التونسية (تونس) أكد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» والقيادي بجبهة الانقاذ خلال الندوة الصحفية التي عقدت ليلة أول أمس اثر اعلان حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عن فشل الحوار الوطني, ان «الترويكا» الحاكمة وفي مقدمتها حركة «النهضة» واصلت انتهاج نفس الاساليب والسياسات التي اعتمدتها خلال الشوط الاول من الحوار الوطني بقيادة اتحاد الشغل وبنفس المناورات السابقة, قائلا: «هناك نفس السلوك من قبل حركة «النهضة» ورئيسها وبن جعفر الذي حضر كرئيس حزب ...و يتكلمون وفق وأوضح الهمامي ان احزاب المعارضة لا تبحث عن ضمانات مثلما تفعل «الترويكا» الحاكمة بل تبحث عن ضمانات لتونس ولشعبها تاركة مصلحة الأحزاب جانبا حتى تنجح الحكومة المرتقبة في انقاذ تونس على جميع الاصعدة امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... وحتى يتسنى لها البتّ في مراجعة التعيينات الحزبية صلب الادارات وحتى تجد المناخ الملائم للإعداد لانتخابات شفافة ونزيهة, مضيفا: «كل هذا لم يجد آذانا صاغية من قبل «الترويكا» التي تمسكت بمرشح وحيد رغم الاقتراح الذي تقدمت به بعض احزاب المعارضة...». رفض مقترح نجيب الشابي كما عبّر الهمامي عن رفضه لمقترح نجيب الشابي القيادي بالحزب الجمهوري والقاضي بتنصيب احمد المستيري رئيسا للحكومة ثم توزيع الادوار بين بقية المرشحين للرئاسة اثنان منهم برتبة نائب للرئيس والرابع برتبة وزير, قائلا: «ليس هذا هو المطلوب... موش هذي خارطة الطريق التي اكدت على ضرورة تعيين رئيس حكومة فقط ثم يتفرغ لاختيار اعضائها وفق ما اكده المستيري لوفد من حزب «المسار» قدم للقائه, وقد اصر على تعيين حكومته بنفسه في صورة اختياره...». واضاف مستهزئا: «اذا نحن عينا اعضاء الحكومة دعنا نكمل بقية الاعضاء... «النهضة» وكأنها تقول «اللّه احد مرشحنا ما كيفو حد...». وأوضح الهمامي ان المسألة لا تتوقف على شخص احمد المستيري الذي يتمتع بتاريخ نضالي مضيفا انها ليست قضية تاريخ ولا ماض وانما هي قضية حاضر يتعلق بمواصفات رئيس الحكومة الذي تستحقّه تونس, مضيفا: «هل سنبحث عن رئيس حكومة يمثل ضمانة معنوية لهم ام رئيس حكومة يشتغل 14 ساعة ويقوم بوظائفه كاملة يعيّن وينصّب ويوجّه ويراقب؟... هذا ما تحتاجه تونس... السن والطاقة الذهنية والبدنية لها اهمية في هذه المرحلة وليس فيها سبّ ولا نيل من الناس...». انقلاب على «التأسيسي» وعلى المسار الحكومي وأشار القيادي بجبهة الانقاذ الى ان ما وقع تحت قبة «التأسيسي» من تجاذب ومعارك لي ذراع بين نواب «الترويكا» الحاكمة والنواب المنسحبين يمثل «انقلابا على المسار التأسيسي» باعتبار ان النواب المنسحبين اكدوا منذ البداية انهم لن يعودوا مباشرة الى «التأسيسي» الا بعد نجاح المسار الحكومي الذي سيتوج بتعيين رئيس الحكومة ولكن بتدخل من الرباعي عادوا مباشرة, مضيفا: «هناك انقلاب على المسار التأسيسي والمجلس التأسيسي...يريدون (أي الترويكا الحاكمة) مكتبا للمجلس على المقاس ويريدون ان يعقدوا الجلسات العامة دون حضور رئيس المجلس ولا مكتب المجلس, ويريدون ان يجتمع مكتب المجلس بثلاثة نواب فقط بعد ان كان من الضروري حضور 7 نواب... ونحن نعلم ان حركة «النهضة» لها 3 نواب بمكتب المجلس... هل هؤلاء سيعدون دستور تونس وسيبنون مؤسسات الدولة؟... هل هؤلاء يبحثون عن الحوار؟ انهم يبحثون بكل الطرق عن كيفية إفشال الحوار والبقاء في السلطة وهذه هي القضية باعتبار ان كل النقاشات تمحورت حول كيفية بقائهم في السلطة ويبحثون عن الضمانات للحفاظ على نفوذهم القوي... بالنسبة لنا قدمنا كل ما ينبغي لإنجاح الحوار... لقد كان موقفنا المبدئي حل منظومة 23 اكتوبر كاملة لكن تنازلنا عنه... لاحظنا عودة منطق الاغلبية...». المرزوقي يتدخل في الحوار وحزبه لم يشارك وانتقد الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» ما اعتبره تدخلا في الحوار من قبل رئاسة الجمهورية ممثلة في شخص «منصف المرزوقي» الذي قال أنه رفض بشكل قطعي ترشيح «عبد الكريم الزبيدي» لرئاسة الحكومة المنتظرة, قائلا: «الرئاسة اصبحت تتدخل في الحوار رغم ان حزب الرئيس لا يشارك في الحوار ويتحكم به,فماذا يمنع لو يقدم مرشح آخر ويقوم بن جعفر ليقول: «ما يعجبنيش...»؟ الوزارات والسلطة «موش متاع السيّد الوالد» وأوضح الهمامي ان «الترويكا» الحاكمة وفي مقدمتها حركة «النهضة» عملت كل ما في وسعها لإفراغ الحوار من محتواه, مضيفا: «الفكرة التي أرادوا ايصالها انهم «عاملين مزية كيف شاركوا في الحوار ورانا باش نسلمو في السلطة والوزارات والميزانية ياخي متاع السيد الوالد؟... لا هي متاع الشعب التونسي ...». وذكر الهمامي ان «الترويكا» الحاكمة بزعامة حركة «النهضة» تسببت في الازمة الحالية التي ترزح تحتها بلادنا مضيفا «ان الشرعية التي يتغنون بها انتهت منذ 23 اكتوبر 2012», محملا اياهم مسؤولية المأزق الذي آلت اليه تونس وانسداد أفق الحوار, مضيفا: «بالنسبة لنا سنواصل التشاور لدراسة الخيارات الممكنة لمواجهة هذه الوضعية دفاعا عن مصالح شعبنا وأهداف الثورة وعن كل الشهداء بلعيد والبراهمي والأمنيين والعسكريين وأعوان الحرس الوطني وشهداء الثورة... سنواصل التشاور للتصدي لهذه الوضعية ولا بد من إخراج تونس من الأزمة ...». بيان الى الرأي العام و تلى حمّة الهمامي في نهاية الندوة بيانا جاء فيه: «على اثر اعلان الرباعي الراعي للحوار الوطني اليوم الاثنين 04 /11 /2013 تعليق الحوار بعد الانقلاب على الاتفاقات والتعهدات الحاصلة في المسار التأسيسي ونتيجة اصرار «الترويكا» بقيادة حركة «النهضة» على فرض مرشحها لرئاسة الحكومة يهم الاحزاب المشاركة في الحوار والموقعة ان توضح للرأي العام الوطني والخارجي ما يلي: 1 لقد حرصنا على إنجاح الحوار إيمانا منّا بأن بلادنا التي تعاني من أزمة خانقة على جميع الاصعدة تحتاج الى حل وفاقي يضع حدّا لسياسة الفشل ويساعد على انقاذ البلاد. 2 وقد قدمنا في سبيل ذلك كل التنازلات الممكنة في جميع مسارات الحوار الحكومي والتأسيسي والانتخابي لكننا اصطدمنا بتعنت «الترويكا» بقيادة «النهضة» وتمسكها بفرض موقفها واحتكار حق تعيين رئيس الحكومة وبالتالي افراغ التوافق من محتواه ورهنه لمشيئتها. 3 وإننا اذ نأسف لهذا المآل الذي آل اليه الحوار وتفويت فرصة ثمينة لإنقاذ بلادنا فإننا نحمل «الترويكا» بقيادة «النهضة» المسؤولية الكاملة في ذلك. 4 وبناء على كل هذا نقرر الدخول في مشاورات لدراسة كل الخيارات واتخاذ القرارات الملائمة التي يستوجبها الوضع. الأحزاب الموقعة: المسار الديمقراطي الاجتماعي الجبهة الوطنية التونسية التيار الشعبي حركة نداء تونس حزب العمال حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد آفاق تونس الخيار الثالث حركة التونسي للحرية والكرامة الحزب الشعبي التقدمي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين حزب المبادرة الحزب الجمهوري المغاربي».