حذّرت "هادية إدريس قويعة" مديرة رقابة المواد الصحية بالوكالة الوطنية للرقابة الصحيّة من المشروبات المنّشطة ،وقالت انّها مشروبات غير عادية من حيث تركيبتها والمواد التي تحتويها. وأضافت "قويعة" ان عديد الأصناف من المشروبات المنّشطة تباع في مغازاتنا والفضاءات الكبرى، وقالت ان الشباب والطلبة وحتى الشيوخ والأطفال يقبلون بكثرة على هذه المشروبات. وأكدت "قويعة" أن هذه المشروبات تتسبّب في الإدمان ومن الممكن ان تؤثر على صحة مستهلكها فتظهر عدة علامات ك"النرفزة" والنشاط الزائد ويصل الأمر عند مزجها بمواد أخرى كالكحول إلى حدّ القيام بأعمال لا يقبلها العقل، هذا بالإضافة إلى عدّة مضاعفات صحيّة والتي قد تؤدّي الى حدّ الوفاة. وأشارت الى أن المشروب العادي يتكوّن من ماء وسكريات وبعض الفيتامينات ونسبة من الكافيين ولكن الخطير في المشروبات المنشطة أنها تتّكون من نسبة مرتفعة من الكافيين والسكريات هذا الى جانب مادة تسمى "تورين" وبعض الأعشاب و"الفيتامينات" والتي من شأنها أن تنشط الدورة الدموية ودعت الى ضرورة الانتباه إلى تركيبة هذه المواد. وقالت ان بعض الأشخاص من الممكن أن يستهلكوا هذه المشروبات التي تنشط الدورة الدموية والقلب والدماغ وتكون لديهم أمراض يجهلونها وساعتها سيكون الخطر مضاعفا وخاصة بالنسبة للأطفال ومرضى القلب. كما أشارت ان عديد الطلبة وفي فترة الامتحانات يقبلون على المشروبات المنشطة خاصة عندما يكونون في فترة المراجعة ولكن في صورة التكثيف من هذه المشروبات سيتحصل الجسم على نسبة كبيرة من الكافيين تفوق حاجياته مما قد يتسبب في الأرق وعدم النوم والإدمان وارتفاع ضغط الدم وتزايد نبضات القلب وحرقة في المعدة... وأكدت انّه تم رصد 212 حالة في أوروبا تسبّب لهم هذا المشروب في مضاعفات صحيّة ،هذا إلى جانب تسجيل حالة وفاة ،وقالت انه على ضوء ذلك انطلقت عديد الدراسات حول المشروبات المنشطة والتي خلصت جميعها إلى تأثيراتها السلبية على الصحة ،وقالت انه من المنتظر صدور إجراءات في أوروبا بخصوص هذه المشروبات إمّا بتقنينها أو الاتجاه نحو منعها من الأسواق. وقالت ان الخطر الكبير يكمن في مزجها بمواد كحولية أو أدوية أو أي مواد أخرى ...وحذرت من تأثيراتها على الرياضيين والحوامل. واعتبرت انّ عديد التونسيين يقتنونها ظنّا منهم أنّها مشروبات غازية عادية دون وعي بتركيبتها ومضاعفاتها الصحية. وقالت انه لا يجب التهاون بهذه المشروبات ومن المستحسن تجنّبها وتعويضها بمشروبات أخرى طبيعية كعصير البرتقال والذي لا يضرّ بالصحة. وقالت ان الوكالة الوطنية للرقابة الصحية قامت بدراسة حول هذه المشروبات وتركيبتها وتأثيراتها على الصحة ولذلك لابد من مزيد تحسيس المستهلكين بالمضاعفات التي قد تتسبب فيها. وحول عدم منعها بالأسواق قالت: «انه لاوجود لتشكيات في الوقت الراهن وانه لم تسجل حالات في تونس ولكن هذا لا يعني عدم وجود تأثيرات قد لا ينتبه اليها المستهلك". وأضافت انه لا يجب ان ننتظر حصول أمر ما لنتحرك، ونصحت المستهلكين بعدم الإقبال عليها .