أعلنت المعارضة التايلاندية الجمعة 13 ديسمبر عدم اعترافها بالانتخابات البرلمانية المبكرة التّي سبق أن أعلنت عنها الحكومة في محاولة لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد. وقال رئيس "لجنة الشعب للإصلاحات الديمقراطية" سوذيب ثوغسوبان خلال لقاء عقده الجمعة مع ممثلي وسائل الإعلام، إنّ المعارضة ستؤيد المبادئ الديمقراطية لانتخاب البرلمان وتشكيل الحكومة، ولكن فقط بعد إجراء "إصلاح جذري" للنظام السياسي في البلاد. وجدد ثوغسوبان مطلب المعارضة بتسليم السلطة في البلاد من حكومة تصريف الأعمال ل "مجلس شعب" يعينه الملك بوميبول أدولياديج. وتابع زعيم المعارضة أنّ "مجلس الشعب" هذا يجب أن يجري إصلاحا سياسيا في البلاد، لا تقلّ مدّته عن 8 أشهر، وذلك من أجل "الحيلولة دون إخضاع السلطة في البلاد لمصالح عائلة واحدة هي عائلة شيناواترا". وشدد ثوغسوبان على أنّه لا يجوز إجراء أية انتخابات في البلاد قبل إتمام مثل هذا الإصلاح. وتجدر الإشارة إلى أنّ الائتلافات السياسية التّي شكلها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا وشقيقته ينغلاك شيناواترا رئيسة حكومة تصريف الأعمال الحالية، فازت في جميع الانتخابات التّي جرت في البلاد منذ عام 2001. وكان أنصار تاكسين شيناواترا المعروفون بأصحاب القمصان الحمر قد نزلوا إلى الشوارع أكثر من مرّة لتنظيم احتجاجات حاشدة وذلك منذ إسقاط حكومته عام 2006 نتيجة انقلاب عسكري. وكانت شقيقة رئيس الوزراء السابق الذي يعيش في المنفى، قد واجهت أكبر تحدّ لها، منذ بدء معارضيها سلسلة مظاهرات حاشدة الشهر الماضي. وكانت شيناواترا قد قدمت عددا كبيرا من التنازلات، إذ أمرت قوات الأمن بعدم التصدي للمحتجين والسماح لهم بدخول المباني الحكومية،ثم أعلنت عن حلّ البرلمان، ما يعني تحويل حكومتها إلى حكومة تصريف أعمال، وحددت 2 فيفري القادم موعدا لانتخابات برلمانية مبكرة. لكن المعارضة تواصل احتجاجاتها مطالبة برحيل الحكومة فورا. و يحاصر المحتجون مقرّ الحكومة لليوم الخامس على التوالي، وتمكنوا اليوم من قطع التيار الكهربائي عن المبنى. أمّا زعيم المعارضة سوذيب ثوغسوبان الذي يواجه تهمة الخيانة العظمى وقتل المتظاهرين عام 2010، عندما كان نائبا لرئيس الوزراء، فيواصل عقد سلسلة من اللقاءات مع مختلف الفرق السياسية، دون أن يواجه أية صعبات. ويقول ثوغسوبان أنّه ينوي لقاء قيادة الجيش السبت القادم، وذلك على الرغم من رفض الأخيرة مثل هذا اللقاء في وقت سابق، حيث أكدّت قيادة الجيش على موقفها المحايد في الأزمة الراهنة.