(تونس) وجه مساء امس الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» خلال استضافته في برنامج «ناس نسمة» بقناة «نسمة» انتقادات لاذعة الى منظومة 23 اكتوبر 2011 واعتبرها جزءا من المشكل والمسؤول الاول عن تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية ..., مضيفا انه تم خرق القانون منذ اليوم الاول من انطلاق اشغال المنظومة من خلال تنكرها للوظائف التي بعثت من أجلها . وأوضح الباجي ان تونس على حافة الافلاس بعد تأخرها في جميع الميادين والقطاعات مما تسبب في اندثار الطبقة الوسطى مقابل اتساع الطبقة الفقيرة, معلقا: «الحالة فاسدة والتاسيسي ورئيس الجمهورية والحكومة مسؤولون عن ذلك...». وفي موضوع متصل وصف السبسي الحوار الوطني بانه مبادرة طيبة مرددا: «يد الله مع الجماعة وليس مع الاجماع...» لكنه انتقد طول أمده نتيجة الاعتراضات المتكررة على الشخصيات المرشحة لرئاسة الحكومة المقبلة مؤكدا ان حزبه لم يقترح أية شخصية ولم يعترض على اي مرشح. وكشف رئيس حركة «نداء تونس» ان احمد المستيري مرشح حركة «النهضة» هو قريبه وصديقه واصفا اياه بالشخصية الفذة, قائلا: «المرشحون الاربعة اشتغلوا معي وأعرفهم جيدا...و هناك شخص نال موافقة جميع الاحزاب وهو الزبيدي رجل عصامي الا ان الرئيس اعترض...و النابلي ايضا موش ناقص حتى شيء...». الحديث عن صفقة مع «النهضة» عيب وكلام غير مسؤول كما اعتبر الباجي ان حزبه لا يتحمل مسؤولية فشل الحوار الوطني,واصفا الحديث عن وجود صفقة بين «نداء تونس» و«النهضة» ب«كلام غير مسؤول وعيب» قائلا: «صفقة مع «النهضة»؟... آش خص...لكن لا انا أقبل ولا «النهضة» تقبل... ولا وجود للقاءات سرية...». وأبرز الباجي ان الاتفاق على رئيس الحكومة هو جزء من الحل وليس الحل كله, وردد ضاحكا: «كان قدمّنا مرا راهي المسألة تعدّات...لكن عندما بدأنا بتقديم المترشحين التأسيسي مقعدش راكح... وقد تم في ما بعد التراجع عن التنقيحات التي طرأت على النظام الداخلي للمجلس بفضل الغنوشي...». واستنكر رئيس «نداء تونس» التمطيط في مهام المجلس التأسيسي مؤكدا انه لو حصل هذا في اي بلد اخر لحوكم اصحابه بتهمة السطو على السلطة على حد قوله, كما حمل عماد الدايمي القيادي بحزب «المؤتمر» مسؤولية فشل الحوار. واشترط الباجي ان يتمتع رئيس الحكومة المقبلة بالكفاءة والتجربة في ادارة الشأن العام قائلا: «موش باش يتعلم الحجامة في روس اليتامى...» مضيفا ان العديد من الاطراف رفضوا تقلد منصب الحكومة نظرا لجسامة المسؤولية, وطلب من الرباعي ان يكون طرفا في الحوار لا وسيطا فقط. مجلس أعلى للدولة و رحب السبسي بفكرة تشكيل مجلس أعلى للدولة لكنه اقترح تمكينه من صلاحيات واسعة مقابل اقتصار وظيفة التأسيسي على كتابة الدستور وتكون وظائف رئيس الجمهورية ثانوية,معلقا: «رئيس الجمهورية كلّما تكلم الا وخلق مشكلة...موش معقول...اذا لم نصطدم بالتاسيسي والمرزوقي سنتواصل في هذا الاتجاه ( اي المجلس الاعلى ) ويجب ان يكون الغنوشي حاضرا في تركيبته...». وأكد السبسي ان الاحزاب السياسية ستتفق على شخصية رئيس الحكومة في 14 ديسمبر الجاري وحتى قبل ان أمكن,مضيفا: «لو استقالت حكومة العريض بعد اغتيال الشهيد البراهمي لما وصلنا الى هذه الحالة...انا ضد هذه الحكومة موش على خاطر علي العريض نهضوي... الزنقة وقفت بالهارب والحكومة يلزمها تمشي...و يجب توفير الظروف الملائمة لنجاح الحكومة المنتظرة...» «الكتاب الاسود» خور وخطأ وفي موضوع آخر نعت السبسي «الكتاب الاسود» بالأخرق مضيفا انه وجب على المرزوقي لم الشمل لا تفريقه, واستطرد: «ما يعرفش تاريخ الرياضة التونسية, يمكن مكانوش مولودين عندما تاسست هذه الجمعيات الرياضية الافريقي والترجي ...هل هذا من اولويات تونس... ثانيا ليست وظيفته ووجب احالة ارشيف الدولة على المحاكم في اطار العدالة الانتقالية...الكتاب خور وخطا موش في مستوى رئيس دولة... حدث ولا حرج... في دول اخرى تصل الى القضاء وانا لا احبذ القضايا لانه رئيس دولة...». بوتفليقة صديقي وكشف الباجي ان الرئيس الجزائري «عبد العزيز بوتفليقة» هو صديقه منذ ما يزيد عن 50 سنة, مقرّا بوجود اتفاقية بين بلادنا والشقيقة الجزائر تلزم البلدين بعدم التدخل في شؤون بعضهما,قائلا:»الي يقول الي الجزائر تتدخل في شؤوننا موش فاهم...بوتفليقة ارسل لي طائرته الخاصة لمقابلته وتحدثنا عن الارهاب وتداعياته على بلدان المنطقة لان الجزائريين يعرفون الشعانبي اكثر منّا, ولا أعلم ماذا دار بين بوتفليقة والغنوشي...». و صرح السبسي انه لا يحبذ بقاء هذه الحكومة لكنه دعا الى تاييدها في حربها على الارهاب . الحديث عن بيع تونس جهل وتخلف وعيب وأوضح رئيس «نداء تونس» ان الحديث عن بيع تونس لاطراف خارجية فيه كثير من الجهل والتخلف والعيب, قائلا: «ياخي أحنا ناس باش نبيعو تونس؟؟؟التوانسة لا يقبلون التدخل في شؤونهم...» مضيفا ان الاتحاد الاوروبي اشترط استتباب الامن وعودة الاستقرار لتونس حتى يتمكّن من مساعدتها, معلقا: «عندما تم استدعائي الى مجموعة 8 قلت انه لا وجود لربيع عربي في تونس بل بداية ربيع وشددت على ضرورة ان تنجح تونس عندها اقر الاوروبيون ان تونس بامكانها النجاح نظرا للمستوى التعليمي ومكانة المرأة...». وفي سياق متصل استبعد الباجي ان تكون نتائج سبر الاراء صحيحة, و توجه الى الاحزاب السياسية قائلا:» من فضلكم الاتفاق على رئيس الحكومة...انا متقلق على تونس لانها في وضع حرج...تونس كانت في مقدمة الامموالتونسي محبوب...و اليوم مفهوم الدولة ما عندناش هناك من يرفع علما اسود وهناك من ليس له علم...» واستطرد: «لدي يقين باننا سنخرج من الازمة في اقرب وقت وعلى الرباعي تحمل مسؤولياته واشكره على مجهوداته رغم الاعتراضات التي لدي عنه...» منتصر الاسودي