قبل الغوص في تحليل أهمية الإنتصار الذي حققه الترجي الرياضي وكذلك مردود لاعبيه واختيارات مدربه الجديد سيباستيان دو سابر في قمة الجولة الثامنة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى ضد النادي الصفاقسي التي احتضنها ملعب رادس يوم الإربعاء المنقضي فإن ما يجب التأكيد عليه في المقام الأول هو أن فريق باب سويقة لم يسرق انتصاره واستحق الفوز وكان الأجدر بالنقاط الثلاث وذلك على الرغم من بعض الهفوات التحكيمية التي تختلف فيها الآراء والأحكام . اعتبارات جمة وضعت الترجيين أمام حتمية الفوز هذه المباراة كانت أصعب وأهم المحطات في المشوار المحلي للترجي الرياضي في هذا الموسم وذلك لعدة اعتبارات ومعطيات ... أولا لأن العثرة الأخيرة في دربي العاصمة حتمت على أبناء باب سويقة التدارك والعودة إلى الإنتصارات ووضعت بالتالي خيارا وحيدا أمامهم لا ثاني له بما أن أية نتيجة غير الفوز من ترضي أحباء الأحمر والأصفر أو تلعب دورا إيجابيا على مستوى ترتيبه... ثانيا لأن هذه المواجهة جاءت في وقت حساس وصعب ودقيق جدا بالنسبة لأبناء باب سويقة وذلك لسببين بسيطين يكمن الأول في الفترة الوردية التي يمر بها منافسهم وحصده لانتصارات متتالية في مقابلاته المتأخرة فيما يعود الثاني إلى الغيابات الكثيرة والبارزة التي تشكو منها التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي وصعوبة تعويض المتخلفين دون أن يتأثر المردود الجماعي للفريق... إضافة إلى كل ذلك وهذا الأهم هو أن الضغوطات كانت مسلطة بشكل كبير على المدرب الجديد للفريق الذي تعاقد معه المسؤولون للإشراف على الإدارة الفنية للشبان فوجد نفسه على رأس فريق الأكابر الشيء الذي حتم عليه ضرورة النجاح مهما كانت الظروف. إذن وطبقا لكل هذه المعطيات والظروف لم يكن من السهل على أبناء باب سويقة أمس الأول اجتياز عقبة منافسه وتحقيق الفوز في قمة الجولة الثامنة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى. لم يكن هناك أي خيار.. إلى جانب أحقية فوزه على النادي الصفاقسي فإن النتيجة التي خرج بها أبناء باب سويقة أول أمس من قمة رادس تكتسي أهمية بالغة على عدة مستويات متعلقة أولا بمسيرة الفريق ككل في بطولة هذا الموسم وحظوظه في التنافس الجدي على اللقب وثانيا بمصير إطاره الفني الجديد والوضعية التي كان سيجد مسؤولو الأحمر والأصفر أنفسهم فيها في حالة التعثر مجددا في مباراة « كبرى» وهامة بعد هزيمة الدربي وذلك على مستوى ضرورة الإسراع بالتعاقد مع مدرب كفء قادر على تحقيق أهداف النادي ويملك من الإمكانيات والخبرة ما يسمح له بتلبية طموحات العائلة الترجية الموسعة... الإنتصار هام أيضا على مستوى معنويات اللاعبين والأجواء العامة داخل المجموعة لأن التدارك بعد عثرة في الدربي يخلص كل الأطراف من الضغوطات التي كانت مسلطة عليها وتعطيها دفعا كبيرا لمواصلة العمل في أفضل الظروف وإعداد العدة على الوجه الأحسن للإلتزامات القادمة... أهمية هذه النتيجة تكمن كذلك في كونها تحققت في غياب لاعبين أساسيين يعدون من ركائز الفريق الشيء الذي أعطى دفعا كبيرا لعناصر كانت مثبتة على بنك الإحتياطيين وأضحت تمني النفس بنقلة نوعية تجعلها ضمن حسابات الإطار الفني مستقبلا . «دو سابر» وفق في التشكيلة الأساسية ...وأخطأ في التعويضات على الرغم من الفترة القصيرة على رأس الترجي الرياضي فإن الفرنسي دو سابر يملك قسطا ولو صغيرا من الإنتصار وذلك على مستوى اختيار التشكيلة التي بدأ بها اللقاء والتي شهدت عودة المولهي لإحكام التغطية على وسط الميدان والسيطرة على هذا الخط مع تغيير خطة هاريسون آفول إلى الرواق الأيمن وهو المركز التي تعود اللعب فيه وخاصة إعطاء الفرصة كاملة للغرسلاوي الذي أثبت أنه يستحق أن يكون أساسيا ... دو سابر استفاد كثيرا من المباراة الودية التي خاضها في نهاية الأسبوع الفارط ضد قرنبالية الرياضية وقام بالتحويرات اللازمة ووفق في اختياراته بشكل ساهم في تحسن الآداء والحصول على نتيجة إيجابية... مقابل ذلك لم يحسن الفرنسي التعامل مع المباراة من على دكة الإحتياط وأخطأ في التغييرات التي قام بها خصوصا في إخراج الغرسلاوي ثم الدراجي في ذلك التوقيت مقابل الإبقاء على الجويني الذي كان من المفروض أن يكون أول المغادرين ومن حسن حظ المدرب أن النتيجة انتهت لصالحه وإلا فإن اللوم كان سيكون كبيرا عليه من هذه الناحية. تألق.. وإبداع إذا كانت الميزة الجماعية للترجي الرياضي في قمة الإربعاء تتمثل في الحرص على الفوز والبحث عن الإنتصار بكل قوة فإن اللاعبين الذين برزوا على المستوى الفردي أكثر من غيرهم هم أولا الحارس وسيم نوارة الذي تدخل في عدة مناسبات شكلت منعرج اللقاء وكانت حاسمة وساهمت بشكل كبير في انتصار الأحمر والأصفر... إضافة إلى ذلك فإن ثنائي محور الدفاع الذوادي وبن منصور قدم الإضافة المطلوبة دفاعا في المقام الأول من خلال الفوز بكل الحوارات الثنائية تقريبا وأيضا هجوميا حيث كان الأول قريبا من افتتاح النتيجة في الشوط الأول لولا العارضة فيما سجل الثاني هدف الفوز وكان حاسما في ترجيح كفة فريقه... أما على المستوى الهجومي فإن الدراجي والغرسلاوي كانا وراء العمليات التي أحرجت دفاع النادي الصفاقسي وأحدثت الخطر على مرمى الجريدي وكانا من أبرز لاعبي الترجي الرياضي في الخط الأمامي ولذلك أخطأ دو سابر عند إخراجهما في ذلك التوقيت المبكر نسبيا.