وسط موجة من الاستقالات اجتاحت الحركة و عمقت الخلافات بينها وبين كتلتها النيابية بالمجلس الوطني التأسيسي، واصل مجلس شورى حركة «النهضة» أشغاله التي انطلقت أمس السبت والمخصصة لمناقشة الوضع العام بالبلاد خاصة منه ما يتعلق بالحوار الوطني وسبل إنجاحه، وإيجاد التوافقات وتنسيق المواقف داخل كتلة الحركة بشأن ميزانية الدولة لسنة 2014 وتحديد موقفها منها خاصّة في ظلّ ما وصفه عدد من قادة الحركة بالإكراهات والصعوبات الاقتصادية ومشروعية المطالب الاجتماعية ،إلى جانب مناقشة المسائل المتعلقة بالإعداد والتحضير للمؤتمر القادم للحركة المقرر عقده في شهر جويلية من السنة القادمة وقضايا ومسائل اخرى خاصة بالحركة وبكيفية التواصل والتحاور بين أبنائها. و في سياق متصل، قال فتحي العيادي رئيس مجلس شورى حركة «النهضة»، أن الحركة حريصة إلى الجلوس على طاولة الحوار كقاعدة أساسية لحل الأزمة التي تمر بها البلاد ،محملا أطرافا كثيرة مشاركة في الحوار مسؤولية تعطيل المفاوضات ،مؤكدا ان تونس تنتظر توافقات مهمة لاستئناف الحوار الوطني في اقرب الآجال.كما لم ينف العيادي في تصريحه ل«وات» ،ما تمر به الحركة وكتلتها النيابية من توترات وضغوطات . من جانبه،لم ينف عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة «النهضة» أنّ مجلس شورى الحركة قد تلقّى مجموعة من الاستقالات ،مؤكدا ان المجلس سينظر فيها،متحفظا عن ذكر أسماء القيادات التي تقدمت بمطالب الاستقالة. و وصف الجلاصي اسباب هذه الاستقالات،في تصريحات اعلامية سابقة، بالعادية وذات الصلة بالوضع العام في البلاد. مضيفا انه من بين الاسباب التي دفعت بعض القيادات الى التقدم بالاستقالة «هو سعي عدد منهم إلى المحافظة على مكاسب النهضة التي حققتها في الانتخابات، في حين يرى آخرون من أبناء الحركة ضرورة تقديم الحركة لتضحيات من أجل إنجاح المسار الانتقالي في تونس»-على حد تعبيره-. وأضاف نائب رئيس حركة «النهضة» قائلا: «قد يوجد اختلاف داخل قواعد الحركة وقياداتها لكن سيتم تذليلها بالحوار»، مضيفا «كما قد تصل بعض الاختلافات إلى اختيار بعض من أبناء الحركة مسارا سياسيا آخر»، مبرزا أنّ الحركة حريصة على الحوار والتواصل والشورى بين أبنائها، وانه يبقى لكلّ طرف الحرية في اختيار قراراته. و في سياق متصل، أكد مصدر مطلع من حركة «النهضة» ل «التونسية» ان اشغال مجلس الشورى قد تواصلت الى ساعات متأخرة من مساء أمس «خاصة ان المواضيع المطروحة للنقاش تعتبر مواضيع خلافية بين عدد كبير من اعضاء المجلس وان الحسم فيها يتطلب شيئا من الوقت»-على حد تعبيره-،مضيفا: «من المتوقع ان يخرج المجلس الى الراي العام خلال الساعات القليلة ببيان نتمنى ان نتوفق فيه الى ايجاد الحلول التوافقية لانهاء الازمة السياسية الراهنة التي طال أمدها حتى بدت كانها من قسمتنا ونصيبنا».