أعود إلى "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" التي لا نعترض عليها وكثير من العلمانيين كانت مدخلهم هذه التحية دون أن يكون لذلك أي خلفية، لأن البعض ينسى أن الإسلام ثقافة مزروعة فينا لا تحتاج إلى شعارات نهضوية، إلا أن التغيير المفاجىء لجماعة أخبار السابعة بدا مضحكا جدا، والخوف كل الخوف هو أن تكون قناتنا الوطنية قد بدأت منذ الآن في التغزل بالنهضاويين بعد أن انبطحوا للنظام النوفمبري وأتباعه... ولأن التونسي لا يفتقر إلى روح الدعابة فقد عرف كيف يستغل فوز "النهضة" في انتخابات المجلس التأسيسي ليشيع أجواء من البهجة على الصفحة الاجتماعية "فايس بوك"، فكتب أحدهم في حسابه "يا سي كمال الجندوبي طلبنا منكم النتائج النهائية لانتخابات المجلس التأسيسي مش باش تبنيلنا مقر المجلس التأسيسي" تعليقا على التأجيل المتواصل في الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات... في المقابل فقد أحدهم أعصابه أمام نتائج مكاتب الاقتراع في الخارج، وكتب عبارات نابية تعبيرا عن غضبه من التفاف أبنائنا في الخارج حول النهضة وقال إنهم يتصرفون وفق المثل التونسي "أخطى راسي وأضرب" لأن المعني بالدستور الذي ستعده النهضة هم المقيمون في تونس، وعندما بدأت نتائج صناديق الاقتراع في تونس تظهر وتؤكد اكتساح النهضة اكتفى هذا الشاب "الثائر" بالتعليق قائلا "حتى آنا فاش قاعد نخلوض..." أما أكثر التعليقات إضحاكا فكانت عمليات "الفوتو شوب" التي أدخلها عدد من الشباب على صورهم لتظهرهم في شكل الملتحين تفاعلا مع المرحلة النهضوية، وألبس البعض الآخر النقاب بالفوتو شوب طبعا لحبيباتهن في صورهم المشتركة المنشورة على الفايس بوك، وصاحبت هذه العمليات الكثير من التعاليق الساخرة... هكذا كانت ردود الفعل حول فوز النهضة، بنكهة تونسية ساخرة، يقطعها بين الحين والآخر العاقلون بالقول إن النهضة أكثر ذكاء من أن تراجع مكتسبات الوطن في ما يتعلق بمواضيع الحريات العامة والشخصية والمرأة... كما أن التونسي مازال رقما صعبا في المعادلة السياسية، ولن يتردد في الإعلان عن ثورة جديدة إذا امتدت الأيادي النهضوية للمكاسب التونسية... ولكن من قال إن الأغلبية لا ترحب بمراجعة القوانين المتعلقة بالحريات العامة والشخصية والمرأة؟ بصراحة لم أعد أثق في التونسي بعد نتائج انتخابات المجلس التأسيسي...