لم يكن من خيار أمام المنتخب التونسي الا العودة بنتيجة ايجابية من بوتسوانا تبقي على الحظوظ وتفتح أبواب الترشح لنهائيات بطولة افريقيا للأمم على مصراعيها، ورغم الوضعية الصعبة لمنتخبنا في هذه المجموعة والظروف غير الملائمة التي دار فيها اللقاء بما أن المباراة اختارت لها الكنفدرالية الافريقية وسط الاسبوع وهو ثاني أيام العيد مع أن الاطار الفني لم يستطع تجميع اللاعبين الا ثلاثة أيام قبل هذا الموعد الهام، هذا بالاضافة الى الغيابات العديدة خاصة على المستوى الهجومي وهو ما أجبر المدرب بارتران مارشان على التعويل على تشكيلة تضم في أغلبها لاعبين ينشطون بالبطولة المحلية، ونظرا لأهمية الرهان فإن الاطار الفني للمنتخب فكر في تأمين التغطية الدفاعية مع الضغط على المنتخب البوتسواني في مناطقه من خلال الاعتماد على ثلاثة لاعبي ارتكاز وهم القربي وتراوي وبن يحيى وهذه الطريقة جعلت منتخبنا يفتك معركة وسط الميدان ويبني بعض المحاولات الهجومية طغى عليها التسرع من جانب عناصر الخط الأمامي خاصة في الدقيقتين 4 و23 الاولى إثر توزيعة من وسام بن يحيى والعكايشي في وضعية سانحة للتسجيل يفوت الفرصة رغم التنقل المتأخر للحارس ماروما والثانية إثر مجهود فردي من فهيد بن خلف الله الذي توغل على الجهة اليسرى والدفاع البوتسواني تدخل وأبعد الخطر رد عليها المنتخب المحلي بمحاولتين الاولى من تيبي موموزا الذي تلقى امدادا ذكيا من الجهة اليمنى وصوب فوق العارضة بقليل والثانية وهي أخطر فرصة على الاطلاق إثر ركنية ويصعد موز يمونڤي في محور دفاع منتخبنا بدون رقابة وكاد يحدث الفارق غير أن رأسيته مرت بجانب القائم. وحاول زملاء القربي اللعب المباشر في عمق دفاع بوتسوانا واستغلال طول قامة العكايشي الذي كان في كل مرة يجد نفسه وحيدا بين مدافعي المنتخب المنافس الذين أحسنوا عملية التمركز في الخط الخلفي وصدوا جميع الكرات العالية أمام مرماهم وتحصل تراوي على فرصة في منطقة الجزاء غير أن تسديدته أبعدها الدفاع الى الركنية. وفي أواخر الشوط الأول اضاف الحكم الزمبي خمس دقائق كوقت ضائع استغلها المنتخب البوتسواني كأفضل ما يكون ففي الدقيقة 45 زائد 3 وجد المهاجم جيروم جوال الثغرة وسط محور دفاع المنتخب التونسي لينفرد بالحارس البلبولي الذي تصدى للكرة في المرة الاولى لتعود أمام نفس المهاجم الذي منح في المرة الثانية الاسبقية لفريقه لينتهي الشوط الأول على تقدم المنافس بهدف كان يمكن تفاديه خاصة أن الحكم الزمبي كان يستعد للتصفير للعودة الى حجرات الملابس. في الشوط الثاني بادر المدرب مارشان بإقحام أسامة الدراجي مكان خالد القربي وذلك لتنشيط العمليات الهجومية والعودة في النتيجة خاصة.. وأن المنتخب التونسي لم يجد الحلول اللازمة للوصول الى مرمى بوتسوانا مما جعل المحاولات تقتصر على الكرات الطويلة في عمق الدفاع لكن منتخبنا وجد صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع البوتسواني الذي نجح الى حد بعيد في بناء جدار سميك أمام خط 18 مترا لم يجد له عناصر منتخبنا أي منفذ في ظل عدم وجود مساندة قوية من جانب الظهيرين، كما أن خروج الذوادي الذي أخذ مكانه المويهبي جعل المحاولات على الاروقة تنعدم وكان من الأجدى حسب رأينا أن يأخذ المويهبي مكان أحد الظهيرين ويصبح المنتخب يلعب بطريقة 3 5 2 خاصة مع وجود لاعبي ارتكاز هما وسام يحيى ومجدي تراوي. ومع مرور الوقت واصل منتخبنا الجري وراء هدف التعادل لكن كل المحاولات لم تخلف الخطر على الدفاع البوتسواني الذي كان متمركزا كما يجب ونجح في شل كل المحاولات التونسية قبل الوصول الى منطقة الجزاء وأمام هذا العجز المتواصل حاول البوتسوانيون لعب الهجومات المرتدة التي أحدثت بعض الخطر على دفاع المنتخب خاصة في الدقيقة 61 لما صوب أودونسي بقوة والحارس البلبولي كان في الموقع المناسب ثم محاولة اخرى أكثر خطورة عن طريق أخطر مهاجم وهو جيروم جوال، صاحب الهدف، ومرت الكرة وسط دفاع المنتخب التونسي الذي لم يحسن التغطية خلال هذه العملية. وأمام كثافة المدافعين البوتسوانيين حاول فهيد بن خلف الله التصويب من بعيد لكن الحارس موديري تصدى للتسديدة القوية على مرتين. وأقحم مارشان المهاجم صابر خليفة مكان العكايشي في محاولة لاستغلال سرعة خليفة في ظهر دفاع المنتخب المنافس الا أن المحاولات أصبحت أقل عددا وظهر الإعياء على بعض العناصر في وسط الميدان الذي رغم سيطرة وسام يحيى وتراوي عليه فإن الخطر لم يحدث في الأمتار الأخيرة وعجز حتى اللاعبون المعوضون في تقديم الاضافة بسبب حسن تماسك المحليين والتفافهم أمام حارسهم. وأضاف الحكم الذي كان مردوده طيبا للغاية خمس دقائق تحصل فيها منتخبنا على أخطر فرصة في الشوط الثاني على الاطلاق في اللحظات الأخيرة من المباراة لما نجح الدراجي في القيام بسلسلة من المراوغات داخل منطقة الجزاء في محور دفاع بوتسوانا غير أن تصويبته المؤطرة كان الحارس موديري في المكان المناسب للتصدي لها لينتهي اللقاء على هزيمة زادت في تعقيد الوضعية أكثر فأكثر خاصة أن منتخبنا سيكون معفى خلال الجولة القادمة التي قد تأتي بنتائج غير سارة بالمرة.