اتهم، أمس، نور الدين البحيري القيادي في حركة «النهضة» بعض الأطراف السياسية في تونس بإرباك حكومة «الترويكا» أيام كانت في السلطة وتعطيل المسار الإنتقالي، نافيا تجميد البنك الدولي للقروض التي تعهد بتقديمها لتونس بسبب وجود حركة «النهضة» في الحكم مرجعا ذلك إلى عدم توضح المسار الإنتقالي آنذاك على حد قوله. وقال البحيري، في حوار مع «موزاييك»، أن من ضمن الخيارات التي درستها حركة «النهضة» هو تراجعها عن الحكم والتعهد بتطبيق خارطة الطريق مشيرا الى أن صعود حكومة مهدي جمعة ساهم في خلق مناخ آمن يستجيب لشروط المؤسسات المالية. وتساءل البحيري عن سبب غياب الأطراف التي ساهمت وشاركت في تعطيل المسار الإنتقالي في فترة حكم «الترويكا» و«النهضة» مع صعود حكومة مهدي جمعة. ونفى تورط «النهضة» في الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد مشيرا الى أن القيادات الأمنية التي قضت على الإرهابي القضقاضي هي نفسها القيادات في فترة حكم «النهضة». وقال البحيري انه تم تصنيف «أنصار الشريعة» كتنظيم ارهابي في فترة وزير الداخلية علي العريض وتمت مواجهته في فترة لطفي بن جدو وتم القبض على الإرهابيين المتورطين في اغتيال بلعيد والبراهمي مع الوزير ذاته الذي كان ضمن حكومة على العريض، مفندا ما يشاع حول تورط حركة «النهضة» في الأحداث الإرهابية التي شهدتها تونس منذ وصولها الى الحكم . ونفى البحيري استغلال نفوذه أيام كان وزيرا للعدل لإعفاء قضاة من مهامهم مشيرا الى ان القرار اتخذ بشكل فردي من طرف رئاستي الحكومة والجمهورية بناء على تحريات قام بها قضاة آخرون. وقال البحيري إنه لا أساس للاتهامات الموجهة لحركة «النهضة» بتطويع القضاة معتبرا أن قرار الإعفاء جاء على خلفية تجاوزات ارتكبها بعض القضاة في فترة الحكم البائد. وجدد البحيري نفيه استغلال زوجته لنفوذه في فترة اشرافه على وزارة العدل داعيا من روج هذه الإشاعات الى الإطلاع على نشاطها طيلة تلك الفترة ليجد انها من المحامين الأقل نيابة في القضايا. وحذر البحيري من الممارسات غير الأخلاقية التي ظهرت مؤخرا في المشهد السياسي مشيرا الى ان الإتهامات التي طالته طيلة فترة اشرافه على وزارة العدل ورئاسة الحكومة لا اساس لها من الصحة وأنها تدخل في خانة التهم الكيدية. وقال البحيري إنّه كان من بين الأوائل الذين استجابوا لدعوة رئيس دائرة المحاسبات في التصريح على الشرف وتقديم كافة المعطيات عن ممتلكاته نافيا ما تردد حول استغلال وزراء «النهضة» لنفوذهم في فترة حكم «الترويكا» قائلا: «بن علي سقط ... يوم سقوطه اخلاقيا». كما نفى البحيري وجود أيّة صفقة مع «نداء تونس» مؤكدا ان حزبه لا يصنف من يختلف معه عدوا ويؤمن بحق الإختلاف مشيرا إلى أنّ تاريخ حركة «النهضة» نظيف من الصفقات وأن التاريخ شاهد على ذلك وأنّ كلّ من يشكك في ذلك يدعو الى زرع الفتنة وتشويه صورة الحركة داخل الأوساط السياسية.