نظمت مساء السبت المنقضي جمعية الخطابة والعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأيمة المساجد (فرع صفاقس) بالاشتراك مع عدد من مكونات المجتمع المدني مهرجانا خطابيا بين صلاتي العصر والمغرب بالفضاء المحاذي لجامع اللخمي بصفاقس. وهو مهرجان جاء وفق المنظمين في ظل ما تشهده البلاد من انتهاك صارخ للحريات واقحام المؤسسات التربوية في الصراعات السياسية على نحو باعث للقلق. وقد سجل المهرجان الخطابي حضور اعداد كبيرة من المواطنين والناشطين في الحقلين السياسي والجمعياتي مع رفع لافتات تحمل عدة شعارات منها «الاعتداء على المساجد كفر بالله ورسوله» وايضا «اقحام التلاميذ في الصراعات الحزبية علامة افلاس». وكانت كلمة البداية للشيخ رضا الجوادي خطيب جامع اللخمي وممثل الجمعية التونسية لأيمة المساجد الذي كانت مداخلته مدوية وجامعة لعديد النقاط حيث تحدث عن الصراعات السياسية في البلاد ومحاولات البعض توظيفها لاستهداف المواطن في أمنه واستقراره ولقمة عيشه حسب قوله وتغليب البعض لمصالحهم الحزبية الضيقة على حساب المصلحة العليا للوطن وانتقد محاولات زعزعة الامن والثقة وتخريب الاقتصاد كما انتقد آداء الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادته الحالية وانتقد اطرافا وصفها بانها «خليط من التجمعيين الفاسدين واليسار الاستئصالي» وقال «إن الاتحاد الذي ولد كبيرا بقيادات وطنية مرموقة مثل الشيخ الفاضل بن عاشور والمناضل الشهيد فرحات حشاد اصبح مرتهنا لمجموعة من أيتام فرنسا والتجمع الفاسد واليسار الانتهازي والاستئصالي وهم معادون للبلاد وهويتها ويريدون فرض اجنداتهم ويستعينون ببعض البلطجية لغلق المؤسسات وتخريب الاقتصاد». وانتقد الشيخ رضا الجوادي تجييش بعض النقابيين الفاسدين للتلاميذ الابرياء واخراجهم من المؤسسات التربوية للالتحاق بالمسيرات وطالب بتحييد المدارس والمعاهد والنأي بالتلاميذ عن السجالات والانقسامات الايديولوجية والسياسية والحزبية. واستهزأ الشيخ رضا الجوادي من عدد المشاركين في مسيرة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عشية الخميس 26 سبتمبر قائلا ان عدد المشاركين فيها لا يصل الى نفس عدد الذين يفدون على جامع اللخمي لاداء صلاة الجمعة فيه وقال «ان معظم المشاركين في المسيرة تلاميذ مغرر بهم ومنحرفون وعمال تركوا اماكن عملهم طوعا او قهرا». واستنكر رضا الجوادي سلسلة «التحركات العشوائية والاضرابات السياسوية» التي يقودها الاتحاد في وقت تشهد فيها البلاد ازمة اقتصادية خانقة كما استنكر الاعتداءات التي طالت جامع اللخمي عشية يوم الخميس 26 سبتمبر 2013 والتهجم اللفظي على الامام الخطيب من طرف وجوه نقابية وسياسية واستنكر موجة السب والشتم والاشارات غير الاخلاقية التي قام بها بعض المشاركين في مسيرة الاتحاد. وشكر بالمقابل المصلين على سعة صدرهم وعلى عدم ردهم على تلك الاستفزازات المشينة والمجانية وقال «ان التجاوزات ضد بيوت الله غايتها التشويه ومنطلقها العداء للدين» وجدد رضا الجوادي الحديث عن الفتوى التي اطلقها شيخ الزيتونة حسين العبيدي والتي يتبناها هو ايضا والقائلة بوجوب الانسلاخ عن الاتحاد العام التونسي للشغل بعد ان اصبح وفق قوله «اتحاد الاضرابات والخراب». وانتقد الشيخ رضا الجوادي من ناحية اخرى مضايقة الحريات الفردية ومن بينها منع الطالبات المتنقّبات من حقهن في الدراسة بالمؤسسات الجامعية. أما الشيخ عبد العزيز الوكيل رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم والاخلاق الفاضلة فقد قال «ان للبيت رب يحميه وانه مهما يكيد اعداء الاسلام والوطن للبلاد واهلها فان الله موجود وسيرد كيد الكائدين». كما تحدث الشيخ فتحي الرباعي نائب رئيس جمعية الخطابة والعلوم الشرعية عن الاساءات المقصودة ضد الاسلام والمتديّنين وأشار الى ما يتعرض له هو ايضا من تهديدات وتشويه على صفحات التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) وبعض القضايا الكيدية ضده وقال ان هناك عرائض يقوم البعض باعدادها وترويجها من اجل استهداف واقصاء الأيمة والناشطين في الحقل الديني وهو ما يبرز حجم العداء واستهداف الاسلام ومعتنقيه ملاحظا ان دور الأيمة والشيوخ انما هو دور توعوي ووعظي وفق مبادئ الاسلام السمحة والمعتدلة.