علمنا من مصدر مطلع انه تم تأجيل محاكمة شاب تونسي موقوف بسجن التاجي بالعراق اعتقل بعد أن لفقت له تهمة الإرهاب. وانه تم نقله اول امس إلى بغداد للتحقيق معه في تهم جديدة كما افادنا مصدرنا أن كل ألوان التعذيب تمارس في هذا السجن وان ادارته اصدرت أخيرا قرارا تمنع بموجبه المعتقلين من التحدث فيما بينهم او استقبال اية مكالمة من الخارج ...وفي نفس الإطار كشف سجين جزائري سابق في العراق يدعى ايهاب عن أهوال التعذيب التي تعرض لها في عدد من سجونه بدءًا من سجن أبو غريب الشهير سيء السمعة، مرورًا بسجن تكريت، فسجن التاجي وصولا إلى سجن سوسة في السليمانية. وروى الشاب إيهاب البالغ من العمر 32 عاماً، قصة سفره إلى العراق، موضحًا أنه ذهب إلى هذا البلد بعدما تأثر بالصور التي كانت تبثها القنوات الفضائية حول ما كان يحدث هناك، من جرائم ضد الأطفال والنساء ترتكبها القوات الأميركية وقال في تصريح لصحيفة «الخبر»الجزائرية إن عمره لم يكن يتجاوز 21 عاماً عندما ترك إنقلترا، التي هاجر إليها بسبب البطالة، متوجهاً إلى العراق عبر سوريا، في 2004 , وبعد حوالي أسبوع من وصوله الى العراق ألقت القوات الأميركية القبض عليه عند نقطة التفتيش في النمرود، وقامت بنقله إلى مطار بغداد ومنه إلى سجن أبوغريب. وأضاف ان الامريكان عاملوهم معاملة أفضل من الشرطة العراقية، فقد حققوا معه وعذبوه نفسياً ولكن الشرطة العراقية مارست عليه كل أنواع التعذيب، وكانت توجه اتهامات لا أساس لها ضد جميع الرعايا الأجانب الذين جاؤوا من الدول العربية لمقاومة الأمريكيين. وأوضح أنه أحيل لاحقاً إلى محكمة عراقية كان يرأسها قاض عراقي وآخر أمريكي، ودون أن يكون له الحق في توكيل محام يدافع عنه وتمت إدانته ب 15 سنة سجناً، ليحوّل إلى سجن تكريت حيث بدأت معاناته «التي كان يغذيها الصراع الطائفي»، حسب تأكيده. وأكد أن القائمين على إدارة السجن «مارسوا على المعتقلين أبشع أشكال التعذيب، كقلع الأظافر، والضرب المبرح إلى درجة تكسير العظام، لاسيما الرعايا الجزائريين والتونسيين الذين تم التحقيق معهم من جديد في سجون سرية، كسجن المثنى وسجن المطار وملجأ الجادرية». واضاف ايهاب انه بعد مدة تم ترحيله من سجن تكريت إلى سجن سوسة في السليمانية بإقليم كردستان، حيث أكد أن المعتقلين العرب كانوا يتلقون معاملة سيئة، إذ تعرض بعضهم للتعذيب وللكيّ بواسطة الكهرباء، (على ذمته),وتحدث السجين السابق عن «الملازم الذي كان يعذبه لمدة أسبوع في الحجز، ويحرض الكلاب عليه». وأضاف أنه «بسبب التعذيب القاسي الذي كان يمارسه هذا الملازم تم تحويل جزائريين من سجن سوسة إلى سجن في بغداد تابع لجيش المهدي، حيث تعرّض مساجين ليبيون وسعوديون وتونسيون للموت تحت التعذيب,وأكد أنه لم يكن يُسمح له بالالتقاء بمساجين جزائريين، إذ كانت إدارة المعتقل تضع كل مسجون أجنبي مع مجموعة من العراقيين. ولم تنته معاناة هذا الشاب بمغادرته العراق في مارس 2012 بمساعدة الصليب الأحمر الدولي وبالتنسيق مع السفارة الجزائرية في الأردن؛ حيث تم ايقافه في مطار هواري بومدين الدولي بمجرد وصوله إلى الجزائر، من طرف مصالح الأمن للتحقيق معه. وبعد عام كامل من الاعتقال في سجن الحراش، أحيل إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جناية الانخراط في «جماعة إرهابية» تنشط في الخارج، إلا أنه حصل على حكم بالبراءة في مارس 2013 وأفرج عنه. ويؤكد انه بالرغم كل ما عاناه فإنه ليس نادماً على ما قام به، لأنه كان يريد نصرة الشعب العراقي، والمستضعفين من النساء العراقيات، كما نصرهم العراقيون في حرب تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي».