ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في نهاية شهر جانفي الجاري في قضية قتل ذهب ضحيتها شاب على يد صديقه وزميله في الدراسة وقد قضي ابتدائيا بادانته وسجنه بقية العمر. وحسب المعطيات المتوفرة حول هذه الجريمة التي جدت في شهر مارس 2012 فان الهالك التقى صديقه يوم الجريمة وتجاذبا أطراف الحديث ثم نشب بينهما خلاف سرعان ما احتد لكن لا احد تصور ان تكون نهايته بهذه الطريقة المأساوية حيث عمد الجاني في غفلة من غريمه الى طعنه بآلة حادة بصدره فامسك موطن الإصابة وسقط أرضا وعندما شاهد الجاني هول جرمه فرّ من مسرح الجريمة تاركا صديقه يصارع الموت وقد تم نقل المصاب سريعا الى أحد مستشفيات العاصمة لتلقي الإسعافات اللازمة غير انه فارق الحياة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها بمكان حساس من جسمه على مقربة من القلب . ومباشرة اثر وفاة الهالك تحوّلت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة من قبل ممثل النيابة العمومية -كانت تحمل آثار عنف واضحة- وأذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وقد أمكن لأعوان الأمن بعد سلسلة من التحريات إلقاء القبض على المظنون فيه الذي باستنطاقه اعترف بما نسب إليه وأفاد انه لم يكن ينوي قتل صديقه وانه طعنه بطريقة عشوائية بسبب حالة الغضب التي كان عليها اثناء خلاف عابر جد بينهما. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بحجز أداة الجريمة والاحتفاظ بالمظنون فيه وقد تمسك المتهم باقواله لدى قاضي التحقيق. وبعد ختم التحقيق وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد وبمثوله أمام القاضي أعاد الجاني أقواله السابقة وطلب التخفيف عنه قدر الإمكان. أما محاميه فقد تمسك بانعدام الإضمار لدى موكله لأن الجاني والمجني عليه صديقان وبينهما مودة كبيرة باعتبارهما زملاء دراسة منذ ان كانا يدرسان في الابتدائي لكن تأزم حالتهما النفسية بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة وطول فترة بطالتهما جعلاهما يكونان اكثر عداونية. وأضاف المحامي ان منوبه نقي السوابق العدلية وإن كل ما حدث لم يكن مخطط له بل كان وليد اللحظة فضلا على ان النتيجة الاجرامية تجاوزت قصده الاجرامي. المحكمة وبعد المفاوضة قضت بسجن الجاني بقية العمر وقد تم استئناف الحكم ومن المنتظر ان تنظر إحدى الدوائر الاستئنافية قريبا في هذه القضية...