" اليوم وقد بدأت الدولة تسترجع هيبتها فلا بدّ من تطبيق القانون على كل أنواع الانفلاتات التّي شهدتها البلاد زمن الثورة و وولاية بنزرت شملتها أيضا هذه الفوضى الانفلاتية وبالتالي لابدّ من الوقوف بثبات لإرجاع الأمور إلى نصابها" هكذا بدأ السيد محمد القوصري رئيس الشؤون البلدية بولاية بنزرت حديثه مع " الصريح أون لاين " حول موضوع الانتصاب الفوضوي عموما. وحتّى لا نغرق في مجالات الفوضى المتعددة الوجوه حدّدنا الحديث حول الانتصاب الفوضوي الذي يشهده الملك العمومي البحري باعتبارنا على أبواب موسم الاصطياف فانطلق رئيس دائرة الشؤون البلدية بتذكيرنا منذ البداية أنّ الوالي السابق السيد منور الورتاني كان قد اتخذ قرارا منذ سنة 2016 باحداث"لجنة التصرف في الملك العمومي البحري بالجهة" بالرغم من وجود الأمر عدد 1847 لسنة مؤرخ في 20 ماي 2014 المتعلق بالإشغال الوقتي للملك العمومي البحري ولكن هذا الأمر لم يتضمن أخذ رأي الجهات المعنية وهذه من الإخلالات التي تضمنها إلاّ والي الجهة تدخل لتنظيم هذا المجال باعتباره مسؤولا عن الأمن العام والصحة العامة والراحة العامة للمواطنين . ويواصل محدثنا: "ضربة البداية كانت بإعادة النّظر في الرخص الممنوحة سابقا للإنتصاب في الشواطئ والتّي تصل إلى 60 رخصة وقد وجدنا فيها بعد مراجعتها الكثير من الإخلالات حيث عايّنا وجود بعض الموظفين العموميين لهم رخص وأيضا بعض النزلاء في السجن يتمتعون بمثل هاته الرخص فضلا عن بعض مواطنين بالخارج بل بعض المتوفين يواصل ورثتهم استغلال هذه الرخص وبالتّالي حدّدنا شرطين أساسين لإسناد مثل هذه الرخص وهما أن يكون طالب الرخصة معطلا عن العمل أو يكون حالة اجتماعية. بهدف أن يكون منح مثل هذه الرخص محدثا لموطن رزق ولضمان عدم تكرار هفوات الماضي اشترطنا على كل صاحب رخصة الالتزام الكتابي بالإنسحاب بصفة آلية ورفع المعدات المستعملة مع حلول 15 سبتمبر فضلا على نظافة المحيط البحري والالتزام أيضا بتعريفة تمّ تحديدها مسبقا بالرخصة المسندة خاصة وأنّ المصطاف كان يتكبدّ حوالي مبالغ هامّة تصل أحيانا إلى 100 د تصرف بين خلاص معلوم على السيارة وايجار كراسي وشمسية فضلا عن مصاريف الاستهلاك إضافة إلى عمليات الابتزاز التّي تصاحب هذه المبالغ. وواصل محدثنا بالقول: "عليه قمنا بحملات كثيرة على جلّ الشواطئ شملت بالخصوص غار الملح وسيدي علي الشباب وسيدي سالم وجرزونة وشاطئ الصخور وراس انجله وغيرها من أجل القضاء على الانتصاب الفوضوي على الملك العمومي البحري وقد كانت النتائج طيبة عموما رغم بعض المآخذ من قبل المنتصبين عشوائيا. وقال محدثنا: تجدر الإشارة الى أن ولاية بنزرت تتضمن على 240 كلم من السواحل وحوالي 50 شاطئا مهيأ وقد وفرنا لهذا الموسم حوالي 300 منقذ بحري هم في خدمة المصطافين مع الملاحظة أن كلّ الشطوط بالجهة صالحة للسباحة باستثناء منطقتين بكل من منزل عبد الرحمان ومنزل جميل. وستبقى هذه الحرب ضد الانتصاب الفوضي بكل أشكاله متواصلة وبلا هوادة والفيصل فيها تطبيق القانون ولا غير القانون.
