التونسية (تونس) هي سيل من التبريرات المجانبة للحقيقة والصواب تلك التي قدمها المدرب الهولندي السابق للنادي الصفاقسي رود كرول في برنامج التاسعة سبور وهو لم يكن يحتاج الى ذلك اصلا باعتبار ان مسؤولي وابناء الابيض والاسود كانوا يدركون منذ مدة وبالتفاصيل المملة كل التحركات الخفية والقعدات والجلسات التي قام بها كرول والتي «تبسس» لاعلانه القطيعة من جانب واحد ... نعم عديد الجزئيات الدقيقة كانت تصل تباعا الى المسؤولين ولكنهم من اجل مصلحة الابيض والاسود والالتزامات بالنهائي القاري مع مازمبي حتمت عليهم ان يغضوا الطرف عن اتصالات كرول الذي كان بعيدا جدا عن الاحترافية وانتهاج الشفافية وربما تطبع بطباع البعض في المواربة وانتهاز الفرصة المناسبة لفض العصمة مع الابيض والاسود .... كان يمكن لكرول ان يعلنها صراحة ويقدم الاسباب الحقيقية او على الاقل يتحفظ على تقديم تبريرات واهية وتعلات ضعيفة لا يسندها الواقع في اعلان هروبه غير المفاجئ من النادي الصفاقسي وسفره حينها الى امستردام لابعاد الشبهات قبل ان يعود هذه الايام ليقوم بتبسيس انتقاله الوشيك الى احد اندية العاصمة وكفى. كرول الذي حقق معه النادي الصفاقسي ما لم يحققه مع اي فريق اخر في المحطات التدريبية المتعددة كان عليه ان يدرك افضال الابيض والاسود عليه وهو الذي قدمه للكرة التونسية ومكنه من ان يحصل في غضون اشهر قليلةعلى لقب بطولة تونس المعروفة قاريا وان يحصل ايضا على لقب كأس الكنفدرالية. كما كان على كرول ألا يقضم يد النادي الصفاقسي الذي رغم التزاماته المحلية والقارية لم يبخل عليه بفرصة نادرة في سجله التدريبي بأن ينال شرف تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم في لقاء باراج فاصل مع المنتخب الكامروني العتيد من اجل بلوغ مونديال البرازيل 2014 الذي كان سيفتح امامه ابواب التواجد كمدرب اول في المونديال لو ترشح المنتخب... كان عليه ألا يطعن في الظهر هيئة النادي الصفاقسي ورئيسها لطفي عبد الناظر الذي تحمل الكثير من النقد والتهجمات من عدد من انصار الفريق حين سمح له بالالتحاق بالمنتخب براية المصلحة الوطنية التي قدمها عبد الناظر مقتنعا على مصلحة ناديه الضيقة ... وكان على كرول وهو يغادر النادي الصفاقسي من تلقاء نفسه ألا يقطع حبل الود مع الفريق الذي احسن اليه وان ينسج على منوال مدربين اخرين حققوا مع الفريق ألقابا مهمة وطنيا وقاريا وهم يرون بالعشرة والمعروف الى الان ويزورون بين الفينة والاخرى صفاقس ويجدون فيها كل الحظوة والترحاب ومن هؤلاء البرازيلي باولو روبيم والسويسري ميشال دوكاستال ... ولكن نفوس الناس معادن ومن المعادن ما يعلو على كل صدإ ومن المعادن ما يعلو عليه كل صدإ ... ظهر كرول في برنامج التاسعة سبور مسكينا ومظلوما ومكدودا من الهموم التي لحقته في النادي الصفاقسي الذي لم يدفع له مستحقاته وهو دائما يلهث من اجل الحصول عليها وبتاخير كبير وقال الكثير من الكلام الاخر الذي يلقي العيب والمسؤولية فيما حصل على النادي الصفاقسي وليس عليه هو بعد ان أغرته