ينتظر المشهد الثقافي بولاية سوسة ونحن نعيش على ايقاع سنة ثالثة من الثورة التونسية مولودا جديدا يتجلى في استعداد الكاتب السياسي والاعلامي ورجل الاقتصاد الاستاذ مالك بن عربية لإصدار مؤلفه « حكايات من البرزخ». هذا الكتاب الذي سيمثل اضافة حقيقية للمكتبة الادبية التونسية في الشكل الروائي الذي يعتمده الكاتب بعيد عن الجانب السردي المألوف .. حيث يندرج هذا المخطوط ضمن الجنس الادبي الروائي في محاولة لقراءة ما جد من تحركات وانتفاضات شعبية شهدتها معظم الدول العربية في السنوات الاخيرة. ونجد في هذا الكتاب اختزالا للذات البشرية في صيغتها المفردة والجماعية حيث تنطلق الرواية من البرزخ في اشارة واضحة الى نسبية المكان والزمان والحقيقة .. وقد أكد الكاتب مالك بن عربية ل «التونسية» أنه عمد الى الابتعاد في كتابه عن السائد والمألوف من الكتابات الروائية لتحفيز القارئ على العودة الى القراءة وذلك بالاستناد الى لغة متجددة تقطع مع لغة النكبات والانكسارات المتلاحقة والتداعيات الدراماتيكية باعتبارها لغة ما زالت تقبع في هذا «السراب» وفق تعبيره غيبية بائسة وحاقدة لا غير .. واللغة ذاتها التي تحولت مع الوقت الى مسترجعات اصواتية تشبع عواطفنا الخائرة وتنجد عنتريات «فكرنا السكران» بالشعارات دون تعديل جذري للغة أصواتية مجوّفة وهي «اللغة الخشبية» .. فلغة المؤلف في هذا النص الروائي الجديد تنقل الحقيقة فنيا ووطنيا .. لغة جامعة في واقعية جديدة تصرخ في زمن مختلف . و« حكايات من البرزخ» رحلة من الكلمة الثورة الى الكلمة الرصاصة قابلة لتحويل تخصصها من حقل سردي الى آخر .. أي أنها قابلة لتحليل المادة من أي تحديد لحظة الولادة ,, الكتاب الجديد للأستاذ مالك بن عربية يروي حكايات ثورات الربيع العربي في شكل متجدد يجمع في مراوحة أدبية روائية في شخصياته الرئيسية بين رموز الانظمة التي هوت مع شرارة الحراك الشعبي مثل بن علي ومبارك والقذافي ومن جاءت بهم الثورات العربية الى بلاط الحكم أمثال المنصف المرزوقي في تونس ومحمد مرسي في مصر في طرح مغاير للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ويعتمد الكاتب في وصفه الروائي المتدرج صورا تعبيرية كتبتها بلمسة فنية الرسامة نادية السرّاج على صفحات هذا المخطوط المنتظر والذي سينتظم ابان صدوره حفل توقيع في مستوى راق .