على عكس المسابقة الإفريقية لم تكن بداية النادي البنزرتي في البطولة الوطنية موفقة ولم تستجب لطموحات عشاقه حيث مني الفريق بهزيمتين متتاليتين ضد الترجي الرياضي التونسي ومستقبل المرسى. هزيمتان زادتا من مخاوف عشاق القرش خاصة ان الفريق ينتظره موعدا هاما في نصف نهائي كأس الإتحاد الإفريقي ضد النادي الصفاقسي غدا الأحد بملعب 15 أكتوبر ببنزرت.عن البداية المحتشمة للفريق وإستعداداته لمباراة الأحد وعن رأيه في قائمة المنتخب كان لنا حديث مع المدرب المنذر كبيّر فكان الحوار التالي: كيف يقيم كبير بداية الفريق في هذا الموسم؟ لنتفق أولا أن بدايتي مع النادي البنزرتي كانت منذ ما يزيد عن الثمانية أشهر والأكيد أن الجميع قد تابع كيف كان أداء الفريق في الفترة الماضية على المستوى المحلي والقاري حيث أمتزج الأداء بالنتائج وقد وفقنا في التتويج بلقب كأس تونس ضد مستقبل المرسى. الهدف الأول كان بلوغ نصف نهائي المسابقة الإفريقيةالكل يعلم مدى صعوبة المجموعة التي وضعتنا فيها القرعة حيث واجهنا فرقا لها باع وذراع في الكرة الإفريقية ولها خبرة كبيرة لا على مستوى كأس الإتحاد الإفريقي فحسب وإنما على مستوى رابطة الأبطال الإفريقية.وأذكر جيدا أن الجميع لم يكن يتوقع النجاح لفريقي وتحدث الكل عن عبور مازمبي والفتح وسطيف وهذا معطى إيجابي زاد من إصرارنا على رفع التحدي وكسب ورقة المرور إلى المربع الذهبي والحمد لله اننا وفقنا في مسعانا مع إمتياز على مستوى الأداء والنتيجة وهذا الترشح هو في الحقيقة ثمرة مجهودات جميع الأطراف حيث وفرت هيئة بن غربية كل الظروف الملائمة للنجاح كما قدم اللاعبون تضحيات كبيرة وكانوا مثالا في الإنضباط وأظهروا حبا كبيرا للفريق ورغبة أكبر في النجاح فكان لهم ما أرادوا. كما عمل الإطار الفني بجد ونجح في التعامل مع كل الظروف كما لا ننسى الدور الكبير لجماهيرنا التي ساندتنا والحمد لله أننا لم نخيب ظنها فينا.ولذا أعتقد ان الفريق سائر في الطريق الصحيح. أتفق معك في نجاح الفريق على المستوى القاري ولكن الأمر يختلف محليا أليس كذلك؟ المسابقتان مختلفتان تماما والتركيز كان أكثر على مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي وعندما نجحنا في تحقيق المرور إلى المربع الذهبي حصل نوع من التراخي أو التراجع على المستوى الذهني خاصة.كما تعلمون لقد خضنا ثلاث مباريات في أسبوع واحد وهذا ليس بالأمر الهين . نعم لم ننتصر في الجولتين الماضيتين ولكن قدمنا مباراة كبيرة ضد الترجي هذا ما يجعلني مطمئنا على حاضر ومستقبل الفريق.النادي البنزرتي لم يتراجع على مستوى الأداء وهذا أمر هام جدا بقيت بعض النقائص سنتجاوزها بمزيد من العمل والأكيد أن لدينا الوقت الكافي للتعويض. المباريات الأخيرة أظهرت أن فريقك يعاني مشكلا واضحا في التجسيم وإلى حد اللحظة لم تنجحوا في معالجتها؟ الجميع يتحدث عن معضلة التجسيم في الفريق ولكنه مشكل لا يقلقني حقا فالفريق يتطور بإستمرار ويصنع أكثر من فرصة في المباراة والأكيد أنه بتتالي المباريات والتركيز أكثر في التمارين ستتحسن الأمور وستتحرك أقدام المهاجمين وسينتفي هذا الإشكال المؤقت. الحلقة الأصعب هي تحقيق توازن في الفريق بين الجانبين الدفاعي والهجومي وهذا متوفر في الفريق الأكيد أن النجاعة ستحضر قريبا فهي كغيرها من النقائص تعالج بالتمارين وأنا لست قلقا بهذا الشأن.