هي امرأة أثقلتها الهموم تكابد من اجل أبنائها حتى تسعدهم وتوفر لهم حاجياتهم ورغم ضيق ذات اليد فإنّها تغالب ظروفها الصعبة آملة أن تحقق رسالتها في الحياة وهي تربية أبنائها الخمسة بعد أن أصبحت المسؤولة عنهم إثر طلاقها من زوجها الذي كان سببا في تعاستها وانقلاب مسار حياتها من السكينة إلى دوامة من المشاكل لا تحصى ولا تعد كان آخرها استهدافها باعتداء بالعنف الشديد من قبله جعلها تقبع بقسم العناية الطبية المركزة... عنف متكرر... ومأساة بالجملة وحسب محدثتنا فإنها كانت تعيش في كنف زوجها حياة غير مستقرة بسبب الخلافات المستمرة بينهما وقالت إنها حاولت جاهدة تحمل المعاملة السيئة من قبله إذ كان لا يتوانى عن تعنيفها وأنها تحملت ذلك من اجل أبنائها الخمسة وكانت تغفر له زلاته وظروفه المادية الصعبة وتسعى إلى مساعدته على تحمل مصاريف الأسرة لكنه لم يأبه بتضحياتها واستمر في تعنيفها من اجل أتفه الأسباب مما جعلها تتقدم في العديد من المرات بشكايات ضده إلى السلط الأمنية مرفقة بعديد الشهائد الطبية التي تؤكد الضرر الذي تعرضت له ثم تتراجع لاحقا بعد أن تتدخل عائلته ومعارفهما بالحسنى بينهما فتستأنف حياتها معه إكراما لأبنائها لكنه كان كلّ مرّة يعود إلى عادته حتى كان الطلاق بينهما وقد تم إسناد حضانة أبنائه إليه لكن تبين تقصيره وإهماله في رعايتهم بعد مراقبته من قبل الهياكل التي تعنى بالطفولة فتم إسناد الحضانة وقتيا لمحدثتنا التي لم تدخر جهدا من اجل رعايتهم رغم ظروفها الاجتماعية الصعبة وقالت محدثتنا أنه منذ انتزاع حضانة الأبناء من زوجها ازداد غضبه عليها الى ان ترصدها في احد الايام وظل يقتفي أثرها فحثت خطاها لإحساسها بان خطرا يتهددها وصدق حدسها حيث فاجأها طليقها من الخلف وسدد لها ثلاث طعنات على مستوى ظهرها وأخرى على مستوى صدرها أردفها بطعنة أخرى على مستوى رأسها فسقطت أرضا مغشيا عليها وسط بركة من الدماء فتم إعلام أعوان الأمن الذين حلوا بمسرح الجريمة وتم نقل المتضررة من طرف أعوان الحماية المدنية إلى المستشفى أين احتفظ بها تحت العناية الطبية المركزة بسبب خطورة الإصابات التي تعرضت لها وتم إنقاذها من موت محقق... وبانطلاق التحريات في الجريمة ألقي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وأكد انه يكن الحقد لطليقته منذ أن أسندت إليها حضانة الأبناء إذ أصبحت لا تتوانى في منعه من لقائهم مما زاد في هوة المشاكل بينهما وجعله يقرر الاعتداء عليها وأكد انه لم يكن يرمي من وراء الاعتداء إلى قتلها وإنما الانتقام منها وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد أحيل المتهم على أنظار قاضي التحقيق وأعاد أمامه أقواله السابقة وقد وجهت له تهمة محاولة القتل العمد وعلمنا أن المتضررة تنوي التقدّم غدا بكتب إسقاط في التتبع إكراما لعيون أبنائها حتى لا تتهم يوما أنها كانت سببا في الزج بوالدهم في غياهب السجون...