تونس، في 24 جويلية 2010 بيان حزب الخضر للتقدّم في ذكرى الإعلان عن الجمهورية تحتفل بلادنا يوم 25 جويلية 2010 بالذكرى الثالثة والخمسين لإعلان النظام الجمهوري، وهي الذكرى التي نستحضر فيها جميعا معاني النضال من أجل تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي والانطلاق لبناء الدولة الحديثة والمستقلة ولاحقا وعلى مرّ عقود طويلة مكاسب ونضالات الحركة الديمقراطية والنقابية والطلابية من أجل ترسيخ التعددية ونشر ثقافة الاختلاف والإيمان بالرأي الآخر والمبادرات الرامية إلى توسيع هوامش حرية التعبير والمشاركة في صناعة القرارات الوطنية. وفي نظر حزب الخضر للتقدّم فإنّ هذه الذكرى هي عنوان وطني بارز لاستحضار قيم الوطنية والدفاع عن مصالح الوطن والذود عن حرمته وحماية استقلالية قراره وتعزيز مكاسب البلاد في جميع الميادين والمجالات. لقد قطعت بلادنا خطوات مهمّة على درب التحديث والتطوير وتكريس قيم المجتمع المدني واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، ويفخر اليوم كل التونسيين والتونسيات بما حازته بلادهم من تقدّم ملموس في مختلف هذه المجالات والميادين والذي جسّدته الحركية الموجودة على مستوى المشهدين السياسي والإعلامي ومضي البلاد قدما في استعدادات دائبة من أجل مزيد الإجراءات الرامية إلى تجاوز النقاط السلبية ومزيد الارتقاء بواقع الحياة السياسية في ظلّ النظام الجمهوري نحو الأفضل. ويؤمن مناضلو حزب الخضر للتقدّم بأنّ تونس قادرة على تحقيق النقلة المرجوة نحو مشهد سياسي أكثر تعددية ومشهد إعلامي أكثر ثراء وتنوّعا خلال الفترة المقبلة تقديرا وقناعة راسخة بقدرة الرئيس بن علي على مزيد الفعل والعطاء وإقرار المزيد من المبادرات الداعمة للحريات وحقوق الإنسان والمعزّزة لأركان التجربة الديمقراطية والتعددية التي تعيش بلادنا على وقعها منذ تحوّل 7 نوفمبر 1987 الخالد. لقد ارتقى النظام الجمهوري منذ سنة 1987 ليعرف تجسيدا عمليا لإرادة الشعب عبر المجالس المنتخبة التي ساهمت مختلف مراحل الإصلاح السياسي في جعلها تكون تعددية محتضنة لمختلف المقاربات والتصورات والرؤى السياسية والحزبية، ويرى الحزب أنّ مسيرة الإصلاح السياسي في تونس انتهجت مقاربة رصينة وهادئة في تكريس قيم الجمهورية وسيادة الشعب واحترام حقوق الإنسان وتكريس البعد التعددي الديمقراطي، وفي هذا الصدد فإنّه يهمّ حزبنا أن يؤكّد على أنّ الحرية وحقوق الإنسان لا تعني التنحّي عن قيم الولاء للوطن كما لا تسمح لأحد بالسعي للإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد سواء أكانت أمنية أو سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية كما أنّ تلك الحرية لا يُمكنها أن تكون مدعاة لأيّ أحد بأن يتجاوز القانون . وقد راكمت بلادنا بفضل تلك المنهجية المرحلية المدروسة العديد من المكاسب والانجازات والتي ارتقت لتكون محلّ تنويه وإشادة واسعة في العديد من المحافل الدولية ذات المنزلة والمكانة المرموقة. ولا يفوّت حزب الخضر للتقدّم هذه المناسبة للتنويه والإشادة بما قام بتجسيده الرئيس زين العابدين بن علي على مدار العقدين الفارطين وأزيد من إصلاحات ومبادرات رائدة وشجاعة حفاظا على مكاسب النظام الجمهوري وتوطيدا لأركانه وأسسه. إنّ حزب الخضر للتقدّم فخور بما تحقق في ظلّ النظام الجمهوري وخاصة منذ سنة 1987 وهو يتطلّع في أن تعرف الفترة المقبلة التي تتزامن مع تنفيذ البرنامج الرئاسي الجديد 2009-2014 المزيد من الإصلاحات والمبادرات بغاية دفع التجربة الديمقراطية ومسار الإصلاح السياسي إلى مرحلة جديدة وأفق أكثر اتساعا وأكثر توفيرا لهوامش الاختلاف والتعدد وأكثر داعما لروح المشاركة والمواطنة والوفاق الوطني. حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام