الرياحي دعمني معنويا وهذا ما احتاجه بعد 12 جولة من مباريات الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم على رأس الكتيبة الفنّية للنادي الإفريقي، حقق خلالها 7 انتصارات و5 تعادلات ودون هزيمة كان للمدرّب نبيل الكوكي موعد مع «التونسية» للإجابة على عدّة تساؤلات ومواضيع طرحت منذ تولّيه الإشراف على مقاليد التدريب في فريق يعجّ باللاعبين ذوي الفنيات المحترمة وينافس بجدّية على بطولة هذا الموسم، في حوار حاولنا التطرّق من خلاله إلى مسيرة الكوكي مع الإفريقي إلى حدّ الآن وما تخللها من تساؤلات كانت الإجابة عنها في الحوار التالي: في البداية كيف تقيّم تطور آداء الفريق منذ بداية الموسم؟ عشت مع المجموعة منذ فترة التحضيرات، وقد وجدت الفريق في وضعية شكّ وكنّا مطالبين بتحقيق نتائج ايجابية من البداية رغم أنني كنت على يقين بأن الفريق على الطريق الصحيح واللاعبين يقدمون مردودا تصاعديا. عشنا الجولات الثلاث الأولى بين ضغط الجماهير التي كانت تطالب بالإنتصار لكن الحظ من جهة ونقص التفاهم بين اللاعبين من جهة أخرى جعلنا نمضي بجانب الإنتصار في تلك المباريات وأضعنا عديد الفرص التي صنعها اللاعبون. الحمد لله واصلنا العمل بنفس العزيمة والاصرار مع قيامنا ببعض «التروشيك» في الميركاتو الشتوي وهيئة الفريق انتدبت اللاعبين الذين طالبت بهم بنسبة 90% كما هو معلوم بما أنّ الإتصالات مع مهاجم أجنبي كانت موجودة ولم يكتب لنا التعاقد معه بحكم عدم التوصّل إلى حل لفسخ التعاقد مع لموشية الذي كان مع منتخب بلاده في تلك الفترة. وكما يلاحظ الآن على مستوى النتائج أعتقد أننا حققنا المطلوب، نحن اليوم في المركز الأوّل بسبعة انتصارات ودون هزيمة وهذا ما لم يحققه أي فريق في البطولة... هل تعتقد أن الفريق حقق المطلوب إلى حدّ الآن؟ على مستوى النتائج بالفعل فنحن نحقق المطلوب، لكن على مستوى الآداء مازال أمامنا الكثير من العمل، خاصة على المستوى الهجومي وأعني بهذا تسجيل الأهداف، ولو تتابع التمارين ستلاحظ العمل الذي يخصص للناحية الهجومية بما في ذلك الكرات الثابتة التي سبق وأن أثارت الكثير من الانتقادات، وقد أجبنا بثلاثية في المباراة الأخيرة أمام الأولمبي الباجي، وهذا ما يؤكّد أننا نعمل باستمرار على تفادي النقائص. الجميع تحدّث عن الرصيد البشري الهام الذي يتمتع به نبيل الكوكي وهناك من أشار إلى أنه سلاح ذو حدّين، فهل تعتبر أن مجاراة كلّ هذا الرصيد يشكّل عائقا في حد ذاته للمدرّب؟ أوّلا لنتفق على أمر ما، عندما أتيت إلى النادي وجدت عددا هاما من اللاعبين، وقد قمنا بنوع من الغربلة في شهر ديسمبر، واللاعبون الموجودون الآن في النادي الإفريقي أتوا بطلب منّي على غرار الذوادي والغربي والجمل ومبينزا، وهذا يعني بأني على علم بما في جرابهم من امكانيات... المدرّب عليه قبل كلّ شيء بأن يحسن تحفيز اللاعبين ليكونوا على نفس الهدف ومجاراة المجموعة تكمن في أن تترك للجميع الفرصة والأمل في المشاركة واللعب مع الفريق بما أنّ النتائج ستكون لصالح المجموعة في النهاية.. لنعد إلى نهاية مرحلة الذهاب وتوقّف نشاط البطولة، هل تعتقد أن ذلك أثر على مردود الإفريقي في المباريات الأخيرة؟ مع نهاية مرحلة الذهاب كان الفريق في نسق تصاعدي، وليس من السهل أن تحافظ على هذا النسق بعد توقف البطولة لأكثر من شهر، أعتقد أنها كانت الفترة الأصعب وقد قمنا خلالها بعمل كبير تضمنه تربصان بسوسة ومباريات ودية بصفة دورية لكي نحاول الحفاظ على كامل المجموعة من الناحية البدنية والذهنية ومن ناحية الأهداف المرسومة. قمنا بعديد المباريات الودّية خلال تلك الفترة وركّزنا على تحضير العودة للمباريات الرسمية وقد لاحظنا ذلك خلال المباراة الأولى أمام الشبيبة الرياضية القيروانية على المستوى البدني الذي نزل بثقله على اللاعبين مع نهاية المباراة. كذلك علينا ألا ننسى لاعبي المنتخب الذين فقدوا النسق خلال تلك الفترة فالبراطلي مثلا لم يشارك مع المنتخب في المباريات وزهير الذوادي لم يلعب سوى دقائق معدودة وهذا ما أثر على اللاعبين حتى على المستوى النفسي. لكنني تحدثت إليهم عند