العاصمة وأغرته الاموال أكثر وأغرته الاقامة الفاخرة في بعض النزل مثلما أغراه وأسال لعابه وجود البند التسريحي في العقد الذي يربطه بالنادي الصفاقسي والذي يخول له الهروب وفسخ العقد من جانب واحد مقابل دفعه لجرايتين ... المدرب رود كرول ظهر كالحمل الوديع ليستدر عطف الناس في ظل غياب الطرف الثاني اي مسؤولي النادي الصفاقسي الذين تابعوا كلام كرول بكثير من الاستغراب وليس الاندهاش وقد قرروا ان يتم الرد على ما جاء في كلامه من مغالطات وتبريرات في ندوة صحفية سيتم تنظيمها قريبا ويتم خلالها كشف كل التفاصيل والجزئيات التي بحوزتهم والتي تحفظوا في السابق عن ذكرها من اجل «الماء والملح والعشرة». «التونسية» وفي انتظار هذه الندوة الصحفية تمكنت من الوصول الى معلومات دقيقة استنادا الى مصادرها بالهيئة المديرة حيث شددت على ان كلام رود كرول مردود عليه وان ما يفعله هو مجرد تقديم تعلات واهية لتبرير عملية انتقاله الى الترجي الرياضي. وأضافت مصادرنا ان المسؤولين كانوا على علم منذ مدة طويلة بأدق تحركات كرول ولقاءاته وتسخيناته للانتقال الى الترجي وأن هذه التبريرات كانت مرتبة ومتفق عليها مع مسؤولي الترجي ولم تخف على مسؤولي نادي عاصمة الجنوب بدليل ان كلام مسؤولي ال «CSS» منذ مغادرة كرول كان يصب في اتجاه التاكيد على انه سيلتحق بفريق من العاصمة وبلغة الجزم والوثوق ايضا وشددت مصادرنا على انها لاحظت حين اشراف كرول على تدريب المنتخب كيف ان هذا الفني كان يتقرب الى لاعبي الترجي ويتودد اليهم. وبخصوص كلام كرول عن عدم حصوله على مستحقاته نفت مصادرنا من الهيئة المديرة ذلك جملة وتفصيلا وقالت ان كرول يحصل بانتظام على جرايته يوم 15 من كل شهر حسب الاتفاق الاولي معه ولم يتم الاخلال بالموعد مطلقا ولو في مناسبة واحدة وان هذا المدرب لم يبق مدينا للفريق سوى بأجرة نصف شهر من العمل اي من 15 الى 30 نوفمبر 2013 والسبب مغادرته الفريق يوم 1 ديسمبر الماضي ولو بقي الى يوم 15 ديسمبر لحصل على جرايته. واشارت المصادر ذاتها ان كل ما يحتاجه المدرب كرول من الفريق ايضا هو منحة لقب بطولة تونس ومقدارها 50 الف دولار ولم يتم تسديدها له الى الان لسبب بسيط وهو ان كرول اشترط الحصول عليها بالعملة الصعبة وهذه العملية ليست بيد الفريق وانما تحتاج الى موافقة الجهات المعنية ولو قبلها بالعملة التونسية لحصل عليها في وقتها واضافت مصادرنا ان الهيئة المديرة لم تبخل على المدرب بأي شيء حتى أنها تكفلت عن طواعية بمصاريف متفرقة كالملابس والنظارات وغيرها. وبخصوص لاعبي النادي الصفاقسي ومستحقاتهم المالية لفتت مصادرنا الى ان اللاعبين تسلموا جميع جراياتهم ومنحهم وان الاستثناء يتعلق بمنحة مباراة الدور النهائي لكاس الكنفدرالية وايضا منح الموسم الرياضي الحالي في انتظار ضبط جدول المنح والمستحقات بين اللاعبين والهيئة المديرة في اجتماع يحضره رئيس الجمعية ورئيس الفرع والمدير الرياضي والاطار الفني وقائد الفريق نيابة عن زملائه وهو اجتماع لم يحصل الى الآن بسبب ضغط وماراطون المقابلات والتربصات.