تمكنت عشية أمس فرقة الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة وشرطة النجدة من الاطاحة بمنحرف خطير جدا وله سوابق بالجملة في التحيل على الناس واصحاب المحلات التجارية صادرة في شأنه عديد برقيات الفتيش والجلب من اكثر من فرقة وجهة امنية الى جانب الاطاحة بشريك له فيما تتواصل الأبحاث للوصول إلى شركاء اخرين او ضحايا جدد لا سيما وان قائمة من سقطوا في فخ التحيل طويلة. المنحرف الخطير وهو من احدى معتمديات صفاقس البحرية له سوابق كثيرة في التحيل قبل عديد السنوات ويبدو انه فضل «الركشة» لبعض الوقت قبل ان يعود الى عاداته في النهب والاحتيال اعتمادا على طرق جديدة ومتطورة في التحيل. فهو في البدء كان يرتدي دائما بدلات أنيقة وربطة عنق حتى يبدو انه من الاشخاص المهمين والمحترمين وكان يستخرج كذلك دفتر الصكوك الذي بحوزته بكل ثقة في النفس ويقوم بتعمير المبلغ المناسب لقيمة شراءاته كما كان يقوم ايضا وبكل ثقة في النفس بوضع رقم بطاقة تعريفه الوطنية ورقم هاتفه الجوال (أو هكذا للوهلة الاولى) ثم يغادر المحل واثق النفس والخطوات حاملا معه كل ما أراد اقتناءه من مشتريات من الاثاث والزرابي والمفروشات والالبسة الفاخرة وغيرها. وكان صاحب المحل الذي سقط في الفخ لا يتفطن الى عملية التحيل إلاّ حينما يقوم بدفع الشيك من اجل استخلاص قيمته ليكتشف ان الشيك وهمي وأن رقم الحساب البنكي الجاري لا يتطابق مع كل الحسابات الجارية لمختلف فروع ذلك البنك وان رقم بطاقة التعريف وكذلك رقم الهاتف الجوال «مضروبين» وهذا ما عقّد مهمة الوصول ليبقى المتحيل بعيدا عن قبضة الامن لمدة طويلة جدا خصوصا انه كان لا يترك وراءه اثرا يسهّل عملية الوصول اليه وبقي حرا طليقا وبقيت عمليات التحيل مسجلة ضد مجهول ولكن من غير المعقول ان يواصل هذا المتحيل التلاعب بحقوق التجار وارزاقهم ومن هنا كان سقوطه المدوي بعد ظهر امس عندما استريب في امره وتمكنت فرقة الشرطة العدلية لصفاقسالمدينة وشرطة النجدة من الاطاحة به وبشريك له في انتظار امكانية الوصول الى آخرين معهما وفي انتظار كذلك التعرف على قائمة ضحاياه. وما تجلّى الى حد الآن انه مطلوب للفرقة العدلية لصفاقسالمدينة في 7 قضايا اجرامية لعدلية صفاقسالمدينة ومطلوب في 6 قضايا اجرامية لعدلية صفاقس الشمالية وفي قضيتين لمركز شرطة سوق الزيتون وكما اسلفنا الذكر فان هذه ليست كل القضايا. وتعمل الفرقة العدلية لصفاقسالمدينة على تفكيك مختلف الجرائم التي ارتكبها المتحيل الذي تم القبض عليه وهو يرتدي بدلة انيقة وربطة عنق وبمظهر لا يجلب الشبهة. وبخصوص كيفية التحيل واستصدار الشيكات فان الملاحظة الاولية انه اتضح ان الشيكات ليست مسروقة بل هي مضروبة ذلك ان هذا المتحيل كان يقوم باستغلال الشبكة العنكبوتية من اجل الوصول الى بعض الصكوك فيأخذ ارقامها واشكالها ثم يعمد الى احداث تغيير في رقم الحساب الجاري فيحذف رمز البنك ويدخل مكانه رمز بنك ثان ثم يقوم بحذف اسم صاحب الحساب ويستبدله باسم شخص آخر وهمي ثم يقوم بطباعة اوراق الصكوك لتبدو مشابهة تماما للصكوك الاصلية ويقوم بقصها ثم تصفيفها على هيئة دفتر صكوك سليم مثل الصكوك الاصلية يتقدم إثر ذلك واثق الخطوات نحو محلات تجارية يختارها بدقة وعناية ويدخل واثق الخطى والنفس متحليا ببرودة دم كبيرة فينتقي ما يحتاجه من ملابس ومفروشات ولوازم باهظة الثمن ثم يقوم امام العون باخراج دفتر صكوكه بكامل الثقة ويقوم بتعمير كامل المبلغ المضمن بعناية ومن اجل ابعاد كل شبهة وطمأنة البائع كان يدون خلف الشيك اسمه ورقم هاتفه الجوال (وهو في الحقيقة كان يضع أسماء وارقاما وهمية) وكان بتلك الطريقة ينجح في التغرير بالباعة لا سيما مع مظهره اللائق والبعيد عن الشبهات وباقتياده الى مقر الفرقة العدلية لصفاقسالمدينة التي يتمتع افرادها بالحرفية الكبيرة لم يجد بدّا من الاعتراف بجرائمه ودل على شريك له والذي تم القاء القبض عليه هو الآخر في وقت وجيز. وما تزال الابحاث جارية مع المتحيلين للوصول الى شركاء آخرين وإلى ضحاياهما بمختلف المناطق علما بأن شريكه كان يبدو هو الآخر بمظهر لا يجلب الشبهة مع ثياب انيقة وتم عرض المتهم الرئيسي والمتحيل الشهير على بعض الباعة واصحاب المحلات التجارية وكما اسلفنا الذكر والأبحاث مازالت جارية.