بعد العملية الإرهابية التي نفذتها أول أمس مجموعة من الإرهابيين المتمركزين بأحد المنازل بمنطقة «دور إسماعيل» بمعتمدية قبلاط والتي راح ضحيتها عنصران من الحرس الوطني هما الملازم أوّل رئيس مركز الحرس الوطني بقبلاط محمود الفرشيشي والعريف كريم الحامدي فيما تعرض الوكيل في الحرس فوزي الشرفي إلى إصابات حتّمت إقامته بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى لتلقي العلاج إنطلقت منذ أوّل أمس عملية أمنية ضخمة مشتركة بين وحدات الحرس الوطني وقوات الجيش الوطني من أجل القضاء على المجموعة الإرهابية التي قدّر عددها بحوالي 15 نفرا والتي تحصنت بجبل التلّة المحاذي لمسرح العملية الإرهابية. خسائر في صفوف الإرهابيين بعد محاصرة محيط المنزل مسرح العملية الإرهابية وتطويق جبل التلّة حيث تتخفّى المجموعة الإرهابية باشرت الوحدات الأمنية والعسكرية عملية قصف وملاحقة هذه المجموعة بعد وصول تعزيزات أمنية وعسكرية ضخمة إلى المنطقة مدعمة بعتاد كبير وأسلحة متنوعة برا وجوا وجاءت أولى الإنجازات ليلة الخميس حين تم القضاء على عنصرين إثنين داخل الغابة في عملية تبادل لإطلاق النار كما تعرّض عنصر آخر إلى إصابات دفعته إلى الهروب في إتجاه أحد المساكن المأهولة أين تخفّى طيلة الليلة قبل أن تقوم الوحدات الأمنية والعسكرية بمداهمة المنزل وإلقاء القبض عليه صباح أمس... ومع تتالي الساعات وتواصل عمليات القصف الجوّي والمدفعي على مواقع تخفّي العناصر الإرهابية داخل غابة جبل التلّة إزداد عدد القتلى في صفوف الإرهابيين ليصل إلى خمسة إلى حدود الساعات الأولى من ليلة أمس بعد أن تكثفت العمليات في ظل تواصل الحصار على مداخل ومحيط جبل التلّة كما تم حجز مجموعة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة العناصر الإرهابية والتي إضطروا لتركها والهروب من نيران ورصاص القوات الأمنية والعسكرية. القبض على ثلاثة عناصر داعمة بالتوازي مع العمل الأمني والعسكري الميداني تكثف الجهد الإستخباراتي حول شبهة علاقة المجموعة الإرهابية بأطراف أخرى داعمة فتم التوصل إلى وجود شبكة دعم ومساعدة تزود العناصر الإرهابية بالمؤونة والمعلومات وتترد على مقر سكناها بمنطقة دور إسماعيل بقبلاط وقد تم إلى حدود عشية أمس القبض على 3 عناصر من هذه الشبكة من بينهم صاحب المنزل الذي أجره لمجموعة الإرهابيين بالإضافة إلى شخص آخر سبق له أن دفع معلوم كراء المنزل خدمة كدعم للإرهابيين كما تم القبض على عنصر ثالث في منطقة رأس جدير عندما كان يستعد لتجاوز الحدود كان قد سبق له التردد على مقر سكنى المجموعة الإرهابية على أن تتواصل عملية البحث عن أطراف أخرى على علاقة بالعناصر الإرهابية حسب ما ستكشفه الأبحاث. 3 إصابات في صفوف أعوان الحرس خلال عمليات تبادل إطلاق النار تعرض ثلاثة من عناصر الحرس الوطني إلى إصابات خفيفة كلها على مستوى اليد حيث تم تمكينهم من الإسعافات الأولية على عين المكان قبل نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم مع التأكيد على أن هذه الإصابات لا تمثّل أية خطورة على صحة أعوان الحرس الوطني. هدية لشهداء الحرس الوطني بالتوازي مع تحقيقها إنجازات ونجاحات من خلال القضاء على خمسة إرهابيين تمكنت الوحدات المقاتلة داخل جبل التلّة من إسترجاع بعض الأسلحة والذخيرة التي كانت بحوزة شهيدي الحرس الوطني لحظة تعرضهما للغدر من طرف الإرهابيين...والأكيد أن هذه الحادثة مثلت خير هدية للشهيدين بما أن في ذلك مغزى شرفيا وتأكيدا على تماسك الوحدات الأمنية والعسكرية وعزمها الكبير على الثأر للشهيدين محمود الفرشيشي وكريم الحامدي. كميات كبيرة من المواد المتفجرة مع تواصل العمليات الأمنية والعسكرية في مواجهة العناصر الإرهابية في عمق جبل التلّة بمنطقة دور إسماعيل باشرت وحدات أمنية ذات إختصاصات علمية وفنية تفتيش المنزل الذي تمركزت فيه المجموعة الإرهابية والذي كان مسرحا لعملية الغدر التي تعرض لها شهيدا الحرس الوطني حيث تم الكشف عن وجود كميات كبيرة من المواد التي تستعمل في صنع المتفجرات وذلك في حدود 1 طن من هذه المواد منها 12 كيسا من مادة الأمونيتر و5 أكياس من مادة «الدي آ بي» والبخّارة وكميات من مادة الفحم الحجري بالإضافة إلى العثور على منشر داخل الإصطبل يحتوي على خليط من المواد المذكورة والجاهزة للتعبئة وإعداد المتفجرات والعبوات...كما تم العثور على مجموعة من الأسلحة اليدوية من نوع «الكلاشينكوف» وبعض الصواعق المتفجرة... نفق للتجارب...وورشة لصنع المتفجرات عملية البحث والتفتيش التي قامت بها الوحدات المختصة داخل المنزل أفضت إلى العثور على ورشة بها تجهيزات ومعدات مخبرية تستعمل لصناعة المتفجرات بإستغلال المواد التي وجدت بالمنزل والتي تم حجزها...كما تم إكتشاف نفق تحت المنزل بعمق 10 أمتار رجحت مصادر مطلعة أنه حفر حديثا من أجل إستخدامه في تجربة المتفجرات التي تصنع داخل المنزل مع التأكيد على أن عمق النفق يهدف إلى تفادي الكشف عن أصوات المتفجرات أثناء تجربتها... مسح وتمشيط وعلمت «التونسية» من مصادر مطلعة أن العمليات العسكرية في منطقة دور إسماعيل ستتواصل اليوم السبت ولليوم الثالث على التوالي من أجل الوصول إلى القضاء نهائيا على هذه المجموعة الإرهابية التي إضطرت للتخفي داخل جبل التلّة هروبا من نيران الوحدات الأمنية والعسكرية...ومن المنتظر أن تشتد ضراوة القصف أرضا وجوا للتأكد من القضاء على كافة العناصر المتحصنة داخل الغابة وذلك قبل الإقدام على عملية مسح وتمشيط كافة أرجاء الجبل الممتد على مساحة تقارب ال 25 هكتارا من أجل إخراج جثث القتلى من الإرهابيين وحجز الأسلحة والذخائر التي بحوزتهم.