الرباط (وكالات) قرّرت المملكة المغربية الليلة قبل الماضية ، سحب سفيرها من العاصمة الجزائرية وفق بلاغ صدر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، إذ قالت الوثيقة: «إنّ المملكة المغربية قررت استدعاء السفير «لأجل التشاور». ووفقا لنص البلاغ فإنّ قرار سحب السفير «يأتي عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية» . وكانت المملكة المغربية قد انتقدت، عبر وكالة الأنباء الرسمية، إقدام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بخطاب وجهه إلى قمة عقدت بأبوجا النيجيرية، على الدعوة إلى «بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الإنسان في إقليم الصحراء، باعتبارها ضرورة ملّحة أكثر من أي وقت مضى». خلال ال 24 ساعة الماضية شهدت العلاقات المغربية – الجزائرية توترا شديدا بسبب برقية أصدرتها وكالة الأنباء المغربية انتقدت فيها القيادة الجزائرية بعد خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تلاه وزير العدل في العاصمة النيجيرية «أبوجا» وتحدث فيه عن حقوق الانسان في منطقة الساحل و الصحراء الغربية بعد ما اسماه «تزايد أعمال العنف و القمع من طرف القوات المغربية ضد شعب الصحراء الغربية». وردّت الجزائر على الانتقادات المغربية بأن طالبت على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة الحكومة المغربية بتوضيحات عاجلة لما أسمته بالتصرف «غير المسؤول» و «غير مقبول». من جهة أخرى قام مئات المغاربة أول أمس بالتجمع والتجمهر أمام مقر السفارة الجزائرية في الرباط للاحتجاج على ما وصفوه بالتدخل الجزائري في قضية الصحراء الغربية ، حيث أطلقوا هتافات ضد الجزائر ومنهم من طالب بضم أراض جزائرية مثل «تندوف» و«بشار» إلى المغرب ! وأشارت تقارير صحفية جزائرية أمس الى أن معظم المتجمهرين ينتمون الى منظمات وجمعيات تأتمر بأوامر «المخزن» ، وأن الخطوة المغربية تأتي في إطار سياسة التصعيد الإعلامي والسياسي التي تتبناها المغرب ضد الجزائر.