يعكف حاليا احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 على النظر في جريمة التغرير بفتاة قاصر تورط فيها شاب عمد الى التلاعب بمشاعر المتضررة حتى جعلها تغادر منزل أهلها وتتحول الى العيش معه . وتفيد اطوار هذه القضية التي تعود إلى جانفي 2014 ان الشاكية تعرفت على شاب عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي وتوطدت علاقتهما والتقيا للتعرف على بعضهما وبالغ الشاب عند رؤيتها في مدح خصالها والاعجاب بنمط تفكيرها ونظرا لصغر سنها فقد انساقت وراء كلامه المعسول وأصبحا يلتقيان يوميا وبشكل دائم لكن صادف في احدى المرات ان نسيت الفتاة حسابها الخاص بالفايس بوك مفتوحا فتراءى لوالدتها الإطلاع عليه فاكتشفت عبر الرسائل الموجودة علاقتها بهذا الشاب واندهشت لأن من عادة ابنتها مصارحتها بأدق تفاصيل حياتها. وعند عودتها واجهتها بالأمر فلم تنكر واعلمتها ان صديقها جاد معها وأنه ينتظر الفرصة المناسبة للتقدم اليها. لكن هذا الكلام لم ينطل على والدتها واتخذت قرارات ضدها بمنعها من التواصل معه وافتكت جهاز الحاسوب المحمول وكذلك هاتفها الجوال كما منعتها من المغادرة بمفردها باستثناء الذهاب الى المعهد. هذه القرارات لم تمنع الفتاة من التواصل مع صديقها اذ كانت تتحين الفرص للقائه بعيدا عن اعين والدتها كما انه كان يتصل بها على هاتف صديقتها لتحديد موعد اللقاء وكان ذلك يتم دون ان تتفطن الام للأمر. وقد اعلمت الفتاة صديقها في أحد اللقاءات انها تعاني من رقابة صارمة من والدتها وانه عليه ان يتقدم لخطوبتها حتى لا تمنعها من المغادرة فوعدها بالتدخل في الامر والذهاب للقاء والدتها حتى تتأكد من حسن نيته فاطمأنت الفتاة لكلامه. غير أن والدتها اكتشفت انها مازالت على علاقة بذلك الشاب فمنعتها من مغادرة المنزل ويبدو ان الفتاة ملت من طريقة العيش هذه ونجحت في الاتصال بصديقها وطلبت منه ايجاد حل للمعاناة التي تعيشها ان كان جادا في عزمه فعرض عليها الفرار من منزل عائلتها والانتقال للعيش معه فلم تتردد بعد أن ظنت انه سيقترن بها وفرت من منزل اهلها وانتقلت للعيش معه وعاشرها معاشرة الازواج. وبعد أيام توصلت السلط الأمنية الى مكان اختفائها بعد ان قامت والدتها بالإعلام عن اختفائها ووجهت شكوكها نحو ذلك الشاب. وبإلقاء القبض عليه اعترف بأنه على علاقة بالفتاة وانه قام بمواقعتها برضاها لكنه لم يجبرها على مغادرة منزل اهلها وأنها هي من عرضت عليه القدوم للعيش معه نظرا لسوء المعاملة التي تلقاها من والدتها. وقد اجريت مكافحة بينه وبين الفتاة افادت خلالها ان المشتكى به غرر بها ووعدها بالزواج وإنه هو الذي حثها على مغادرة منزل أهلها والقدوم للعيش معه ثم ابرم معها زواجا عرفيا حتى يتمكن من معاشرتها عندما رفضت الاستجابة لطلبه بعد ان اعلمها انه زواج شرعي لا غبار عليه وانه سيقوم بتصحيحه لاحقا واعطائه الصبغة الرسمية حالما تستقر أوضاعه المادية. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد احيل على انظار احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 وما تزال التحريات متواصلة معه من اجل ما نسب اليه .