نظرت مؤخرا احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في جريمة قتل ذهب ضحيتها ديواني اصيب على مستوى راسه من طرف المظنون فيه. ورغم محاولة اسعاف المتضرر فإنه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للاصابة التي تعرض لها وقد أدين المتهم ابتدائيا وحكم عليه بالسجن المؤبد . وللتذكير بتفاصيل هذه القضية التي جدت في نهاية شهرجانفي 2011 فان المتضرر بعد ان أدى صلاة العشاء رفقة صديق له بأحد مساجد المنطقة توجه الى منزل صديقه لقضاء بعض الوقت وعند مغادرتهما المكان شاهدا شابا قادما في اتجاههما وكانت مجموعة من الاشخاص يلاحقونه وينادون «شد ...شد» وقد حاول صديق الهالك التقاط حجارة لتهديد الشاب بها فيما اعترضه الضحية محاولا منعه من الفرار فما كان من الشاب الهارب الا أن اصابه بآلة حادة ثم واصل الفرار فيما سقط المتضرر أرضا. ورغم محاولة صديقه وأهالي الحي نجدته بنقله على جناح السرعة للمستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة فإنه لفظ أنفاسه الاخيرة بعد يومين من الاعتداء بعد صراع مع الالم. في المقابل تم اعلام السلط الأمنية بقرطاج فتحولت دورية أمنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بقرطاج بالبحث في ملابسات الجريمة بمقتضى انابة صادرة في الغرض عن قاضي التحقيق المختص. وبانطلاق التحريات تم سماع اقوال امرأة سلبها الجاني الذي كان هاربا من سكان الحي والتي افادت انها بعد انهاء عملها في ساعة متاخرة من الليل وعند مرورها بمحول بيرصة تفطنت الى ان شخصا كان يترصد خطواتها فحثت خطاها الا انه ما لبث ان التحق بها واشهر في وجهها سكينا وطلب منها تسليمه حقيبتها اليدوية فاطلقت عقيرتها بالصياح طالبة النجدة ورغم ذلك فان الجاني لم يستسلم ونجح في افتكاك حقيبتها التي كانت تحتوي على 260 دينارا وقطع مصوغ وقد هب سكان المنطقة لنجدتها وتولوا مطاردة الجاني ومن بينهم المجني عليه الذي تعرض الى طعنة غادرة عندما حاول التصدي للسارق والقبض عليه وقد ادلت المتضررة بأوصاف المتهم بكامل الدقة طالبة تتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه. وعلى ضوء الاوصاف التي ادلت بها هذه الاخيرة القي القبض على عدد من المشتبه بهم وبعرضهم على المتضررة تعرفت على المظنون فيه الذي تبين انه من ذوي السوابق العدلية. وباستنطاقه انكر ما نسب اليه وأكد انه لا يعرف المجني عليه ولا تربطه به أية علاقة تبرر قتله. كما انكر ايضا «البراكاج» الذي نفّذه ضد المرأة واكد انه من الثابت ان هذه الاخيرة بحكم الظلام تعذر عليها التدقيق في اوصاف الجاني, نفس هذه التصريحات تمسك بها الجاني لدى قاضي التحقيق وبعد ختم الابحاث احيل المتهم على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس بعد ان وجهت له تهمة القتل العمد. وبالتحرير عليه من طرف القاضي انكر ما نسب اليه. أمّا الدفاع فقد افاد ان عناصر الادانة غير كافية لنسبة التهمة لموكله باعتبار ان شهادة المتضررة التي تعرضت ل «براكاج» غير كافية لانه من المحتمل انه بحكم الظلام الدامس لم تتمكن من التعرف على ملامح الجاني بكامل الدقة. وباعتبار ان الشك يؤول لصالح المتهم في المادة الجزائية فان الدفاع يلتمس من المحكمة بصفة اساسية البراءة لموكله وبصفة احتياطية التخفيف عنه قدر الامكان. المحكمة الابتدائية بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم بقية العمر فتم استئناف هذا الحكم من طرفه ومثل المتهم مجددا امام انظار محكمة الاستئناف وجدد انكاره للتهمة المنسوبة غير ان وجدان المحكمة اتجه الى اعتبار اركان جريمة القتل متوفرة في جانب المتهم وقضت بإقرار الحكم الابتدائي من حيث مبدإ الادانة والعقوبة .