هذه حكاية تونسي مرميّ بأحد سجون العراق دون تهمة ودون ارتكابه لأية جريمة بعدما أوقف بطريقة تعسفية... وحسب المعلومات المتجمعة لدينا فإن السجين ويدعى رضا الماجري اصيل زغوان تحصّل على شهادة الباكالوريا في العراق سنة 1980 ومن ثمّ واصل دراسته في جامعة بغداد وتزوّج من عراقيّة له منها اليوم بنت عمرها 15 سنة. إستقرّ في العراق وتحصّل على عمل ومن ثمّ عاد إلى تونس وإستقرّ لفترة سنتين إثر الإجتياح العسكري الأمريكي للعراق... اثر ذلك عاد إلى العراق وعمل بالقطاع الخاص مع الشركات الاجنبية وكان مؤخرا يعمل لدى شركة اجنبية تستقطب اليد العاملة... الغريب في قضية هذا السجين انه ليس لديه اية انتماءات سياسية وقد قبض عليه منذ 23 يوما تقريبا وهو موقوف حاليا بسجن المطار ببغداد وهو من أسوأ السجون العراقية دون تهمة ودون أي سبب لادانته حسب ما أكدت ذلك زوجته التي قالت انها عندما حاولت زيارته بالسجن أجابها مفتٌش بالسجن: «زوجك تونسي؟؟ جميع التونسيين إرهابيين»... وهو وجه الغرابة في هذه القضية. فهذا السجين ضحية تصرفات الجهاديين الذين يحملون الجنسية التونسية ولعل ما عقّد الوضع اكثر في هذا الملف أن العديد من التونسيين انضموا إلى تنظيم «داعش» الذي صنف من قبل السلطات العراقية بالتنظيم الإرهابي... من ناحيتها اطلقت عائلته نداء استغاثة من اجل تدخل السلطات التونسية لانقاذه والقيام ببعض المساعي الديبلوماسية عن طريق وزارة الخارجية التونسية أو بتدخل من وزارة العدل في حد ذاتها... مع العلم أن هذا ليس الملف الوحيد الذي ينتظر من الدولة التونسية تدخلا، فرضا النجار ولطفي غليسية موقوفان بدورهما دون تهمة بسجن «باغرام» منذ 14 عاما ودون محاكمة حيث يعيشان في وضعية لاإنسانية مشينة بشهادة جمعيات انسانية عالمية، يعذبان ويهانان وهما اقرب للموت من الحياة وذلك رغم تعاقب العديد من الحكومات حيث ظلا من ضحايا نظام الايقافات المفتوحة...