ختم الاربعاء الماضي أحد قضاة التحقيق أبحاثه في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب على يد شاب آخر عمد إلى طعنه بوسطة آلة حادة على مستوى بطنه وصدره. ورغم محاولات إسعافه فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للطعنة التي تعرض لها. منطلق هذه القضية التي جدت في شهر سبتمبر 2012 كان مكالمة هاتفية من طرف أحد المستشفيات بالعاصمة للسلط الامنية تفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة جراء تعرضه الى طعنة بواسطة آلة حادة. ورغم محاولة إسعافه فإنه لفظ أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي تسببت له في نزيف داخلي حاد. فتحولت دورية امنية على عين المكان وقامت بحضور وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بإجراء معاينة على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة. في المقابل انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان الضحية كان عائدا إلى محل سكناه بعد أن أنهى عمله فاعترضه الجاني وطلب منه تمكينه من علبة سجائر فاعلمه انه لا يدخّن واستأنف سيره فالتحق به الجاني وطلب منه ان يمكنه من المال الذي بحوزته واشهر في وجهه سكينا لكن الضحية لم يكترث لأمره وواصل سيره دون أن ينتابه الخوف من غريمه فثارت ثائرة الجاني ووقف أمامه مكررا نفس الطلب فأجابه بأنه ليس لديه مال وان كل ما يملكه أنفقه في شراء حاجيات أسرته وادخل يديه في جيبه ليبين له انه فارغ. حينها ثارت ثائرة الجاني وشرع في التلفظ نحو الشاب بألفاظ مشينة ورغم ذلك فقد تمالك المتضرر أعصابه لأنه أحس ان مخاطبه غير طبيعي وأمره بان يفسح أمامه الطريق حتى يواصل سيره لكن الجاني رفض وتلفظ نحوه بألفاظ منافية للأخلاق. حينها ثارت ثائرة الشاب ودفعه فسقط أرضا وواصل الشاب سيره متصورا ان الأمر انتهى عند هذا الحد لكنه ما ان سار بعض خطوات حتى التحق به غريمه – الجاني - وجذبه من الخلف فالتفت نحوه حينها باغته بطعنة قوية على مستوى بطنه واخرى بصدره فأغمي عليه فيما تحصن الجاني بالفرار. ورغم المجهودات المبذولة لاسعافه فإن الشاب لفظ أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. وبإلقاء القبض على المظنون فيه اعترف بما نسب اليه وأفاد أن غريمه هو من استفزه لأنه شعر انه استهزأ به ولم يأخذ تهديداته محمل الجد وعندما اشهر في وجهه آلة حادة لم ترتعد فرائصه بل تولى دفعه أرضا وواصل سيره الأمر الذي أخرجه عن شعوره وجعله يرد الفعل بهذه الطريقة. وقد أعرب المتهم عن ندمه كما أضاف انه لم يخطط لتنفيذ «براكاج» ضد المتهم بل أنه عندما شاهده قرر سلبه. وباستشارة النيابة أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك هذا الأخير باقواله في جميع مراحل التحقيق. وبعد ختم التحقيقات وجهت له تهمة القتل العمد ومن المنتظر أن يحال الملف في بداية شهر ديسمبر على انظار المحكمة للبت فيه.