ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أبحاثه في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب على يد غريمه بعدما سدد له طعنتين في بطنه ورغم محاولة اسعاف المتضرر فإنه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. ومن المنتظر ان تكون هذه القضية محل نظر المحكمة في شهر مارس . وتعود تفاصيل هذه القضية الى شهر افريل 2012عندما تلقت السلط الامنية اعلاما من ادارة احد المستشفيات بالعاصمة يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة سرعان ما لفظ انفاسه فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة التي تبين من خلالها انه منذ فترة اندلع خلاف بين الجاني والمجني عليه مرده ان الطرف الثاني كان شاهدا على واقعة اعتداء بالعنف تورط فيها قريب الجاني ورفض الإدلاء بشهادته التي من شأنها ان تكشف الحقيقة وتخرج مظلوما من السجن نظرا للصداقة المتينة التي تربطه بالفاعل الحقيقي. وقد ألحّ الجاني على المجنيّ عليه لتقديم شهادته قبل صدور الحكم الا انه ماطله وظل رافضا للأمر. وفي يوم الواقعة صادف ان التقى الجاني بالمجني عليه بالمقهى عندما كان صحبة مجموعة من الاشخاص واثناء تجاذب اطراف الحديث اعاد الجاني طرح موضوع الشهادة على المجني خاصة بعد ان صدر على قريبه حكم بالسجن مدته7 سنوات وطلب منه ان يرحم والدة هذا البريء التي ليس لها غيره وان يدلي بشهادته في الطور الاستئنافي الا ان الضحية تمسك بموقفه الرافض فاندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت الى معركة عنيفة حاول الحاضرون فضها ونجحوا في ذلك غير انه بعد فترة تجدد فتيل الخلاف وانهال الضحية على غريمه ضربا لأنه احس بالمهانة فثارت ثائرة الجاني واخرج سكينا كان يخفيها بين طيات ثيابه وسدد بواسطتها طعنة لغريمه على مستوى بطنه اردفها بطعنة ثانية في نفس المكان ورغم محاولة اسعاف المتضرر فإنه لفظ انفاسه الاخيرة. وعلى ضوء ما افرزته نتائج الابحاث تم تكثيف التحريات وألقي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وافاد ان الضحية استفزه لأنه تكتم عن شهادة كانت يمكن ان تنقذ قريبه وانه ألح عليه مرارا الا انه ماطله وانه عندما التقى به–اي الضحية - في يوم الواقعة اعاد طلبه فاندلعت مناوشة تولى خلالها الضحية تعنيفه فتملكه حينها الغضب وطعنه على مستوى بطنه متمسكا بأنه لم يقصد قتله. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل البحث وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد ومن المنتظر ان يحال ملف القضية على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في شهر مارس 2014.