ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية في موفى شهر نوفمبر في جريمة خيانة مؤتمن تورط فيها شاب عمد إلى الاستيلاء على أموال مؤجره بعد أن اغواه الطمع . أطوار هذه القضية التي جدت في شهر فيفري 2013 انطلقت عندما تقدم شخص إلى السلط الأمنية بشكاية أفاد ضمنها انه صاحب شركة وأنه انتدب شابا للعمل معه وأن هذا الأخيركان متفانيا في عمله وتمكن في ظرف وجيز من إتقان كل متطلبات العمل فكسب ثقة مؤجره وكذلك عملاء الشركة وأصبح مؤجره يكلفه بكل المهام ومكنه من سيارة للتنقل ومن مرتب محترم يليق بخدماته ولم يدر بخلده أن هذا الشاب سيكون ناكرا للجميل إذ انه بعد فترة لاحظ عليه تغيرا في سلوكه وكذلك في تعاملاته إذ أصبح لا يحسن التعامل مع المزودين والحرفاء ويتعامل معهم بتعال إلى حد أن الكثيرين منهم اتصلوا بمدير الشركة واعلموه بالأمر. وباستفساره عن سبب هذا التغيّر اعلمه انه يمر بظروف نفسية صعبة جراء مرض مفاجئ الم بوالدته لم يتم تشخيصه بعد فمكنه من بعض المال وأعطاه راحة حتى يكون إلى جانب والدته ولكنه في فترة غيابه اكتشف حقائق كانت محجوبة عنه إذ انه أثناء مطالبته لبعض الحرفاء بالقسط الثاني من الأموال التي بعهدتهم والتي تقدر بحوالي 200 الف دينار تفطن للحقيقة المدوية التي لم تخطر بباله إذ اعلموه انهم سلموا الأقساط في مواعيدها كما هو معتاد لأجيره. وبتدقيقه في حسابات الشركة مع الخبير المحاسب اعلمه أن هذا المبلغ لم يتم إيداعه إطلاقا بحساب الشركة فاتصل المتضرر بالمشتكى به لكنه لم يتمكن من الحصول عليه لان هاتفه كان مغلقا وأعاد الكرة على مدار ثلاثة أيام متتالية لأنه لم يرغب في تقديم شكاية ضده قبل استفساره لكن الشكوك تحولت إلى يقين عندما توجه إلى منزل الشاب فعلم عن طريق بعض الأجوار أنه غادره نحو بعض المناطق الراقية حينها قرر المدير تقديم شكاية ضد أجيره سرد خلالها تفاصيل ما تعرض له وطلب تتبعه عدليا مدليا بهويته بالكامل وكذلك أوصافه. وعلى ضوء هذه الشكاية تم تكثيف التحريات وتم البحث في كل الأماكن التي يتردد عليها الشاب لكن دون جدوى فتم ترويج برقية تفتيش في شانه وجهت إلى جميع النقاط الأمنية وبعد حوالي شهر ونصف القي القبض على المظنون فيه أثناء ارتكابه لمخالفة مرورية إذ بعرض هويته على الناظم الآلي تبين انه محل تفتيش لفائدة السلط الأمنية فتم تسليمه لمصدر التفتيش. وباستنطاقه أنكر ما نسب اليه وطلب من الشاكي استخدام خبير محاسب ليؤكد له عدم صحة ما صرح به الحرفاء مشيرا إلى أن تصريحاتهم غايتها الانتقام منه لأنه حاول جاهدا حثهم على تسديد الديون المتخلدة بذمتهم وحتى يكيدوا له ادعوا انهم سلموه الأموال. وأضاف انه لا يمكنه أن يقدم على تصرف مماثل خاصة أنه سبق له أن تسلم مبالغ مالية هامة وأودعها في الحساب المالي للشركة فلماذا يقدم في هذه المرة على تصرف كهذا؟ وبمواجهته بحالته المادية المترفهة أفاد أن مؤجره منحه امتيازات كبيرة إذ انه يمنحه عمولات عن كل صفقة ينجزها لحساب الشركة ملاحظا أنه جلب العديد من الحرفاء مما جعله يغنم أموالا هامة وهذا بعلم من الشاكي ويمكن استفساره في الموضوع. لكن بمواجهته بالفيلا الفاخرة التي اقتناها بالعاصمة ومصدر السيولة اعترف بما نسب اليه وأفاد انه أراد أن يضمن حياة كريمة وأعرب عن ندمه من اجل ما نسب اليه خاصة ان مديره كان طيبا معه وعامله بطريقة لبقة ولم يبخل عليه بشيء وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك هذا الأخير بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الأبحاث وجهت إليه تهمة الخيانة الموصوفة من المنتظر أن يمثل قريبا أمام المحكمة .