هل تكون الزيارة التي اداها الثلاثاء 11 مارس 2014 الى صفاقس وقام خلالها بتدشين المقر الاجتماعي لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس المعروفة بشركة تبارورة ثم عقده لجلسة عمل حول مشروع تبارورة الواقع والافاق وايضا زيارة موقع المشروع وايضا السواحل الجنوبية للمدينة بغية اعداد الدراسات التنفيذية لازالة التلوث منها هي بداية الحلحلة الحقيقة نحو مشروع تبارورة الذي شكل حلما جميلا لابناء صفاقس بالمصالحة مع البحر وبالمصالحة مع البيئة التي عبث بها التلوث البري والهوائي والبحري جراء عقود من التدمير ومن الاقصاء والتهميش ايضا ومن عدم الالتفات الى الحاجيات الاساسية للمدينة الاولى فقي البلاد على مستوى العمل وعلى مستوى القدرة على لعب دور اقتصادي مهم وطنيا وايضا اقليميا بالنظر الى الموقع الاستراتيجي للمدينة في حوض البحر الابيض المتوسط وعلى مقربة من افريقيا السوداء ؟ الامال كبيرة وستبقى كذلك والاشكالات هي في تجاوز العقد والعقبات التي تحول دون بداية الاستغلال الفعلي لمنطقة تبارورة وايضا ربط هذا الموقع بمحيطه ولا سيما بباب بحر والمدينة العتيقة وهو ما يفترض كثيرا من الحراك بين مختلف الادارات والوزارات للشروع في ازالة المتاريس والمباني والفضاءات العازلة لمنطقة المشروع من الواجهة الشمالية وهو ما يحتاج ايضا الى رؤية شاملة لوجه المدينة المستقبلي بالانفتاح والترابط ايضا مع الساحل الجنوبي للمدينة والذي يعتبر منطقة منكوبة الان جراء حجم التلوث والاخطار البيئية وهو ما يفترض الاصلاح والمعالجة التي حان وقتها والحقيقة ان ما جاء على لسان وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية والتنمية المستديمة الهادي العربي لدى تدشينه المقر الجديد لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس " تبارورة " كان كلاما في العمق وعلى عكس خطابات المسؤولين السابقة فهو تكلم بلغة المسؤول المدرك والعارف بطبيعة الامور حيث وعد بالسعي الى التسريع في انجاز مشروع تبارورة وبالسعي الى تفعيل الاجراءات المتعطلة والتي حالت في الفترة السابقة دون ترجمتها على ارض الواقع بمثل ما حالت دون الدخول في مرحلة تسويق المشروع وانجاز مكوناته وفي هذا الاطار نشير الى انه انعقدت جلسات عمل وزارية سنتي 2012 و2013 بهدف تذليل الصعوبات التي تحول دون دفع الاستثمار في منطقة المشروع التي تمسح حوالي 420 هكتارا وجاءت جلسة العمل ليوم الثلاثاء 11 مارس 2014 باشراف الهادي العربي وزير التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستديمة في اطار رفع الاشكاليات المحيطة بمنطقة المشروع وتجاوزها من اجل الانطلاق في المرحلة الثانية من المشروع والمتعلقة بتهيئة المنطقة وتطرقت جلسة العمل الى مواضيع مهمة منها ربط منطقة مشروع تبارورة معه مركز مدينة صفاقس وذلك طبقا لقرارات جلسات العمل الوزارية المؤرخة بتاريخ 20 نوفمبر 2012 و23 ماي 2013 وايضا الرفع من مستوى البنية التحتية للمناطق المجاورة لمشروع تبارورة وتهيئة الاودية العابرة للمشروع واستكمال استصلاح السواحل الجنوبية لصفاقس وتحديد استراتيجية الاستثمار في منطقة تبارورة. وقد ابدى الوزير استغرابه من طول مدة تعطيل المشروع وطالب باعادة التفكير الاستراتيجي في هذا المشروع ولفت الى ان الوزارة لها تصور لحلول عملية سيتم تقديمها الى المجتمع المدني ويتم التعويل فيها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقطاع البحث في بلورة خطة التصرف في المشروع واستغلاله وقال الوزير انه سيتم اتخاذ اجراءات جريئة وسريعة لمعالجة عديد القضايا البيئية التي لم تعد تحتمل مزيد الانتظار في صفاقس ولفت الى انه سيتم كخطوة اولى القيام بوضع تخطيط عمراني لحل الاشكاليات المتفاقمة في مجال التعمير مشددا في ذات السياق على اهمية تفعيل القانون في فرض احترام تراتيب تسيير الشان العام وعلى صعيد اخر تحدث الوزير عن مشكلة ارتفاع مستوى المائدة المائية بصفاقس الشمالية ولا سيما مناطق ساقية الدائر والسلطنية وسيدي منصور لافتا الى ان الحل يكمن في تضافر جهود مصالح التطهير والبلدية والتجهيز والقيام بدورها في تصريف المياه والنظافة وهذا وقد استعرض الرئيس المدير العام لشركة تبارورة محمد قويدر في مداخلة له الاشكاليات التي اعاقت تنفيذ الاجراءات المتخذة ولفت الى انها اشكاليات تتلخص اساسا في عدم التزام عديد الاطراف المعنية بتطبيق قرارات جلسات العمل الوزارية" التي تم اتخاذها بغاية معالجة سلسلة من العوائق ومنها ضرورة تحقيق التواصل الطبيعي بين مركز المدينة ومنطقة المشروع بتحويل محطة نقل البضائع الى منطقة سيدي عبيد وانجاز اشغال بناء محطة متعددة الانماط للمسافرين بالفضاء الذي تشغله محطة السكك الحديدية بصفاقس وايضا تهيئة الشواطئ القديمة لمدينة صفاقس بما يستجيب للتهيئة المستقبلية لمنطقة المشروع وكذلك تحويل الوحدات الصناعية الملوثة المتمركزة بفضاء الميناء وتوظيف هذا الفضاء للانشطة المينائية غير الملوثة لتحسين الوضع البيئي وجودة الحياة ودعا محمد قويدر الرئيس المدير العام لشركة تبارورة الى عقد مجلس وزاري للبت نهائيا في استراتيجية التصرف في تنمية المنطقة بعد ان قامت الشركة باعداد ملف حول انجاز المرحلة الثانية من المشروع والتي تتعلق بالتهيئة والتعمير وخلال جلسة العمل بالمقر الاجتماعي للشركة ابدى ممثلو قطاع واسع من المواطنين ومكونات المجتمع المدني ورجال الاعمال والباحثين والمهندسين المعماريين استياءهم من تواصل تعطيل مشروع تبارورة رغم مرور السنوات ورغم تعدد الوعود الصادرة عن المسؤولين السياسيين قبل الثورة وبعدها مطالبين بان تلعب الدولة دورها وتقوم بواجبها تجاه عاصمة الجنوب من خلال تفعيل القرارات التي تتخذها وخاصة في مجالات البيئة والبنية الاساسية ونوعية الحياة