عودتهم وأقنعتهم بأنّ أمامنا استحقاقات تتطلّب عديد التضحيات، كان من المفروض أن يتمتعوا ببعض الراحة اثر عودتهم من المنتخب لكنهم توجهوا مباشرة إلى التمارين عند العودة وهذا ما يحسب لهم... لاحظنا تواجد لاعبين شبان في كلّ مرّة خلال التمارين والتربصات أو في قائمة العشرين في المباريات الرسمية، لكن مشاركة هؤلاء اللاعبين اقتصرت على المباريات الودّية فقط.. منذ تولّيت مقاليد التدريب في النادي الإفريقي أرسيت تقاليد جديدة حيث أوجه كلّ أسبوع تقريبا الدعوة للاعبين أو أكثر من فريق الآمال أو حتى الأواسط وذلك لكي أحفّز الجميع وخاصة اللاعبين الشبان ليتأكّدوا بأنّ فريق الأكابر مفتوح للجميع. بعدها اخترنا اللاعبين أصحاب الإمكانيات وكما لاحظتم على سبيل المثال مراد الهذلي أو أشرف الزيتوني عندما شاركا وقدما الإضافة للمجموعة ثبّتا أماكنهما في الفريق والفرصة ستبقى متاحة للجميع، وعندما تأتي المناسبة لأي لاعب مهما كان اسمه ليشارك مع المجموعة ولو لدقائق ويفرض وجوده سيبقى أساسيا ولا داعي لتغييره. أتمنى أن يأتي من اللاعبين الشبان من يقول لي بأنّه سيلعب رغما عني.. أفهم من كلامك أنّ افريقي نبيل الكوكي لايعتمد على الأسماء.. بالطبع، خلال تجربتي في النادي الرياضي الصفاقسي والتجربة القصيرة التي خضتها في الملعب التونسي وحتّى الآن في النادي الإفريقي لو تعد إلى المباريات الفارطة ستتأكّد بأنّني لا أعتمد على الأسماء بقدر ما أعتمد على المردود. الجميع له الفرصة والإمكانية للعب واثبات جدارته مثلما له الفرصة في أن يكون على البنك أو على المدارج. بالنسبة للثنائي خالد لموشية وعلي المثلوثي هل خرجا فعليا من حسابات الإطار الفنّي؟ خالد لموشية لم يكن في المستوى الفنّي المطلوب، ولم يقدم الإضافة التي أنتظرها من لاعب دولي قد خسر مكانه في التشكيلة عند تشريك البراطلي الذي قدم آداء أفضل من لموشية لكنّه لم يرض الجلوس على بنك الإحتياط وهذا يعتبر مشكلة انضباط قد تضرّ المجموعة لذلك خيرنا الحاقه بالتدرّب مع الآمال، لا مجال لأن يفرض أي لاعب مكانه بطريقة أخرى غير المردود. بالنسبة للمثلوثي، فمشكلته إدارية بالأساس واللاعب رفض التمرن وطالب بمستحقاته.. سيناريو النادي الرياضي الصفاقسي يتكرر، قبل مباراة الأولمبي الباجي، راجت بعض الاخبار عن امكانية تغييرك وطرحت أسماء أخرى بديلة على غرار مارشان وخالد بن يحيى...؟ اغتنموا فرصة التعادل الذي حققه الفريق أمام النادي الرياضي البنزرتي في بنزرت لطرح هذا الموضوع، شخصيا لم أكن على علم بكلّ هذه الأخبار، كنت أعمل مع الفريق وأعد لمباراة الأولمبي الباجي ولم أهتم لكلّ هذا، لكن رئيس النادي أعلمني بما يجري وجلست معه ليفيدني بأنّ هيئة الفريق تساند المدرّب ولا وجود لأي نية في الإتصال مع مدرّب آخر. الإذاعة الوطنية سرّبت الخبر المغلوط وأنا ألومهم على ذلك ولو اتصلو بي لساعدتهم على ايجاد مدرّب بديل بحكم ما أمتلكه من أقدمية في مجاراة مجموعة النادي الإفريقي. «اللّه يهدي» هذه ليست المرّة الأولى وأنا متعوّد على مثل هذه الإشاعات.. بالمناسبة أريد أن أقول بأنّني أعمل مع رئيس محترم كان سبّاقا في حمايتي معنويا وأريد التأكيد على كلمة معنويا. لأنّ الحديث عن سليم الرياحي كان دائما ما يكون مرتبطا بالمال. لكنّني جلست معه وقد كان «كبيرا» وأكد لي بأن الثقة متواصلة في الإطار الفنّي... في الختام، كيف ترى مستقبل النادي في بقية المشوار؟ أوّلا، نحن الآن في مرتبة مريحة وأعتقد أنّ الفريق سيعبر ان شاء الله إلى مرحلة التتويج، وهذا ما تحدثت فيه مع اللاعبين قبل مباراة الأولمبي الباجي بما أنّ الإنتصار الأخير ضمن لنا بنسبة كبيرة الترشّح، لا سيما وأنّه قد أتى بعد ماراطون كبير من المباريات خلال أسبوع لم يكن سهلا على الجميع. نحن الآن نواصل العمل بنفس الحماس والكلّ متحفزّ لأن يواصل المسيرة التي أعتبرها إيجابية إلى حدّ الآن، أمامنا فترة عمل قادمة للتحضير لمباراتي الدربي ومباراة أولمبيك الكاف سنعمل على إصلاح الأخطاء وتحسين المردود. ونأمل أن يأتي التوفيق من عند اللّه لنكون في مستوى ثقة الجماهير والهيئة المديرة.