مؤسس موقع ويكيليكس: على الولاياتالمتحدة فتح تحقيق في انتهاكات وجرائم جنودها في العراق وأفغانستان في حال أرادت أن تبدو بمظهر الدولة ذات المصداقية طالب جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الالكتروني الذي نشر مئات الآلاف من الوثائق السرية التي تكشف كما ضخما من الجرائم الأميركية تم التعتيم عليها في العراق وأفغانستان الحكومة الأميركية بالتوقف عن هجومها وتحقيقاتها العدائية ضد الموقع وان تعمد عوضا عن ذلك إلى إجراء تحقيق معمق في انتهاكات جنودها في هذين البلدين. وأضاف اسانج خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف عشية مراجعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول السجل الأميركي بهذا الشأن نقلت وكالة رويترز مقتطفات منه: إن الوقت حان كي تنفتح واشنطن على الآخرين وتكشف عما لديها بدلاً من محاولة التغطية على ما جرى هناك مشيرا إلى أن منظمته تنوي نشر آلاف الوثائق الجديدة تتعلق بالولاياتالمتحدة ودول أخرى في وقت لاحق من هذا العام. وتابع اسانج الاسترالي الجنسية: إن الولاياتالمتحدة تواجه خطرا كبيرا في أن تضل طريقها بسبب موقفها هذا مشيرا إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تعلن حتى الآن عن فتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إلى جنودها بارتكاب جرائم وانتهاكات رغم أن بعض هذه الانتهاكات حصلت خلال السنة الأولى من توليها السلطة في البلاد. وأضاف اسانج أن موقفها هذا يتناقض وموقف بعض الدول الأخرى كبريطانيا والدنمارك اللتين بدأتا التحقيق في ممارسات وسلوك جنودهما. وأشار إلى أن التحقيق الوحيد الذي بدأته الإدارة يتعلق بموقع ويكيليكس في محاولة للطعن في مصداقيته ومعرفة ما إذا كانت لديه مصادر معلومات داخل الجيش الأميركي كما قامت بتوجيه التهديدات إلى الموقع وعمدت إلى احتجاز الجندي الأميركي برادلي مانينغ الذي اتهمته بتسريب المعلومات وهو الآن معتقل في سجن في بلدة كوانتيكو بولاية فيرجينيا ويواجه احتمال سجنه 52 عاما. وتابع اسانج قائلا: في حال رغبت الولاياتالمتحدة بالظهور بمظهر الدولة ذات المصداقية والتي تلتزم وتطيع حكم القانون فعليها أن تجري تحقيقات بشأن الانتهاكات الموجهة إلى جنودها والتي تخرق هذه القوانين ومن الهام لها أن تقدم سجلها ليخضع للفحص الدولي في مجلس حقوق الإنسان ودوله الأعضاء ال 47. وكان موقع ويكيليكس قام مؤخرا بنشر نحو 500 ألف وثيقة سرية بشأن حربي الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان كشفت عن سقوط ضحايا بين المدنيين في البلدين على أيدي القوات الأميركية أكبر بكثير مما هو معلن وعن قصف مبان مدنية كاملة في العراق في حال الاشتباه بوجود مسلح وإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين عند نقاط التفتيش. كما شملت بعض الوثائق تفاصيل حول تعرض المعتقلين العراقيين لمختلف أنواع التعذيب وبوجود المحققين الأميركيين على يد ما يدعى ب لواء الذئاب وهو قوة شكلها ويدعمها الجيش الأميركي من عملاء عراقيين دون أن يحرك الأميركيون ساكنا. كما كشف الموقع عن وثائق تقدم تفاصيل بشأن أكثر من 15 ألف حادثة مقتل مدنيين عراقيين لم يبلغ عنها الجيش الأميركي ولم ترد في تقاريره الرسمية. وقوبلت هذه الخطوة من الموقع بهجوم حاد شنته وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ومسؤولون أميركيون رفيعو المستوى على الموقع ورئيسه متهمة إياهم بالخيانة وتعريض حياة الجنود الأميركيين المنتشرين في الدول الأخرى للخطر. وكان الوفد الأميركي الذي سيمثل واشنطن في جلسة مجلس حقوق الإنسان غداً قال إنه سيكون منفتحا على أي انتقاد يوجه إلى سجله في حقوق الإنسان حيث تواجه واشنطن انتقادات بشأن التمييز العنصري وسياساتها في مكافحة الإرهاب. وكان التحقيق الأميركي ركز على مانينغ الذي كان يعمل محللا للمعلومات الاستخباراتية في الجيش الأميركي في العراق وهو معتقل الآن بتهمة تسريب مقطع فيديو يصور هجوما جويا شنه جنود أميركيون عام 2007 في العراق قاموا خلاله بقصف العشرات من المدنيين العراقيين وقتلهم بينهم مراسلان اثنان لوكالة رويترز وهم يسخرون ويضحكون وكأنهم يلعبون العاب فيديو. وأشار موقع ويكيليكس إلى أنه ينوي نشر نحو 15 ألف وثيقة أخرى حول الحرب في أفغانستان أيضا بالإضافة إلى مقطع فيديو لهجوم أميركي آخر ولكن في أفغانستان هذه المرة.