الإنتصارات المتتالية وتصدر طليعة الترتيب والفوز باللقب الرمزي كبطل الخريف ليست أشياء جديدة أو غريبة عن الترجي الرياضي بل هي أمور عادية دأب فريق باب سويقة على تحقيقها وبلوغها وعلى هذا الأساس فهي لا تعني نجاحا كاملا على جميع المستويات ولا تحجب النقائص والسلبيات ما يعني أن الأحمر والأصفر لا يخلو حاليا من نقاط ضعف وبالتالي مراجعة بعض الحسابات. إضافة الأجانب دون المأمول إذا قمنا بمقارنة بين ما يقدمه الذوادي والراقد والدراجي ومردود اللاعبين الأجانب وخاصة آفول والبلايلي نقف على حقيقة ثابتة وهي أن إضافة الأجانب دون المأمول حتى لا نقول منعدمة تماما مع أن العكس هو الذي يجب أن يكون بما أن اللاعب الأجنبي مطالب بأن يكون فوق المحليين وإلا فلا داعي أو فائدة في انتدابه... من هذا المنطلق فإن أحد أبرز نقاط الضعف التي يشكو منها الترجي الرياضي في هذه الفترة تكمن على هذا المستوى. الشيء الذي يؤثر بشكل كبير على آداء الفريق ويستوجب مراجعة الحسابات على مستوى الإختيارات خصوصا وأن الأحمر والأصفر قام في الميركاتو الأخير بصفقتين تفرضان وضعهما ضمن الحسابات مستقبلا وبالتالي إعطاء الفرصة كاملة لبوبا وخاصة ماكون لأن مركزه وهو متوسط ميدان رابط بين الدفاع والهجوم في حاجة إلى تعزيز بعد أن أكدت المباراة الأخيرة معاناة الفريق من هذه الناحية رغم العمل الكبير الذي يقوم به حسين الراقد والذي يحتاج الى سند كبير فشل الغاني آفول في تأمينه بسبب غياب الفورمة لديه وعدم قدرته على اللعب في هذا المركز بوصفه لاعب رواق ... الترجي الرياضي وبسبب هذا المشكل الكبير خسر معركة وسط الميدان أمام مستقبل المرسى ولم يقدم المستوى الذي انتظره منه أنصاره ومن حسن حظه أن باغت منافسه بهدف مبكر وإلا فإن النتيجة كانت ستكون مغايرة والمهمة أصعب في ظل الفراغ الكبير في خط الوسط والمساحة الموجودة في وسط الميدان مما جعل الربط بين خطي الدفاع والهجوم شبه منعدم مما جعل آداء الأحمر والأصفر متوسطا في هذا اللقاء. عمل كبير جدا ينتظر «كرول» إذن فإن عملا كبيرا ينتظر المدرب الجديد رود كرول الذي يسعى إلى وضع فلسفته الجديدة على الفريق وهذا أمر يتطلب بعض الوقت ، العمل لن يقتصر على ضبط طريقة اللعب الجديدة بل يشمل نقاطا أخرى أولها مراجعة بعض الإختيارات وإحداث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية لأن اللعب بثلاثة مهاجمين لا يشاركون في عملية افتكاك الكرة مثلما كان الأمر أمس الأول بوجود البلايلي والعكايشي والجويني يحدث ارتباكا على توازن الفريق ويؤثر بشكل كبير على عملية افتكاك الكرة التي تعد عنصرا هاما في كرة القدم فإذا توفر ينعكس إيجابا على الهجوم وبناء المحاولات التي يمكن أن تحدث الخطر على المنافس... الترجي الرياضي خرج بسلام من مقابلته ضد مستقبل المرسى لأن منافسه وبكل بساطة افتقد للحلول والإمكانيات الهجومية التي تسمح له بإحداث الخطر وبالتالي الفارق في الخط الأمامي وأكيد أن الأمر سيختلف أمام منافس أقوى وخاصة على الصعيد القاري وهذا ما يفرض على كرول أخذ هذه النقطة بعين الإعتبار من الآن وتعديل الأوتار قبل فوات الأوان وذلك بتجربة بعض الحلول وفي مقدمتها الكاميروني ماكون القادر على مساندة الراقد وتأمين عملية الربط بين الدفاع والهجوم نظرا للياقته البدنية وسرعته وفنياته ولكونه متعوّد على هذه الخطة على عكس آفول الذي يمكن أن يكون أنجع وأفضل على الرواق الأيمن لاستغلال توغلاته وتوزيعاته... مثل هذا التعديل سيحدث آليا مراجعة الإختيارات الهجومية لأن كرول سيجد نفسه مضطرا إلى الإستغناء عن أحد اللاعبين في الخط الأمامي وبالتالي إحداث التوازن المطلوب في الفريق لأن التعويل على ثلاثة مهاجمين لا يعني لعب الهجوم ولا يعني النجاح آليا في الخط الأمامي. «نجانغ» .. «آفول» .. «ماكون» الثلاثي الأجنبي الأفضل مستقبلا احتياجات الفريق هي التي تفرض الإختيارات على مستوى اللاعبين الأجانب حين يضم الفريق أكثر من ثلاثي على هذا المستوى وهو حال الترجي الرياضي الآن، وعلى هذا الأساس فإن قرارات الإطار الفني في هذه النقطة هامة جدا بل ومصيرية لتحديد مستوى وآداء الفريق وكذلك النتائج ... بالنسبة لفريق باب سويقة هناك مشكل واضح وجلي في وسط الميدان حيث يعاني الراقد من المعاضدة المطلوبة في عملية التغطية الدفاعية من جهة ثم البناء وتصعيد الكرة من جهة أخرى ولذلك وجب على كرول البحث صلب مجموعته عن الحل المناسب ، وبما أن ماكون يشغل هذا المركز فإنه يمثل أبرز الحلول في هذه الفترة ومن البديهي أن يجرب الإطار الفني هذا الإختيار ويعاين نجاحه من عدمه... الإعتماد على ماكون يجر مباشرة إلى تغيير مركز آفول ووضعه في الخطة التي تتماشى وإمكانياته والقادر على تقديم الإضافة فيها وهي الراوق الأيمن أمام الظهير وهذان الإختياران سيحدثان التوازن المفقود في مباراة المرسى وسيعدل الكفة بين الناحيتين الدفاعية والهجومية في وسط الميدان وهذا هو منطلق تطور الآداء الجماعي للفريق... أما بالنسبة للأجنبي الثالث في التشكيلة فلا يمكن أن يكون غير يانيك نجانغ في غياب التركيز لدى الجزائري البلايلي الذي يبدو أن فكره أصبح خارج حديقة الرياضة «ب» وهو عامل سيمنعه من تقديم الإضافة فيما تبقى له من وقت مع الترجي الرياضي ... إذن المهم هو أن الحلول متوفرة وموجودة لدى رود كرول نظرا للزاد البشري الوفير الموضوع تحت ذمته وأكيد أن الهولندي سيكتشف بمرور الوقت إمكانيات كل لاعبيه وفي مقدمتهم ماكون لتغيير ما يجب تغييره مستقبلا.