ماذا يحدث في الاتحاد المحلي للفلاحين بسبيطلة...؟ اين تذهب شاحنات العلف المدعم..؟ ولماذا لا يستفيد كل الفلاحين من هذه المادة «الاستراتيجية» للحفاظ على مواشيهم ..؟هل هناك «بارونات» يستحوذون على العلف المدعم ويفرضون أسعار السوق السوداء؟! صباح امس الجمعة جلب انتباهنا تجمع كبير لفلاحين امام مكتب احد اعضاء الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بسبيطلة كان بصدد توزيع عدد من الكراسي المتحركة على المستفيدين بصفته عضوا في جمعية مواطنة.. اقتربنا من التجمع الغفير للفلاحين وشيئا فشيئا بدأنا نفهم المسألة وبدأت الصورة تتضح.. الفلاحون في سبيطلة لا يستفيدون من كميات العلف المدعم التي تمنحها الدولة.. مربو الماشية يضطرون الى اقتناء العلف من السوق السوداء وبأسعار مضاعفة (24د عوضا عن 12٫5 د للكيس الواحد)... عدد من اعضاء المكتب المحلي لاتحاد الفلاحين يلعبون دورا مشبوها بالتعاون مع عدد من المزودين المرخص لهم لفرض أسعار السوق السوداء وتمكين فلاحين بعمادات معينة من العلف المدعم على حساب فلاحين بعمادات اخرى.. غياب تام للشفافية وصل الى حد اقدام احد اعضاء الاتحاد المحلي للفلاحة بسبيطلة الى تحويل وجهة شاحنة علف عنوة الى مسقط رأسه حدث هذا يوم الخميس الماضي!! المعتمد يقرّ بالتجاوزات في حدود الساعة التاسعة من صباح امس تحولنا رفقة السيد عبد النبي الرميلي عضو الاتحاد المحلي للفلاحين وعدد من الغاضبين الذين تجمهروا امام مكتبه الى مقر الاتحاد المحلي فوجدناه مغلقا ولم تأت الاتصالات الهاتفية المتكررة بأية نتيجة فتحوّل الوفد الى مقر المعتمد وهناك اعترف السيد صالح العامري معتمد سبيطلة ان مشكلة العلف معقدة جدا وأنه حاول تذليلها مقرا بأن بعض الفلاحين وبعض المزودين وعدد من اعضاء الاتحاد المحلي للفلاحة لا يرغبون في التعاون قائلا: «لقد حاولت خلق حدّ أدنى من التوازن والشفافية والوضوح في الاستفادة بالعلف المركب.. ولكن الاشكاليات مازالت قائمة» «بارونات» العلف عدنا الى مكتب السيد عبد النبيّ الرميلي فقدم لنا التوضيحات التالية: «لقد كانت عملية توزيع مادة العلف المدعم تتم حسب قائمات يعدها الاتحاد المحلي بناء على معطيات موضوعية منها بطاقات تلقيح الحيوانات التي يحصل عليها الفلاحون من الطبيب البيطري وكان المشكل يتمثل في امكانية حصول التجار على شهادات التلقيح.. وبعد صدور قرار من الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقصرين اصبحت عملية توزيع الأعلاف تتم عن طريق العمادات ولكن هذا الاجراء عقّد المسألة وحرم عددا كبيرا من الفلاحين من هذه المادة واصبحت بعض العمادات تتزود اسبوعيا بالعلف بحكم تواجد عدد كبير من المزودين بها في حين يُحرم الفلاحون الآخرون لغياب مزودي اعلاف بعماداتهم.. ومنذ اكثر من 3 أشهر لم تستفدّ عمادة «الخضراء من العلف مثلا رغم ان معتمدية سبيطلة تصلها حمولة اكثر من 5 شاحنات شهريا»! سحب ثقة السيد عبد النبي الرميلي اضاف ل «التونسية» انه اقترح سابقا اعداد بطاقات بأسماء مربيي المواشي الفعليين ومراقبتهم دوريا لوضع حدّ للدخلاء كما دعا الاطباء البياطرة الى التشدد في منح تراخيص التلقيح قائلا: «انا بصدد اعداد عريضة سحب ثقة من الهيئة الحالية للاتحاد المحلي للفلاحين بسبيطلة لأنه لا يُعقل ان تتواصل هذه التجاوزات والتي بلغت حدّ السطو على شاحنة علف من طرف احد اعضاء الهيئة»!!!