عاش «حي الكرمة» جنوب مدينة القصرين فجر اليوم (حوالي الساعة الثانية صباحا) ولمدة اكثر من ساعتين على وقع اطلاق نار كثيف وتعزيزات امنية كبيرة من قوات طلائع الحرس الوطني وفرقة التصدي للارهاب مدعمة بأعوان أمن ودوريات عسكرية وذلك بعد ورود أنباء عن عودة أحد الارهابيين الذين كانوا متحصنين بجبل الشعانبي صحبة عنصرين آخرين وتواجده في منزله.. ورغم تطويق كامل المنطقة واستعمال القنابل المضيئة واقتحام المنزل فإن الارهابيين نجحوا في الافلات منهم بعد ان فتحوا النار من رشاشات كانت معهم على الوحدات الامنية وفروا عبر الانهج الضيقة للحي في اتجاه المرتفعات القريبة من جبل السلوم. وعلمنا من مصادر أمنية ان قوات مقاومة الارهاب التابعة لاقليم الحرس الوطني بالقصرين تقوم منذ صباح اليوم بعمليات تمشيط واسعة لكامل الضواحي الجنوبية لمدينة القصرين وصولا الى جبل السلّوم للبحث عن الارهابيين الفارين وأنها عثرت على بعض مخلّفاتهم قرب احد الاودية القريبة من حي الزهور تمثلت في اجهزة هاتف جوال وجمازة جلدية وبعض الاطعمة.. من هو الارهابي المستهدف؟ حادثة الاشتباك المسلح كان هدفها الايقاع بالارهابي المدعو (م . غ) وهو من العناصر الخطيرة المفتش عنها منذ اشهر حسب وزارة الداخلية ومن المورطين في تفجيرات الغام الشعانبي وحادثة جبل «السنك» ببوشبكة التي قتل فيها الوكيل بالحرس الوطني انيس الجلاصي يوم 12 ديسمبر 2012 وحادثة حي الزهور بالقصرين ليلة 30 جانفي 2013 التي اصيب فيها عون مكافحة الارهاب يوسف العايدي برصاصة.. وقد فشلت سابقا محاولتان لالقاء القبض عليه عند نزوله الى الحي الذي يقطن به. ليلة من الفزع قامت «التونسية» اليوم السبت بزيارة منطقة الاشتباك المسلح بحي الكرمة والتقت ببعض أقارب وأجوار منزل الارهابي المفتش عنه فقالوا لنا انهم عاشوا ساعات طويلة من الفزع والرعب من جراء تحركات التعزيزات الامنية والعسكرية المكثفة التي طوقت منطقتهم واصوات الرصاص والقنابل المضيئة والمداهمات التي تمت لعدد من المنازل. وأفادنا احد اقارب الارهابي المستهدف ( م غ ) انهم لا يعرفون عنه شيئا منذ اشهر طويلة لما قال انه ذاهب الى ليبيا وأنهم من وقتها لم يشاهدوه وأنه يتحمل لوحده مسؤولية الاتهامات الخطيرة الموجهة اليه متسائلين ما ذنب بقية افراد عائلته بما في ذلك زوجته التي تم ايقافها قبل اسابيع ونقلها الى العاصمة لبحثها ثم الافراج عنها بعد التأكد ان لا علاقة لها بالارهابيين الذين ينتمي اليهم زوجها . تمشيط متواصل وحسب مصادر أمنية ومثلما عاينته «التونسية» تعيش كامل الضواحي الجنوبية لمدينة القصرين منذ الحادثة حالة استنفار قصوى وقد واصلت وحدات مكافحة الارهاب معززة بعناصر من الجيش الوطني الى حد ساعة متأخرة من نهار اليوم عمليات تمشيط واسعة لتعقب الارهابي الفار ومن معه ومحاصرة المنافذ التي يمكن ان يمروا منها سواء الى جبل السلّوم او في اتجاه الشعانبي.