هل تكون الزيارة التي أداها وزير التجهيز أمس الى صفاقس وقام خلالها بتدشين المقر الاجتماعي لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس المعروفة بشركة تبارورة ثم عقده جلسة عمل حول مشروع تبارورة وزيارة موقع المشروع والسواحل الجنوبية للمدينة بغية اعداد الدراسات التنفيذية لازالة التلوث منها هي بداية الحلحلة الحقيقية لمشروع تبارورة الذي شكل حلما جميلا لابناء صفاقس بالمصالحة مع البحر والبيئة التي عبث بها التلوث البري والهوائي والبحري جراء عقود من التدمير ومن الاقصاء والتهميش؟ ما جاء على لسان وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية والتنمية المستديمة الهادي العربي لدى تدشينه المقر الجديد لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس «تبارورة» كان كلاما في العمق وعلى عكس خطابات المسؤولين السابقة فقد تكلّم الوزير بلغة المسؤول المدرك والعارف بطبيعة الامور حيث وعد بالسعي الى التسريع في انجاز مشروع تبارورة وتفعيل الاجراءات المعطلة والتي حالت في الفترة السابقة دون ترجمتها على ارض الواقع. وقد أبدى الوزير استغرابه من طول مدة تعطيل المشروع وطالب باعادة التفكير الاستراتيجي في هذا المشروع ولفت الى ان الوزارة لها تصور لحلول عملية سيتم تقديمها الى المجتمع المدني ويتم التعويل فيها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقطاع البحث في بلورة خطة التصرف في المشروع واستغلاله. وقال الوزير انه سيتم اتخاذ اجراءات جريئة وسريعة لمعالجة عديد القضايا البيئية التي لم تعد تحتمل مزيد الانتظار في صفاقس ولفت الى انه سيتم كخطوة اولى القيام بوضع تخطيط عمراني لحل الاشكاليات المتفاقمة في مجال التعمير مشددا على أهمية تفعيل القانون في فرض احترام تراتيب تسيير الشأن العام. وعلى صعيد آخر تحدث الوزير عن مشكلة ارتفاع مستوى المائدة المائية بصفاقس الشمالية ولا سيما مناطق ساقية الدائر والسلطنية وسيدي منصور لافتا الى ان الحل يكمن في تضافر جهود مصالح التطهير والبلدية والتجهيز والقيام بدورها في تصريف المياه والنظافة. وقد استعرض الرئيس المدير العام لشركة تبارورة محمد قويدر في مداخلة له الاشكاليات التي اعاقت تنفيذ الاجراءات المتخذة ولفت الى انها اشكاليات تتلخص اساسا في عدم التزام عديد الاطراف المعنية بتطبيق قرارات جلسات العمل الوزارية التي تم اتخاذها بغاية معالجة سلسلة من العوائق ومنها ضرورة تحقيق التواصل الطبيعي بين مركز المدينة ومنطقة المشروع بتحويل محطة نقل البضائع الى منطقة سيدي عبيد وانجاز اشغال بناء محطة متعددة الانماط للمسافرين بالفضاء الذي تشغله محطة السكك الحديدية بصفاقس وايضا تهيئة الشواطئ القديمة لمدينة صفاقس بما يستجيب للتهيئة المستقبلية لمنطقة المشروع وكذلك تحويل الوحدات الصناعية الملوثة المتمركزة بفضاء الميناء وتوظيف هذا الفضاء للانشطة المينائية غير الملوثة لتحسين الوضع البيئي وجودة الحياة. ودعا محمد قويدر الى عقد مجلس وزاري للبت نهائيا في استراتيجية التصرف في تنمية المنطقة بعد ان قامت الشركة باعداد ملف حول انجاز المرحلة الثانية من المشروع والتي تتعلق بالتهيئة والتعمير. وخلال جلسة العمل بالمقر الاجتماعي للشركة ابدى ممثلو قطاع واسع من المواطنين ومكونات المجتمع المدني ورجال الاعمال والباحثين والمهندسين المعماريين استياءهم من تواصل تعطيل مشروع تبارورة رغم مرور السنوات ورغم تعدد الوعود الصادرة عن المسؤولين السياسيين قبل الثورة وبعدها مطالبين بان تلعب الدولة دورها وتقوم بواجبها تجاه عاصمة الجنوب من خلال تفعيل القرارات التي تتخذها خاصة في مجالات البيئة والبنية الاساسية ونوعية الحياة.