة.
لَقَدْ كانَ أردوغان والمجموعات الإرهابيّة وراء هجرةِ المواطنين السوريّين عن بلادِهم للحفاظ على حياتهم التي تُهدّدها الحرب إلى جانب الأوضاع الاقتصاديّة المنهارة وسياسة الحصار و التجويع التي تتحمّل مسؤوليّتها الدّوَل الغربيّة وخاصّة واشنطن التي سَنَّت قانون "قيصر" سيّئ السمعة الذي أرادت منه الإرادة الأمريكيّة إضافة أعباء إضافيّة على الدولة السوريّة وواجباتها تجاه مواطنيها.
وقد استثمر أردوغان المهاجرين عن الحرب السورية أو اللاجئين الذين نصب الخيام لاستقبالهم منذ بداية الأزمة وقبل أن يغادر مُواطن سوري واحد إلى خارج تراب بلاده بسبب الأزمة ، أبشع استثمار مُتاجراً بِمُعاناتهم ومُبْتَزّاً الدول الأوربيّة بِهِم.
"أردوغان" هذا ، كعاهرة اعترضتها فجأة عوارضُ سنّ اليأس وفي الوقت ذاته وَجَدَتْ مَن يُغازِلُها . فانتظروا منه عجائب العجوز المُتصابية، ولينتظِرْ هُوَ مصائر العجائز الحتمي.
لقد أنجَزَ الشعب السوري وجيشُهُ وحلفاؤه انتصارات أقلّ ما يُقال فيها أنّها لجمَت الاندفاع الإرهابي الغرْبي الصهيوني وأدواته الرجعيّة ووضعت حدّا لهذا الاندفاع على الأراضي السوريّة ، و الثمن الأكبر دفعه السوريون من دمهم وأعمارهم وحاضرهم ومستقبلهم ،بدون أن نُقَلَّل مِن تضحيات الحلفاء الروس والإيرانيين واللبنانيين ( مُقاتليّ حزب الله خاصّة). ولكن يجب أن لا يحجب ذلك عن أعيُننا حقيقة أنّ الصّراع في سوريا وعليها لايزال مستمرّاً وأنّ الحرب لم تتوقّف بَعْد ، فلا تزال مساحات غالية من التراب السوري تُداس بأحذية وجنازير أليات المحتلّين الأتراك في "عفرين" والأمريكيين "في شرق الفرات"وحوافر الإرهابيين والمرتزقة "في إدلب" ، هؤلاء "الثوّار" الذين يُساقون على الطريقة الانكشاريّة للقتال في الحروب التي يُضرمها خليفتهم العثماني الجديد أردوغان من سوريا إلى ليبيا إلى أذربيجان إلى آخره. وصخرة الصمود السوري يجب أن تتعزّز بالمزيد من تقوية وتصليب أضلاعها الثلاثة (الشعب والجيش والقيادة) مِن جِهة ، وَبِتَظْهير أدوار وواجبات الحلفاء الإقليميّين والدّوليين لتعزيز الروح الوطنية كونها جوهر صخرة الصمود السوري التي إليها وحدها تتكئ استراتيجيّة حلفائنا ومصالحهم المشروعة في مواجهة الهيمنة الصهيوأمريكيّة على الساحة السوريّة . ذلك أنّ كلّ الجهود العسكريّة والسياسيّة والاقتصاديّة التي بذلها حلفاؤنا على مدى سنوات في دعم الدولة السوريّة وجيشها وقيادتها ستكون بلا طائل إذا أفضى الصراع إلى خروج شعبنا ودولته وجيشه وقيادته من هذه الحرب ضدّ الإرهاب الكوني في حالة من الوهن والتمزّق والضّعف واليأس .ففي حالٍ كهذه لن تستقرّ الدولة السوريّة ولن تستقرّ مصالح حلفائنا فيها. فَمِن الحُمْق أن تُتْرَكَ الدولة السوريّة عاجزةً عن أن تُوَفِّرَ للشعب السوري الصامد "الشروط الحيوانيّة للبقاء" ، شروط مقاومة البرد والجوع والعطش والمرض وافتقاد المأوى والكساء والتعليم ، ذلك أنّ هذا الشعب صَمَدَ يحدوه وازِعُ البقاء في مواجهة مؤامرة كونيّة تُهدِّدُ وُجودَه البيولوجي والإنساني والثقافي والحضاري ، فما الذي ننتظر منه إذا جرّدناه مِن شروط البقاء "الحيوانيّة"؟. وكيف يستقيم ذلك وحلفاؤه هُم أيضا مِن كبار منتجي النفط والغاز والقمح ، وبينهم صاحبة الاقتصاد الأقوى في العالم ؟.
وهذا السؤال ليس مُوجّهاً فقط إلى حلفائنا ، بل أيضاً وقبْل الحلفاء ، إلى القيادة السوريّة وإلى الدّولة السوريّة بأجهزتها كافّة . فَحالَةُ الحرب يجب أن تُجَوْهِرَ الإيجابيّ في الدّولة لا أن تُضَخِّمَ الأنانيّةَ واللامبالاة بالغيْر أو تُصَعِّد الفساد وتُبَرِّر تَغَوُّلَه ، بل يجب أن تصبح مقاوَمة الفساد حاسمة وبقوانين طوارئ ، قوانين حالة حرب وأمام محاكم عسكريّة . فَمَتى ننَظَّف الدّولةَ التي تُحاصِرُها جِبالٌ مِن التّآمُر الكونيّ مِن هؤلاء الحمقى المَوتُورين المُتَفَرْعِنين الجُّوف الذين إذا وُلِّيَ أحدُهُم على حَجَرٍ تَولّى وصاحَ "أنا ربُّكُم الأعلى" مُلَوِّحاً بِقَبْضَتِهِ التي لم تَدْفَعْ يَوماً حَيْفاً عن عامِلٍ مُضام أو فقيرٍ مَظلوم ولا رَدَّتْ غازيَ عن تراب الوطن.
وإذا كانت هذه الحرب قَدْ قَدَّمَت الكثير مِن الدروس على المستوى الدولي والإقليمي فإنّ الدّرسَ الأوّل الذي يجب أن نتعلّمه جيّداً عل المستوى الوطني هُوَ أن نُجَفِّفَ مَستنقَعات الإرهاب وحاضناته المحلّيّة وذلك لا يكون إلّا ببناء دولة علمانيّة مدنيّة حداثيّة ، ذلك أنّ الرائحة الكريهة التي تنبعثُ مِن أفواه سَدَنَةِ الهيكل القديم بالافتراء على العلمانيّةِ خلاصِ شَعبنا الوحيد مِن هذه التجربة الأليمة ، تلك الرائحة تُعَبِّرُ عن رهان خفافيش الظلام الكامنة نَهاراً في الزّوايا المُعْتِمَة على أن يستثمروا في دماء شُهداء جيش الوطن ببنوك الإسلام السياسي داخِلَ البلاد وخارِجَها، لأنّه لا مكانَ للفساد والدّيماغوجيّة ومسامير البيروقراطيّة الصّدئة تَحْتَ شَمْس العلمانيّة حينَ تَسْطَع في فضاءٍ وطني ديمقراطي نَرْنو إليه. وهذا الهجوم الشّرِس والأحمق في آن على العلمانيّة مِمَّن كانوا يُكَحّلونَ بِها رَمَدَهُم الفكري في زَمَنِ الحَياء ، ينطبق عليه المَثَلُ الشّعبيُّ القائل: "يتَوَضّأ بالنّجاسة نِكايَةً بالطّهارَة"!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.