وإذا ما أردنا الحديث عن مشكل النجاعة فهذا الإشكال لا يتعلق فقط بفريقنا فهو يكاد يكون عاما لدى جل الفرق التونسية. ولكن الفريق لم يقم بإنتدابات موجهة في الخط الامامي قادرة على فك عقدة التجسيم؟ كما تعلمون المهاجمون الكبار أصبحوا عملة نادرة حيث لا يتعلق الإشكال بالجانب المادي الأمثلة هنا عديدة فهناك فرق تقدم على إنتداب مهاجمين بمبالغ طائلةلكن النتائج لم تكن حاضرة في أغلب الأحيان.صحيح أننا لم نقم بإنتدابات كبيرة في الخط الأمامي وهذا لا يعود لجحود الهيئة المديرة أو للمسائل الماديةلكن يرجع أساسا لغياب الكيف في الإختيارات.ولكننا في المقابل نمتلك مجموعة متجانسة تضم مواهب شابة مدعومة بعناصر الخبرةالأكيد أننا سنتجاوز هذا الإشكال قريبا.ما علينا إلا العمل ومع قليل من التركيز أمام المرمى ستتحسن الأمور. ينتظركم موعد هام هذا الأحد ضد النادي الصفاقسي في نصف نهائي كأس «الكاف» أين وصلت تحضيراتكم؟ نعم رهان جديد وهام أمام فريق كبيرخبير في هذه المسابقة ويقدم أداء كبيرا في السنوات الأخيرة. وهو نفس حال النادي البنزرتي الذي يشهد أداؤه إستقرارا كبيرا في السنوات الثلاث الأخيرة.لست محتاجا لتحفيز اللاعبين بل على العكس تماما فأنا أسعى للتخفيض من مستوى الحماسة التي أظهرها أبنائي طوال هذا الأسبوع.فريق عاصمة الشمال لم يدرك نهائي هذه المسابقة منذ سنة 88 وبالتالي فنحن ندرك جيدا أهمية المباراة وما ينتظرنا غدا الأحد. الفريق جاهز للإطاحة بالنادي الصفاقسي وتحقيق نتيجة مريحة في الشطر الأول من الحوار لتجنب مفاجاَت الشطر الثاني.الحوار متكافئ إلى أبعد الحدودالأكيد أن الفوز سيكون للأجدر وللفريق الذي سيكون الأكثر تركيزا في مجموع اللقائين. و أين تكمن مفاتيح الإنتصار في مباراة الأحد؟ التركيز منذ الدقيقة الأولى إلى الدقيقة الأخيرة من المباراة ومحاولة إستغلال الفرص التي ستتاح لنا. كما ان الصبر وعدم التسرع سيكونان من المفاتيح الهامة لتحقيق الفوز والذي أرجو أن يكون من نصيبنا. ألا تخشى أن تؤثر الهزيمتان الماضيتان على أبنائك في موقعة الأحد؟ لا أعتقد ذلك لانني كما قلت سابقا المسابقتان مختلفتان والرهان كذلك. لقد نسينا البطولة مؤقتا ووجهنا كل تركيزنا على مباراة نصف النهائي وأظن أن اللاعبين يدركون جيدا ما تعنيه هذه المباراة لكل «البنازرتية» وبالتالي فإن البداية المتعثرة في البطولة لن يكون لها تأثير سلبي على معنويات أبنائي.وكما قلت مايزال الوقت أمامنا للتعويض في سباق البطولة الوطنية. قبل أن نختم ماذا تقول عن قائمة المنتخب الوطني؟ هي تبقى دائما إختيارات قابلة للنقد ولن تحظى دائما بالإجماع ولكن النتائج وحدها ستحكم على مدى نجاح هذه الإختيارات من عدمها.كرول إختار العناصر التي تتماشى مع أفكاره ومع طريقة اللعب التي يحبذها وسننتظر مواجهتي الكامرون لنقف على مدى صواب هذه الإختيارات الأكيد أننا نملك من الإمكانات ما يجعلنا نقدر على تجاوز أسود الكامرون والمرور إلى المونديال وهذا ما نتمناه جميعا.