خيبة أمل كبيرة عاشها أحباء الأولمبي الباجي بعد التعادل الأخير أمام الشبيبة في ملعب باجة وهم الذين علّقوا على هذه المباراة آمالا عريضة وإنتظارات كبيرة للخروج من نفق النتائج السلبية التي رافقت الفريق منذ بداية الموسم...تعادل مر زاد في تعميق الأزمة وتعكير وضعية النادي في أسفل ترتيب البطولة خاصة أن الفريق فوّت فرصة الإنتصار على أرضه أمام كل الفرق المتنافسة من أجل تحقيق البقاء بداية بجريدة توزر وقوافل قفصة وقرمبالية الرياضية ونجم المتلوي وصولا إلى مباراة الشبيبة التي كان خلالها الأولمبي الباجي أقرب للإنتصار لولا سوء الحظ وقلّة التركيز خلال الدقائق الأخيرة من المواجهة...وضعية الفريق قلّصت حظوظ البقاء وفرضت على المدرب الكوكي طلب الرحيل. «الكوكي» طلب الرحيل مباشرة بعد نهاية المباراة أكد المدرب محمد الكوكي أن فريقه قدّم كل ما بوسعه ولعب بطريقة جيدة وخلق العديد من الفرص وعجز في النهاية عن تحقيق الفوز الذي إنتظره الجميع في الأولمبي الباجي بسبب سوء الحظ بما جعله يطلب من الهيئة المديرة قبول رحيله وفسح المجال لمدرب جديد يأخذ مكانه علّه يسانده الحظ والتوفيق للفريق...الكوكي قال إن هذا الطلب هو سعي منه لتوفير حلول لفريقه الذي لا يمكنه تغيير أشياء أخرى بخلاف تغيير المدرب عسى أن تتحسن أحواله ويستفيد من خدمات مدرب جديد قد يسعفه الحظ ويرتقي بنتائج الفريق فيما تبقى من مباريات في عمر البطولة نافيا أن يكون قد تهرب من المسؤولية في هذه المرحلة الحاسمة. الهيئة تجدد الثقة طلب المدرب محمد الكوكي الرحيل كان موضوع إجتماع عاجل عقدته الهيئة المديرة مباشرة بعد نهاية اللقاء لتدارس الأمر وإتخاذ القرار حيث تواصل الإجتماع طيلة ساعة ونصف الساعة ليكون القرار في النهاية بتجديد الثقة في المدرب الكوكي بالأغلبية ورفض طلبه رغم تأكيد عبد اللطيف الكافي عضو الهيئة المديرة على ضرورة البحث عن مدرب جديد بما أن الكوكي لم يعد قادرا على إفادة الفريق في هذه المرحلة وفق ما أكده الكافي نفسه ل «التونسية» مضيفا أن الفريق يحتاج لمدرب يقبل بمواصلة العمل إلى نهاية الموسم دون التفكير في تركه في وضعيته الصعبة وهو موقف منفرد لم يجد الدعم من أعضاء الهيئة الحاضرين في الإجتماع...الهيئة المديرة من المفترض أن تكون جلست عشية أمس مع المدرب الكوكي لطلب مواصلته العمل على رأس الإطار الفني إلى نهاية الموسم دون التفكير مستقبلا في الإنسحاب مهما كانت النتائج خاصة أن مردود الفريق تحسن والنقاط المهدورة كانت بسبب أخطاء فردية لم يكن للمدرب فيها أية مسؤولية. العوامل الذهنية سبب البليّة كان بإمكان الأولمبي الباجي الخروج بنقاط الفوز في مباراته الأخيرة بكل راحة لو أحكم اللاعبون التصرف في الدقائق الأخيرة من اللقاء إلا أن الخطأ القاتل الذي إرتكبه المدافع وائل النفزي وتراجع التركيز الذهني تسببا في ضياع نقطتين من ذهب...فالفريق كان قريبا من الفوز لونجح في تجسيم ضربة الجزاء التي أهدرها فاخر المنصوري والذي لم يكن جديرا بتنفيذها بإعتبار حداثة عهده بأجواء الفريق فكان أجدر أن ينفذها أحد لاعبي الخبرة على غرار سيف الله المحجوبي و الميساوي والورهاني وخليل الجلاصي...ليتأكد أن الأولمبي الباجي فرط في العديد من النقاط الممكنة على أرضه بسبب تراجع الحضور الذهني وسوء التعامل مع ضغط النتائج. الميركاتو والأجانب وضعية الأولمبي الباجي الصعبة ليست وليدة ضياع نقاط المباريات الأخيرة وسوء الحظ فحسب بل هي نتيجة تراكمات من الأخطاء منذ بداية الموسم حين إنطلق الفريق برصيد بشري ضعيف ومنقوص من عديد الركائز كما أن الفريق لم يستوعب الدرس وفوّت فرصة الإستفادة من الميركاتو الشتوي بإنتدابات قيّمة تساهم في حسم النتائج من خلال لاعبين من أصحاب الخبرة والمهارات العالية على غرار ما قامت به عديد الأندية الأخرى المنافسة من أجل البقاء...وحتى اللاعبون الأجانب الذين تم إنتدابهم مؤخرا لم يكونوا في حجم الإنتظارات لنجدهم في النهاية يتابعون المباريات على المدارج بحكم تواضع أدائهم رغم حاجة الفريق لأجانب من الحجم الكبير.